لله در أقوام...
شغلهم تحصيل زادهم عن أهليهم وأولادهم، ومال بهم ذكر المآل عن المال في معادهم، وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلًا بمرادهم، وتوسدوا أحزانهم بدلا عن وسادهم، واتخذوا الليل مسلكًا لجهادهم واجتهادهم، وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم وفسادهم، فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهم أَحيَوا فُؤَادِي ولَكِنَّهم علَى صَيحَة من البين ماتُوا جميعًا، حرمُوا رَاحة النَّوم أَجفَانهم، وَلَفُّوا علَى الزفرات الضُّلوعَا، طُول السَّواعد شُمُّ الأُنوف، فطابُوا أُصُولا، وطَابُوا فُرُوعا، أَقبلت قلوبهم تراعي حق الحق، فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى، والقُلوب في رياض الملكوت ترعى، نازلهم الخوف فصاروا والهين، وناجاهم الفكر فعادوا خائفين، وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين، وناداهم منادى الصَّلاح حىّ على الفلاح فقاموا متهجدين، وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين، وقطعوا بند المجاهد فأصبحوا واصلين، فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر نادى الهجر : يا خيبة النائمين...
لله قَوْمٌ شَرُوا مِنْ الله أَنْفُسَهُم..... فَأَتْعَبُوهَا بِذِكْرِ اللهِ أَزْمَانَا
أَمَّا النَّهَارُ فَقَدْ وَافَوا صِيامَهُم.....ُ وَفِي الظَّلَامِ تَرَاهُمْ فِيهِ رُهْبَانَا
أَبْدَانُهُم أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَنْفُسَهَم..... وَأَنْفُسٌ أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَبْدَانَا
ذَابَتْ لُحُومُهُمُ خَوْفَ العَذَابِ غَدًا..... وَقَطَّعُوا اللَّيلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنَا
فلله در أقوام...
هجروا لذيذ المنام، وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام، وانتصبوا للنصب في الظلام يطلبون نصيبًا من الإنعام، إِذا جنّ الليل سهروا، وإذا جاء النَّهار اعتبروا ، وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا، وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا
.
(منقول)
اللهم إنا نسألك الدرجات العلى من الجنة...
مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا...