شكراً لانتقادي
عبدالرزاق الشمري
بعض الناس ينظر إلى أن النقد ردة فعل تكون في الغالب نتيجة بغض له، وهذا خطأ .
وبعض الناس يرفض النقد؛ لأن لديه نوعاً من الإعجاب بالذات والاستبداد بالرأي ، وهذا يجعله يستخفّ بما يسمعه من الآخرين.
إن النقد له جانب مشرق ففي كثير من الأحيان يفتح لنا آفاقاً كانت في أعيننا مغلقة وإبداعات كانت دفينة، إن النقد عبارة عن معلومات واكتشافات مساعدة على النمو والتطوير في قدراتي وأعمالي.
إن إهداء العيوب إليك هو دليل على تميزك ، فالكسالى لا يتم التدقيق في أعمالهم ومتابعتهم بخلاف المتميزين ، إن العاقل من يواجه نفسه بعيوبها ليصححها ، فمهما كان العمل جيداً لابد أن يعتريه بعض النقص.
وكم من نقدٍ بنَّاء كانت له من الآثار الإيجابية الشيء الكثير ، فلا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ، ويبقى أن التعامل مع النقد وتقبله فن ومهارة وليس هذا مجال البسط .
إن الداعية والكاتب والمعلم والخطيب والطبيب وكل من يسمو للنجاح هو محل الأنظار وعليه أن يتقبل النقد بصدر رحب وأن يجعل من هذه الانتقادات سلماً لارتقاء منابر التميز والإبداعات.
فابتسم عند نقدك ابتسامة الواثق المتفائل واشكر من أسدى إليك نقداً بنَّاءً شكر من أرشدك إلى كنز دفين وادعُ له بالتوفيق فقد كان أحد السلف يقول : رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي .
إن البعض يتفنن في بري الرمح حتى تكون إصابته قاتلة، فالبس درع الثقة بالنفس والنظر للإنجازات حتى تكون مستعداً لكسر ذلك الرمح ، ولا تكن ضحية للنقد، فالشجرة الثابتة لا تأبه بالرياح ، والقمم العالية لن تصلها الرماح .
يقول الدكتور عبد الكريم بكار : ( فإن على الإنسان أن يحترم ذاته، ويثق بها؛ لأن احترام المرء لذاته يدفعه نحو صونها عن الرذائل؛ والثقة بها تشجعه على الارتقاء بها وتدعيمها ).
مهما كان النقد قوياً كن أنت الأقوى ولا يغب عن وعيك أن البقاء بمعزل عن انتقاد الناس لن يكون إلا بترك العمل والتخلي عن التميز .
إن النجاح أيها المبارك قضية تشغل الكثيرين ، فتقوم قيامتهم حين يتفوق بعض الناس أو يتميز، ولو كان النجاح سهلاً لكان كل الناس ناجحون .
لا أتحدث هنا عمن جعل من النقد سلاح تجريح أو سخرية فهؤلاء يزعجهم النجاح ويمرضهم التميز لذا تجدهم يقعدون للناجحين كل مرصد واعلم أيها المتميز أنك كلما ازددت نجاحاً تعرضت لهجوم أكبر ونقد أكثر فلا تأبه بهم وواصل مسير تميزك بثقة في نفسك وليكن لسان حالك :
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادهـا الأجسام
وإليك أهمس قبل الوداع.. لا تنس نصيبك من إمتاع النفس ببيئة إيجابيةٍ تسمع بها الكلمة الطيبة ؛ لترى إشراقات المستقبل تنشر ضياءها أمامك ، فانظر لإنجازاتك وما قدمت وتفاءل وسِر بجِدٍّ وكافئ نفسك بعد الإنجاز واستفد من نقد الآخرين وليكن لسان حالك : شكراً لانتقادي .
ومضة : الحياة مملوءة بالحجارة فلا تتعثر بها ، بل اجمعها وابن بها سلماً لتصعد عليه إلى قمم المجد
[ د. خالد المنيف ] .
ياله من دين