هيئة علماء المسلمين: موقف "الزيدي" يؤكد تنامي حالة الرفض والمقاومة للاحتلال
الاثنين17 من ذو الحجة 1429هـ 15-12-2008م


بوش يحني رأسه أمام حذاء الزبيدي
مفكرة الإسلام: أشادت هيئة علماء المسلمين في العراق بما قام به الصحافي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بفردتي حذائه، واصفًا إياه بـ "الكلب".
وأكدت الهيئة في بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت أن "هذا الموقف يدل بشكل واضح وصريح على تنامي حالة الرفض والمقاومة للاحتلال في صفوف أبناء الشعب العراقي جميعًا على الرغم من كل ما يواجه به مِن عنَتٍ وظلم وتكميم للأصوات".
ورأت هيئة العلماء في الموقف الذي تعرض له بوش "لحظة تاريخية معبرة عن ما يضمره العراقيون من غيظ وغضب ضد الاحتلال ومشاريعه السياسية البائسة، واتفاقية الإذعان التي بصم عليها مَن لا يمت إلى الضمير العراقي بصلة".
وأكدت أن الزيدي "أدى رسالته وأبدى للعالم كله حقيقة موقف العراقيين من الاحتلال، ولقد أصاب أحد الإعلاميين الأمريكيين في تحليل الموقف في إحدى القنوات الفضائية حين قال: هذا يدل على أن الشعب العراقي يأبى أن يشاهد الاحتلال في بلده، هذه الرسالة التي يجب أن نفهمها من خلال هذا المشهد".
وحمَّلت الهيئة التي تعد أعلى مرجعية لأهل السنة في العراق "الاحتلال والحكومة الحالية المسئولية عن سلامة هذا الشاب"، في إشارة إلى الصحافي العراقي منتظر الزبيدي.
وناشدت "كل المنظمات الدولية ذات العلاقة ولاسيما المؤسسات الصحافية والقانونية وجمعيات حقوق الإنسان أن تضم صوتها إلينا في هذا الصدد، وأن تجعل من قصته قضية لشعب اعتُدي عليه وينتظر من العالم مواقف العدل والإنصاف".

عائلة الزيدي تطالب بالإفراج الفوري عن ولدها:
من جانبها، طالبت عائلة الصحافي منتظر الزيدي، اليوم الاثنين، بالإفراج الفوري عن ولدها المعتقل منذ مساء أمس الأحد، مؤكدةً أن ممارسات جنود الاحتلال الأمريكي هي التي دفعته لرمي الحذاء على بوش.
وقالت أم هناء شقيقة الصحافي منتظر الزيدي: إن العائلة "لم تعرف أي شيء حتى الآن عن منتظر أو مكان احتجازه ونحاول بشتى الوسائل والطرق ذلك لكن دون جدوى".
وبشأن الدوافع الذي تقف وراء الحادثة، قالت أم هناء: "لعل ما يشاهده منتظر بحكم عملة الميداني كصحفي من اعتداءات سافرة تمارس بحق العراقيين من قبل الجنود الأمريكان هي خير دافع لقيام منتظر برمي الحذاء على الرئيس الأمريكي جورج بوش".
وأضافت أن "ما ترتكبه القوات الأمريكية يوميًا بحق العراقيين يشكل إساءة كبيرة لا يمكن لأي عراقي تحملها أو السكوت عليها سواء كان منتظر أو غيره".
وأكدت أن منتظر "مستقل بأفكاره السياسية ولا ينتمي لأي جهة سياسية"، منوهةً إلى أن ما حدث "هو تصرف فطري وليس وراءه دوافع أو غايات سياسية".
من جانبه، جدد جودت العسافي مدير أخبار فضائية البغدادية مطالبة القناة بضرورة "الإسراع بإطلاق سراح الصحافي منتظر الزيدي"، معتبرًا أن "ما قام به الزيدي من تصرف هو إجرء طبيعي ويندرج في إطار الممارسات الديمقراطية التي يجب أن تكون متاحة في العراق الجديد".
وحذر العسافي من "أي محاولة للإساءة إلى منتسبنا منتظر الزيدي"، داعيًا جميع المؤسسات الإعلامية والصحافية في العراق والعالم إلى "الوقوف إلى جانب الصحافي الزيدي والحيلولة دون إلحاق الأذى به وبمستقبله المهني".