بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة أبعثها الى كل داعية تحلم بذاك الزوج فارس الاحلام وأسأل الله لها الثبات ولجميع اخوتي واخواتي
في هذا المنتدى .... ان الموضوع لربما اثار الشجون والذكريات وربما الجراح
ان امنية كل فتاة بغض النظر ان كانت داعية ان ترتبط بصاحب الدين في جوهره قبل منظره فليس دائما الثوب
القصير واللحية المعفاة تدل على جوهر الشخص مع احترامي وتقديري لاصحاب اللحى والثياب القصيرة وأسأل
الله لهم الثبات ... تبحث الفتاة عن صاحب الدين لانها تثق تماما انه قبل ان يتعامل معها يضع مخافة الله جل وعلا
نصب عينيه حتى وان كانت مقصرة في دينها وغير ملتزمة ... بينما بعض الفتيات تعتقد الواحدة منهن ان الشخص
الملتزم سيكون بمثابة السجان الذي يحرمها من بعض المخالفات والمحرمات التي كانت تستمتع بها من مشاهدة
لفضائيات او تبرج وخروج وغير ذلك ... بل انا شخصيا لما كلمت احد الاخوة عن فتاة ملتزمة تصلح له رفض
وتخوف وقال لي ( لا اريد زوجة تنشغل عني بكتابة محاضرات او قراءة صحيح البخاري او تكون كل وقتها عبادة
اريد من تعفني عن الحرام ) طبعا كانت هذه فكرته المغلوطة عن الملتزمات فوضحت له وصححت له الفكرة ... نحن
بحاجة احبتي الى معرفة مفهوم الالتزام الحقيقي والاستقامة
اختي الداعية .. اقدر لك حرصك على زوج يعينك على الطاعة ويتوافق معك في ميولك وحبك للدعوة الى الله لكن
دعيني أسألك مافائدة ان تتزوجي بداعية نشيط في المحاضرات والدروس ولا يعطيكي حقوقك الشرعية ؟؟ لا
يبتسم ولا يداعب ولا يمازح جل وقته في المحاضرات والدروس ؟؟ علينا ان نفرق بين الاهم في حياتنا والمهم ..
وتحقيق التوازن .. اختي الداعية انا لا أحبطك لكني اخاطب فيك عقلك ووعيك لو ان الواحدة منا تريد زوجا متوافق
معها في كل شئ وهذا من المستحيلات ..فليس كل ما يتمنى المرء يدركه ..اختي الداعية التي من الله عليك
بالهداية دعيني اسالك لو اتاك وطرق بابك رجلا غير ملتزم صاحب خلق وفي مجتمعنا يطلق عليه محافظ ترى هل
ترفضيه؟ هل تبقين في بيت والديك كما قالت احد الأخوات ان تبقى مطيعة لربها بارة بوالديها
دون ان تتزوج بغير ملتزم ؟؟ هذا خطأ نعم والله
أولا كيف تضحي الفتاة بثمانية ابواب من ابواب الجنة ؟ اليس النبي عليه الصلاة والسلام يقول ( ايما امرأة ماتت
وزوجها عنها راض فتحت لها ابواب الجنة الثمانية ؟؟) ثم هل تضمن هذه الفتاة ان تبقى ثابتة على دينها بدون
زواج ونحن في زمن الفتن ؟؟ ان للشيطان دوره في ان يحرم الواحدة منا من ابواب الخير .. ويجعل الواحدة منا
تغض الطرف عن الرجل صاحب الخلق الطيب الغيور صاحب الصفات الطيبة ولا تنظر الا في سلبياته من حيث عدم
تميزه بالعلم الشرعي او الالتزام .. فأين نحن من تلك الصحابية
التي تزوجت وطلبت مهرها الاسلام ؟؟ احبتي في الله
مفهوم الالتزام ليس بحفظ كتب ومتون ليس بدعوة للاخرين فقط بل انه سلوك احد الاخوات تزوجت من احد المشايخ
المشهورين في محيط الدعوة لم يدم زواجها الا بضعة شهور وانخلعت منه أتدرون لماذا ؟؟ لانه شيخ نشيط في
الدعوة ومجتهد لكنه مع الاسف فاشل بكل ما تعنيه الكلمة في حياته الزوجية الأسرية عاشت هذه المراة التي
اعرفها عن قرب مفتقدة المزاح والضحك والمرح مع زوجها نعم يحبها لكنه لا يشبع عاطفتها لم يخرج يوما معها
في نزهة لم يقرأ لها كتاب ويشرح لها او يستمع لها تقرا عليه لم يوقظها للصلاة يوما .. احبتي ارجوا ان لا تسيئوا
فهمي انا لا اشكك في اخواني الدعاة والمشائخ وطلاب العلم لا والله انهم تيجان رؤوسنا لكني اذكر قصة حقيقية
لبعض منهم لانهم اولا واخيرا بشر ليسوا بملائكة معصومين فيهم المفرط والمذنب والكمال لله جل وعلا .. وحتى
الاخوات الداعيات الا من رحم الله فيهن التفريط والخطأ والتقصير ..
