عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"
بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" .
رواه مسلم (145).
قال السندي في حاشية ابن ماجه :
(غَرِيبًا): أَيْ لِقِلَّةِ أَهْله وَأَصْل الْغَرِيب الْبَعِيد مِنْ الْوَطَن.
( وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ): بِقِلَّةِ مَنْ يَقُوم بِهِ وَيُعِين عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ أَهْله كَثِيرًا .
(فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ): الْقَائِمِينَ بِأَمْرِهِ ، و"طُوبَى" تُفَسَّر بِالْجَنَّةِ وَبِشَجَرَةٍ عَظِيمَة فِيهَا . وَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ نُصْرَة الإِسْلام وَالْقِيَام بِأَمْرِهِ يَصِير مُحْتَاجًا إِلَى التَّغَرُّب عَنْ الأَوْطَان وَالصَّبْر عَلَى مَشَاقّ الْغُرْبَة كَمَا كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر اهـ .
• ومن صور الغربة أننا أصبحنا نرى من أبناء المسلمين من أظهر الحفاوة بأعياد الكفار من كريسمس ورأس سنة وغيرها ولم يعلموا أن حكم الاحتفال بهذه الأعياد بأي صورة من صور المشاركة حرام، فقد دلَّ الكتاب والسنّة وأقوال الصحابة وإجماع الأمة على تحريمه، وتتابعت كلمات العلماء وكتبهم ورسائلهم وفتاواهم في بيان ذلك والتحذير منه، وبالغ في ذلك الشيخ الكبير أبو حفص البستي من علماء الحنفية فقال: "من أهدى فيه - أي عيد الكفار - بيضة إلى مشرك تعظيماً لليوم فقد كفر بالله".