في حوار مع مجلة الدعوة الاسلامية والتي ستصدر يوم الخميس القادم تناول فيه الشيخ الدريعي كثير من الامور نبرز أهم العناوين:
- جند الشيطان يسعون للتفرقة بيني وبين العلماء وطلبة العلم من خلال المواقع المشبوهة.
- بلادنا مستقلة وذات سيادة وكما هي في مجال السياسة فهي كذلك في مجال الدين والعقيدة
- مجتمعنا تسوده عقيدة الاسلام وشريعته والالتزام بجماعة المسلمين
في سؤال مباشر للشيخ الدريعي:
فضيلة الشيخ أنت متهم بأنك تهجمت على بعض المشايخ ونصحتهم بالتوجه لسوق الخضار، وكان ذلك حديث المجالس ومواقع الانترنت التي نقلت عنك ذلك فما تعليقكم
- طبعا هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة أن يأتوا إلى الدريعي في بيته ويقولوا أنت قلت كذا وكذا ولكن احمد الله أن هذه النقول لم تأت عبر وسائل الإعلام الرسمية والموثوقة عندنا بل جاءت عن طريق مواقع مشبوهة وجديدة وليس لها أي معرفة بالدريعي نفسه، ووالله أن المواقع الذي نشر هذا الخبر لا اعرفه ولم اسمع عنه من قبل إلا عندما قيل لي، على كل حال أنا لم أذكر أحداً باسمه ولا أريد أن اذكر أحدا باسمه وتوجيهات الأمير سلمان لازالت في قلبي وفي شعوري ووجداني واستحضرها دائما ولا يمكن أن اخلف وعدي له بأي حال من الأحوال، الشاهد إنا لا أذكر اسماءا لا على منبر الجمعة ولا في إذاعة أو تلفزيون أو أي وسيلة من وسائل الإعلام المختلفة فهذا ليس من مصلحة الدعوة فالدعوة لا تقوم على أساس الفضائح بل بالتناصح في السر، هذا في مجال التناصح، أما أننا نعتب على بعض إخواننا الطيبين حملة القرآن خاصة وأنهم يأتون بأشياء تعتبر نشاز في مجتمعنا وليست مألوفة ولا مقبولة ولا نقبل من ينصح بها خاصة الأغاني ونشرها بين الناس حتى ولو اتو بشيء من الفقه أو العلم الذي اخذ بطريقة غير مؤصلة، كذلك أنا قلت أن إباحة إرضاع الكبير مثلا اعتبرها السواد الأعظم من العلماء خاصة بسالم مولى أبي حذيفة ولا تسري على بقية الأمة ومشى على ذلك الصحابة والتابعون وحتى في بلادنا هذه كان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله والشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ بن عثيمين رحمه الله والشيخ ابن جبرين رحمه الله، هؤلاء الذين ماتوا ولم يغيروا ولم يبدلوا في رأيهم، أما أن يقول قائل أنك تشير بهذا إلى أن بقية العلماء الأحياء ليس لهم مثل من سبقوهم من الزخم العلمي والالتزام بالشريعة فهذا والله ظلم.. ظلم.. ظلم، وعلى رأسهم سماحة المفتي حفظه الله، فكيف أقول أن العلماء الحاليين على خلاف ما كان عليه علماؤنا السابقون وسماحة المفتي من عائلة الشيخ محمد بن إبراهيم؟ فأنا اضمر كل الحب للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وهو صديقي منذ خمسين سنة ومحبوبي وأنا أراجعه كثيرا عندما تستدعي الحاجة لذلك، لكن الذين يريدون أن يفرقوا جماعتنا ويريدون أن يزرعوا الأحقاد في قلوبنا على بعضنا البعض هؤلاء جنود الشيطان والمرتزقة بالكلمة أقول لهم أن بلدنا محمي أمس واليوم وغدا بإذن الله مادامت هذه الدولة المباركة قائمة على قدميها ولن نخاف على عقيدتنا ولن نخاف على شريعتنا ولن نخاف على امتنا وإن كان قد حدث شيء من التفرق الفكري والثقافي فهذا من فعل الناس العامة أما مسئولونا فهم ضد التفرق وضد التحزب وضد الفكر المنحرف وهاهم يعقدون المؤتمرات كلها من اجل مواجهة وحرب الفكر المجوف والفكر المنحرف وفكر التغريب .... الخ، ونحن معهم ولو بإشارة صغيرة منهم أن نقول كلمتنا في هذا الأمر نقولها إن شاءوا من على المنبر وإن شاءوا عبر الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة أو المناصحة للأفراد، وجماعة خالف تًذكر التي لا نريدها أن تكون بيننا فنحن مجتمع تسوده عقيدة الإسلام وشريعة الإيمان والالتزام بجماعة المسلمين والالتفاف حول ولاة أمر المسلمين وأحلف بالله العظيم أننا محسودون على هذا الأمر من قبل أعدائنا كيف توجد مثل هذه الدولة؟ حب الشعب لولاة الأمر وحب ولاة الأمر للشعب والبلاد الأخرى متفرقة ومتمزقة ومتناحرة وفتن وحروب وثورات؟ نحن نحمد الله الذي سلمنا من هذا كله.