اختي الداعية ... لو ان الله اختار لك زوجا غير ملتزم لكنه فيه من الغيرة والشهامة والاخلاق الطيبة اختار الله لك ان
تكسبي اجره في دعوته للخير بكل ما تملكين من وسائل هل سترفضين ؟؟ بل هل سترفضين ابواب الجنة الثمانية
؟؟؟ كم من رجل كان مفرط في صلاة الجماعة وكم من رجل كان يدخن وكم من رجل كان يشاهد الفضائيات لكن
في قلب كل واحد منهم مخافة من الله جل وعلا .. في قلب كل واحد منهم ايمان تذرف اعينهم ندما وحسرة وتوبة
لكن يغلبهم الشيطان ... فلمن نتركهم ؟؟؟ في قلب كل واحد منهم غيرة وشهامة لا يقبل ان تتبرج زوجته لا يقبل ان
تكشف على اخوانه ولا غير المحارم .. وغير ذلك من الصفات الطيبة هل نفرط في مثل هؤلاء لانهم لا يتوافقون معنا
؟؟ لماذا لا تصنعين انتي هذا الرجل وتؤهليه ان يكون داعية للخير ؟؟؟ لماذا دائما نبحث عن الجاهز دون ان نكلف
انفسنا صناعة وتأهيل الغير ؟؟ الرجل الداعية الملتزم يريد امراة طالبة علم وداعية جاهزة ولا يرضى ان يتزوج
بفتاة عادية اقل التزاما لكنها قد تكون محافظة على حجابهالكن كل جرمها ان تكون تمضي وقتها في
الفضائيات او تسمع اغاني فتظلم وتحرم منه ومن امثاله مع انه لو تزوجها يستطيع بما يمنحها من حب ان يجعل
منها طالبة علم وداعية مجتهدة ويغير الكثير من سلبياتها وكذلك المراة الداعية .... أبواب الجنة الثمانية لا تستحق ان
تضحي بها المراة .. لانها فقدت من يناسبها اجتماعيا فالدعوة الحقيقية ليست وجاهة اجتماعية بل رغبة وحب
واخلاص وجهاد فكيف سيكون اجرها لو كانت مع الزوج والابناء والاقارب ؟؟ نعم ستكون هناك متاعب ومشقة
ومعاناة مع زوج لا يحافظ على صلاة الجماعة .. او مع زوج يشاهد الفضائيات .. اومع زوج يسمع الاغاني ... لكن
والله والله باخلاص النية والدعاء والاحتساب يغير الله الاحوال فهو جل وعلا مقلب القلوب .. قد تقولين اختي الداعية (
اخاف على نفسي من الانتكاس او الضعف ) فأقول لك ان هذا الخوف من الشيطان ليحرمك من ابواب الجنة
الثمانية . لأن أصلا بصلاحك انتي يصلح الله لك زوجك فكيف تريد الواحدة منا زوجا صالحا وهي مقصرة في
عبادتها لله جل وعلا ؟؟ تصلي بلا خشوع تبخل عن النوافل , تهمل الاستغفار , تتكاسل عن قيام الليل ,, تأملي
قول الله جل وعلا عن زكريا عليه السلام (فاستجبنا له واصلحنا له زوجه, )..انتي يوم ان اخترتي طريق الاستقامة
حتما اخترتيه بحب ونية صادقة وعزيمة ليس لوجاهة اجتماعية
فحتما الله جل وعلا لن يضيعك ... فيااخوتي الدعاة لا تبخلوا على الفتيات بما عندكم من خير لو ان الواحد منكم
وجدتلك الفتاة صاحبة الخلق وصاحبة الوالدين الطيبين فلا يحرمها من حقها في الزواج بمثله ويعلمها ويغير من
سلبياتها ولكن بشرط ان يتحرى ويسال ان كانت فعلا محبة للتغيير ام انها متعصبة مصرة على اخطائها ... وكذلك
انتي ياغالية يامن وفقك الله للدعوة الى دينه لا تحرمي نفسك من ابواب الجنة الثمانية ومن جهادك مع زوجك ولا
تعلمين اين الخير قد ياتيك زوج داعية وشيخ ويكتب الله له ان ينتكس لا قدر الله فلسنا نملك قلوبنا حتى نملك قلوب
البشر .... لم تنتهي رسالتي بعد ولي عودة باذن الله فلا تتركوني من صالح دعائكم ودمتم \\ اختكم سميرة امين