محاضرة بعنوان "هذا هو الاسلام" لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
أكد في بدايتها انه تحرى التجرد والموضوعية في طرح هذا الموضوع الذي يصعب حصره في محاضرة واحدة،
وتحدث معاليه عن هذا الموضوع من جهة عدة عناصر عرض لها اجمالاً في بداية حديثه وهي :
الاسلام في العقيدة .
الاسلام في العبادات .
الاسلام في الشريعة .
الاسلام في نظام الحكم .
الاسلام في الاخلاق .
الاسلام في الاقتصاد والمال .
الاسلام في المدنية .
الاسلام في العلاقات الدولية .
الاسلام في الاجتماع والفراق .
الاسلام في الوسطية والاعتدال والانحلال والغلو .
ثم تحدث عنها مفصلة
حيث قال: أما الاسلام في العقيدة فيتلخص في اركان الايمان الستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهو حقيقة العقيدة ومن اصول الايمان في العقيدة التسليم بما جاء في الكتاب والسنة .
وأما في العبادات فالاسلام بني على خمس وهي شهادة ألا إله إلا الله وان محمدا رسول الله والصلاة والزكاة والصوم والحج وهذه العبادات الاربع الاخيرة هي من عبادات الاسلام العملية العظام التي من اجمع على تركها فهو خارج عن الملة.
اما من جهة الشريعة فالاسلام شريعته من الله سبحانه وتعالى وحياً في كتابه او سنة رسوله فالانبياء اخوة لعلات، الدين واحد والشرائع شتى كما اخبر بذلك صلى الله عليه وسلم قال تعالى {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} فمنها ما هو منصوص بالوحي ومنها ما دل الوحي على الاجتهاد فيه والاستنباط منه.
ومن صفات هذه الشريعة انها شاملة تشمل جميع ما يحتاجه الناس في حاضرهم او في مستقبلهم مع اختلاف الزمان والمكان وهذه الشمولية اما بالنص او بالاجتهاد، فالاحكام ثابتة لا تتغير والفتاوى تتغير باختلاف الزمان والمكان، فالتعريفات والشروط يجب ان يرجع فيها الى سعة النص لا الى تعريفات العلماء في وقت ما، والشارع رعى المقاصد المتوخاة لاصلاح الناس في هذه الشريعة فالشريعة في الاسلام يسر والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين إلا اختار ايسرهما ما لم يكن إثما وقال ايضاً احب الدين الى الله الحنيفية السمحة.
اما الاسلام في نظام الحكم، فالاسلام ليس دينا للتعبد بين العبد وبين ربه في المساجد فحسب بل هو دين للفرد وللجماعة وهو نظام للانسان في نفسه وفي مجتمعه وهو ايضاً نظام حكم، وقد رعى الشرع اساسيات ما يقوم عليه مجتمع الناس في نظام حكمهم فرعى اولاً الحرية، في الدين والاقتصاد والحرية الشخصية.
اما الاسلام في الاخلاق فاعظمها ما وصفه الله لنبيه {وإنك لعلى خلق عظيم} وقال صلى الله عليه وسلم "انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وبهذا تكون الاخلاق شاملة لكل ما اشتملت عليه الشريعة، ولهذا نقول بأن الاخلاق التي دعا اليها الاسلام متنوعة أولها خلق المسلم مع ربه وهو اخلاص العبادة له وحده وحسن الظن به والسعي الى رضاه واجتناب ما يغضبه، وكذلك خلق المسلم مع نفسه ومع والديه ومع اقربائه ومع جميع المسلمين في قوله ومعاملته، وايضاً خلق المسلم مع غير المسلم بالقول والفعل قال تعالى {وقولوا للناس حسنا} وقد حثنا الله في كتابه الكريم بالبر مع من لم يظهر العداوة من غير المسلمين ولم يتسبب في إيذاء المسلمين، حتى في الحرب نجد الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل المدنيين غير المحاربين بنهيه عن قتل الشيخ الكبير والمرأة والطفل وحتى قطع الشجر..
اما في مجال الاقتصاد والمال فالاسلام اعطى الاقتصاد اهمية كبيرة، وذلك لان قوة الامة الاسلامية في اقتصادها ولكن الشرع جعل عدة اساسيات لهذا الاقتصاد اولها ان المال هو لله والبشر مستخلفون فيه ويسيرون فيه كما امرهم الله عز وجل محرم عليهم التبذير والاسراف ونهاهم عن البخل، والثاني ان الدولة ملزمة بضمان حد الكفاية لافراد الأمة الثالث احترام الملكية الخاصة فالشرع يهتم بالصغار قبل الكبار فلا منع للكبار بالتمتع بمالهم كما في الشيوعية ولا منع للصغار ان يكبروا كما في الرأسماية، والرابع اعطاء الحرية الاقتصادية السادس: ترشيد الانفاق والسابع تحريم كل معاملة تعدى امرها سلبا على الغير الثامن نمو رأس المال. ومن القواعد العامة في الاقتصاد ان الاصل في المعاملات الاقتصادية الحل الا ما ورد تحريمه من قبل الشارع وهي خمس (الربا، الميسر والقمار، الجهالة، الغش والخداع، الظلم) فاذا انتفى أي نوع من هذه الخمس فالشرع يحل المعاملة الاقتصادية، كذلك لابد ان يحقق الاقتصاد مصالح الفرد والمجتمع والدولة لا ان يحقق مصلحة طائفة او حزب او فئة معينة. اما الاسلام في الحرص على الاجتماع وعدم الافتراق فالاسلام اساسه الاجتماع وعدم الفرقة سواء كان ذلك في الدين او في امور الدنيا والدولة والحاكم فقد نهى الشرع عن التفرق خاصة عن ولي الامر فلابد من نصرته وهو اقوى مما تجتمع عليه الأمة.
اما الاسلام في العلاقات الدولية: فأحل الجهاد ولم يشرع الا لحماية الدعوة فان كانت الدعوة يمكن تبليغها بالسلم فلا وجه للجهاد، إلا عندما تتعرض الأمة لاعتداء فيكون الجهاد واجباً على الامام والامة وفي حال السلم فالعلاقات بين الدول الاسلامية وغيرها مبنية على احترام العهد الذي حث على الالتزام به الشرع.
اما الاسلام والمدنية فالمسلمون رأوا في الشريعة ما يحثهم على عمارة الارض في جميع المجالات والجهات ولا يكون ذلك الا بالتعاون بما يخدم مصالح المسلمين وخدمتهم.
اما الاسلام في الاجتماع والفراق فلابد للناس ان يختلفوا وان تحاوروا بالتي هي احسن لان المقصود الوصول الى نتيجة. وقد حث الاسلام على ذلك وإلا سيتشتت المجتمع وتضيع الحقائق فالاختلاف والانتماء لابد منه ولذلك لابد ان يراعى الشرع فيها وان يكون الولاء الاول للاسلام.