وأنا لا اهتم إذا قالوا وقالوا ولكن أنا شخصيا أقول لك بحق وبصدق وصراحة: لا يمكن أبدا أن أهون من أمر علمائنا المعاصرين بل والله أني احمد الله حين يمن علي بفضله بمقابلة احد منهم فأستفيد وأفيد وهذا اعتبره من الدلائل على بقاء هذا الدين قويا وان الدعوة إلى الإسلام بخير ومنتشرة وظاهرة وانه لا يقف في طريقها إلا عدو وإن وقف العدو صُد ورُد.
وأنت قلت أني قلت لهم أن يتجهوا إلى سوق الخضار، أنا لم أعين بالقول يافلان بن فلان اتجه إلى سوق الخضار، أقول من لم يكن لديه علم ولا فقه يحمي به عقيدة الأمة وينقل العلم الشرعي إلى الناس ليفيدهم فلا يجوز له أن يفتي بشيء يمزق جماعة المسلمين ويفرق كلمتهم ويحدث القلاقل بين الناس وإذا كان عاجزا عن العلم الشرعي فليبحث عن وظيفة أخرى وهذا سوق الخضار أمامه.
كما أنني أقول لك شيء آخر وأكرره باستمرار أنه ليس عيبا أن تقوم أنت أو أنا أو اكبر عالم من علمائنا أن يبيع ويشتري بالخضار أو يرعى الغنم، فمن قبلنا أنبياء الله ورسله كلهم رعوا الغنم، العيب أن يقود الإنسان الناس إلى مضان الفتنة والشر وان يجعل الأمة متفرقة ومتمزقة لا بل ويجعل الأمة تشك في علمائها علماء التحقيق.
· فضيلة الشيخ ماذا تقول لمن يروج لمثل هذه الأكاذيب والإيقاع بين علماء الأمة؟
- هؤلاء اخبرنا عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه حذيفة بن اليمان :
( تكون دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، هم قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، فالزم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن لم تكن جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك).
وهذا تحذير من الرسول صلى الله عليه وسلم منهم ونحن لن ننسى أننا في آخر الزمان ومازالت امتنا الإسلامية بحمد الله ثابتة على دينها وديننا محمي بحماية الله عز وجل ثم بوعده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم
(لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) صحيح مسلم
· فضيلة الشيخ ماهي أفضل السبل لمواجهة هذه الأمور
أفضل السبل في نظري هي أن يجتمع العلماء المحققون على أساس من النصيحة والتناصح كلٌ في مجاله وان يصلوا بنصيحتهم إلى ولاة الأمر كما قال النبي صلى الله علليه وسلم:
(إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وأن يتجهوا إلى بعضهم لمعرفة ماعند بعضهم من النقص العلمي فيكملوه فأن وجدوا تجاوبا وإلا انصرفوا عن من لم يتجاوب معهم وحذروا الناس منه وهذا ما يجب ان يكون، وأن تكون الأمة على ثقة تامة من أن ولاة الأمر عندنا بالذات ما مكنوا هؤلاء العلماء في هيئة كبار العلماء وفي اللجنة الدائمة للإفتاء ما مكنوهم من هذا المنصب العظيم إلا بعد معرفة بهم وبعلمهم وصلاحهم ورجاحة عقولهم وبذلهم النصيحة للخاص والعام، ثم أن ولاة أمرنا يوجهون بأن لا تصدر الفتاوى إلا لمن أسندت لهم هذه المهمة، فلماذا نخالف هذه التوجيهات؟ وهو نظام محمود ومشكور
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتدافعون الفتيا خشية أن يفتي احدهم بحضور من هو اعلم منه أو أن يفتي بفتيا ناقصة فتضر بالمجتمع الإسلامي ويحمل وزرها، فلماذا لا يكون لنا حظ ونصيب من الإقتداء بهم والأخذ عنهم؟
وبعض من يدّعون لأنفسهم العلم يقولون: انه إذا صدرت من الجهات الرسمية فتوى وأنا أرى أنها ناقصة في نظري سأفتي بما عندي ولو خالفت اللجنة أو الهيئة، نقول له أنت اخطأت وإذا كنت صادقا وناصحا وتريد مصلحة الأمة فتفاهم معهم وناقشهم وتدارس معهم ما لديك من علم.
· كلمة أخيرة فضيلة الشيخ في نهاية هذا اللقاء
أنا لا اعتقد أن الكلام في الدعوة إلى الله ينتهي وإنما أنا استغل هذا اللقاء الطيب المبارك إن شاء الله واذكّر الإخوة بما صدر من فتوى لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في المجلد الحادي عشر من فتاواه حيث انه لما سُئل هل يجوز إرضاع الكبير فيصبح في حكم من رضع وقت الطفولة؟ فأجاب رحمه الله هذه المسألة وان كان العلماء قد بحثوها في العصور الماضية فإنها في هذا الوقت لا ينبغي أن تُثار بل يتعين على جميع المفتين من المسلمين القول بمنعها حتى لا تكون هناك فتنة وتقع الفواحش بسبب هذه الأمور.
منقول