أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
”و توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلّكم تفلحون“
أخي الحبيب : فلْتَسأل نفسَكَ سُؤَالاًً؟
هل أذنبت ذنباً؟ هل ارتكبت خطأ ً؟
ألم تظلم نفسك مراراً؟ ألم تعصِ الله ربَّك تكراراً؟
إذاً أنت بحاجة إلى تــوبــــة
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب
فإن كانت المعصية بين العبد و بين الله تعالى – لا تتعلق بحق آدميّ- فلها ثلاثة شروط:
أن يقلع عن الذنب.
أن يندم على فعل ذلك الذنب.
أن ينوي ألا يعود إليها أبداً.
فإن فقد أحد الشروط الثلاثة لم تصح التوبة.
و قالوا : أما إذا تعلّق الذنب بحق آدميّ فإن الشروط تزيد شرطاً واحداً و هو
أن يبرأ من حق صاحبها ، فإن كانت المعصية مالا أو نحوه ردَّهُ إليه ، و إن كانت شتم أو قذف أو نحوه
مكـّنه من نفسه أو طلب عفوه و مسامحته.
إن علمت أنَّ الله لا يراك فافعل ما تشاء:
قال تعالى: ”إنَّ الله لا يَخفى عليهِ شيءٌ في الأرضِ و لا في السماءِ“.
”يعلمُ خائِنةَ الأَعيُنِ و ما تُخْفِي الصُّدُور“.
و احذر وعيدهُ فقد قال:”إنَّ ربَّك لبـِالمِِرْصَادْ“.
فإن زللت فلا تنسى أنه هو التوّاب الرحيم :
”و توبوا إلى اللهِ جميعاً أيها المؤمنونَ لعلَّكُم تُفلِحون“.
”يا أيـُّها الذينَ آمنوا تُوبُوا إلى اللهِ توبةً نصوحاً“.
”قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفُسهِِم لا تَقْنَطوا من رحمةِ اللهِ إنَّ اللهَ
يغفِرُ الذنوبَ جميعاً إنَّهُ هوَ الغفورُ الرَّحيم“
أخي الحبيب:
عن أنس رضي الله عنه قال : ”إنَّكم لتعملون أعمالاً هي أدقُّ في أعينكم من الشَّعر ، كُنَّا نعُدُّها
في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم من الموبقات (المهلكات)“. رواه البخاري
بابٌ للجنـَّةِ مفتوحٌ لا يُغلق
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
” للجنةِ ثمانيةُ أبوابٍ : سبعةٌ مُغلقة ، و باب مفتوحٌ للتوبة حتى تطلع الشمسُ من نَحوِه“.
رواه ابو يعلى و الطبراني بإسناد جيّد.
يا ابن آدم إنَّ الله رحـمان فإيَّاك الرَّان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
”إنَّ المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نُكتةٌ سوداءٌ في قلبه ، فإن تاب و نزعَ و استغفرَ صُقِل منها ، و إن زادَ
زادت حتى يُغلَّفَ بـِها قلبُه، فذلك الرَّان الذي ذكرَ اللهُ في كتابه:
{كلاّ بل رانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون}“. ]رواه الترمذي و صححه و النسائي.
يا أكرم الأكرمين تُب على عبادك المذنبين:
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
”التائب من الذنب كمن لا ذنب له“ رواه ابن ماجة و الطبراني .
عَلِمَ عبدي أنَّ لهُ ربَّاً يغفر الذنب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
”إنَّ عبداً أصاب ذنباً ، فقال: يا ربِّ إني أذنبت ذنباً فاغفره، فقال له ربُّه : عَلِمَ عبدي انَّ له ربا يغفر الذنب
و يأخُذُ به ، فغفر له!! ، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً آخر ، فقال: يا ربِّ إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره
فقال له ربُّه : عَلِمَ عبدي انَّ له ربا يغفر الذنب و يأخُذُ به ، فغفر له!!
ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً آخر، فقال: يا ربِّ إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره
فقال له ربُّه : عَلِمَ عبدي انَّ له ربا يغفر الذنب و يأخُذُ به ، فقال ربُّه: غفرتُ لعبدي
فليعمل عبدي ما شاء!!“. رواه البخاري و مسلم
غفرَ له قبل أن يستغفرَه!!
و عن أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ”ما علِمَ اللهُ من عبدٍ ندامة ً على ذنبٍ إلا غفرَ لهُ قبلَ أن يستغفرَهُ منهُ“. رواه الحاكم.
أفرِحِ اللهَ بتوبتِكَ له:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
”للهُ أشدُّ فرحاً بتوبةِ عبده حين يتوب إليهِ من أحدكم كانَ على راحلتهِ -دابّته- بأرض فلاة - صحراء
فانفلتتْ منهُ، و عليها صعامُهُ و شرابُهُ فأيس منها ، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلِّها قد أيِسَ
من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمةٌ عندهُ!!، فأخذ بخُطَامِها
ثم قال من شدة الفرح : اللهمَّ أنت عبدي و أنا ربُّك ، أخطأ من شدَّة الفرح!!“ . صحيح البخاري و مسلم.
و اعلم أخا الإسلام أنَّ الأعمالَ بخواتيمَها:
يروي أبو ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
”من أحسن فيما بَقى –من عُمُرِه- غُفِرَ له ما مَضَى ، و من أسَاءَ فيما بَقى أخِذَ
بما مَضَى وما بَقى“. رواه الطبراني.
أَخَذَ يُكبِّر ،.. حتى تَوَارَى عن الأنظار!!
أتى أبو طويل رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال:
أرأيت من عمل الذنوبَ كلها و لم يترك منها شيئاً ، و هو في ذلك لم يترك حاجَةً و لا داجَةً إلا أتاها ، فهل لذلك من توبة؟؟
، قال صلى الله عليه و سلم : ”فهل أسلمت؟“ قال : أمّا أنا فأشهد أن لا إله إلا الله ، و أنّك رسول الله
قال صلى الله عليه و سلم : ”تفعل الخيراتَ ، و تتركُ السيئاتَ ، فيجعلهُنَّ اللهُ لك خيراتٍ كُلـُّهُنَّ“
قال : و عَذَراتِي و فَجَرَاتِي؟ ، قال :“نعم“ ، قال أبو الطويل : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ....
فما زال يُكبّر حتى توارى. رواه البزّار و الطبراني.