المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الربيع
يا أخي أحسن الظن .
التشهير ليس طريقة للنصح ولن تكون ، فعندما تأتي لمرتكب كبيرة كالزنا مثلا وعلمت أنه زنى هل تأتي ومن على المنبر تقول أيها الناس إن فلانا زنا وفعل كبيرة وهو فاسق فاجر احذروه ولاتقربوامنه ،هل سينتصح أم هل سيزيد في عناده إذا زاد من يحمل الذنب أنت بلا أدنى شك .
مثال آخر:
لو أنت يوما من الأيام لم تحضر صلاة الفجر ثم جاءك شخص وقال يافاسق ياعصي يامن ينام عن صلاة الفجر ماذا سيكون رد فعلك ؟
انظر ماذا يقول العلماء في التشهير :
يقول الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :(( فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله - فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا : ] وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون[ ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً ، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه )) .
"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " (5/202).
ويقول العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله
في كتابه " الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات " ( ص107 ) :
(( لا شك ان الضوابط لهذا الخلاف هي الرجوع إلى ما أرشد الله إليه في قوله تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً[ ، وفي قوله : ] وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله [ فالواجب على من خرج عن الصواب في العقيدة أو في العمل أي في الأمور العلمية والعملية أن يناقش حتى يتبين له الحق فيرجع إليه أما خطاؤه فيجب علينا أن نبين الخطأ وأن نحذر من الخطأ بقدر الاستطاعة ، ومع ذلك لا نيأس ، فإن الله قد رد أقواماً لهم بدع كبيرة حتى صاروا من أهل السنة ...الخ ).
وقال أيضاً في نفس المصدر ( ص116 ) : ( إذا كان الخلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب )) اهـ.
وقد سئل الشيخ ابن باز السؤال التالي :
س10 : هل من منهج السلف نقد الولاة فوق المنابر، وما منهج السلف في نصح الولاة؟
ج10 : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنا وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر فلانا يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم.
ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تكلم عثمان؟فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ إني لأكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه(أخرج القصة الشيخان، وأحمد وغيرهم، من حديث « يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار... » بألفاظ، عن أسامة بن زيد).
ولما فتحوا (أي الخوارج ) الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان بأسباب ذلك، وقتل جمع كثر من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه، نسأل الله العافية. انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
وبعد هذا نذكرك رعاك الله بحديث عياض بن غنم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده ويخلوا به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه » ( رواه أحمد، وابن أبي عاصم بإسناد صحيح ).
مارأيك الآن هذا هو الدليل على عدم التشهير وأنت تقول الجهر بالحق وكان سلفنا كذا وقد فعل فلان كذا فهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله .
ولا تحسبن العلماء في هذا العصر لاينصحون الأمراء والملوك فهذا الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ينصح الملك فيصل :
http://www.youtube.com/watch?v=j7LkU...eature=related
وللشيخ ابن باز مناصحات لكل الأمراء الذين أصبحوا أمراء مناطق يرسلها لهم وهو نائب رئيس الجامعة الإسلامية .
هذا ماتيسر ذكره وجزا الله صاحب الموضوع خير الجزاء .