حالوتس: الإخلاء سيستغرق شهرا عقال ما يسمى بـ"رئيس هيئة الأركان" في قوات الاحتلال دان حلوتس إن تنفيذ الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة يحتاج إلى مدة لا تقل عن شهر زاعما أن طول أو قصر مدة الإخلاء تعتمد بدرجة كبيرة على شدة مقاومة المستوطنين لقوات الإخلاء داخل غزة و خارجها، و معربا عن اعتقاده بأن أشخاصا متطرفين من اليمين الصهيوني سيعملون بشتى الطرق لعرقلة الانسحاب.
جاء ذلك في مقابلة مع حالوتس نشرتها صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر أمس الجمعة، و فيما يلى نص المقابلة كما أوردته صحيفة معاريف:
س_خطط فك الارتباط حصلت على المصادقة وبعض العائلات بدأت بالمغادرة. فهل يمكنك ان تُقدر لنا المدة التي سيستغرقها إخلاء المستوطنات؟
ج- خططنا تتحدث عن مدة شهر، ولكن التغيرات واردة حسب التطورات الميدانية. ما من شك ان مدة الإخلاء تعتمد بدرجة كبيرة على شدة المقاومة داخل غزة وخارجها. ما أراه هو أن سكان غزة قد استوعبوا حقيقة أن هذه العملية غير قابلة للتغيير. 50 في المائة من المستوطنين توجهوا حتى الآن لإدارة فك الارتباط لترتيب أوضاعهم، هذا بينما نجد أن عددهم كان قبل شهر ونصف 10 في المائة فقط. ما زال من المبكر ان نقرر بصورة مؤكدة إذا كانت العملية ستستغرق أقصر من مدة الشهر المخططة، ولكنني أفترض أننا سنعرف بصورة أفضل ما سيحدث بعد عدة أيام عندما تتراكم المعطيات.
س-ما الذي يمكنه أن يعرقل عملية الإخلاء؟ المقاومة من جانب اليهود أم العمليات التي سينفذها الفلسطينيون؟
ج-أنا لا أرى عراقيل استراتيجية أمام الإخلاء والتي تعني فيما تعنيه تأجيلها لمدة غير محدودة، ولكن بعض العراقيل قد تأتي خصوصا من الجانب الفلسطيني أو من الجانبين معا.
س-في الجيش و"الشباك" تحدثوا عن إمكانية قيام بعض عناصر اليمين المتطرف باستفزاز الفلسطينيين لدفعهم إلى الرد الأمر الذي يوقف فك الارتباط؟
ج- أنا لا أستبعد ذلك عموما، وسنتصرف بحكمة كبيرة إذا نجحنا في منع حدوث ذلك. هناك في الدولة أشخاص متطرفون جدا لا يسري عليهم أي قانون، وسيحاولون عرقلة فك الارتباط بطرق لم يرتقِ إليها الخيال حتى.
س-جرى الحديث عن إمكانية القيام بعمليات في جبل الهيكل (الحرم) بإشعال الشارع الإسلامي كله. هل سيدفع هذا الخوف الجيش إلى إصدار أوامر اعتقال إدارية ضد عناصر اليمين المتطرفة لإحباط خططها سلفا؟
ج-الجهاز يمتنع حتى اليوم من استخدام مثل هذه الوسائل، وهو محق في ذلك. الاعتقال الإداري يجب أن يكون آخر مفر لمواجهة التهديدات شبه الوشيكة. نحن كجيش لا نجمع المعلومات حول اليهود وإنما نحصل عليها من "الشباك" والشرطة، وليست هناك أي معطيات حتى الآن تدفعني إلى الاستنتاج بضرورة استخدام الاعتقالات الإدارية. هناك سيناريوهات مختلفة ولكن ليست هناك معلومات تفصيلية محددة.
س-هل تشير المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها من "الشباك" حسب رأيك إلى سيناريو تبادل إطلاق النار بين القوات التي تنفذ الإخلاء وبين المستوطنين؟
ج-أنا اعتقد أن احتمالية حدوث ذلك متدنية جدا لأنها ضد مصلحة المعارضين للإخلاء وخصوصا في صفوف قوات الأمن. مجرد التفكير في ذلك يثير الصدمة في النفوس.
س-إطلاق النار من الجانب الفلسطيني يعتبر أكثر احتمالا من الناحية الأخرى، إذا حدث إطلاق نار فهل سيتوقف فك الارتباط كما صرح رئيس الحكومة إذ قال ان فك الارتباط لن يتم في ظل إطلاق النار؟
ج-أنا لست محصورا في ذلك. اعتقد أن تصريح شارون موضوعي وصحيح، ولكن الأمر يتعلق أيضا بشدة النيران التي سيتم إطلاقها. هذا يعني بالنسبة لنا الحرص على عدم إطلاق مثل هذه النيران التي ستعرقل عملية الإخلاء السليمة من دون إصابات في أوساط المدنيين.
س-هل سيعتبر إطلاق صاروخ قسام على سدروت "مسألة يمكن احتمالها"؟
ج-نحن لا نحتمل إطلاق صاروخ قسام على أي مكان، على المستوى الفكري، ولكنني لا أقول انه لم تكن هناك صواريخ قسام لم نرد عليها في الماضي. المسألة ليست لعبة بينغ بونغ يتوجب عليك فيها أن ترد على الكرة المقذوفة نحوك لئلا تسقط على الأرض.
س-إذا عدنا إلى التصريحات القديمة فهل تقبل القول بأن الانسحاب الوشيك قد يكون "رياحا دافعة لأشرعة الإرهاب"؟
ج-عليك أن تسأل صاحب هذه العبارة القديمة إذا أردت الجواب. أنا أعرف كيف أعلق على العبارات الجديدة فقط.
س-ومع ذلك نسألك هل سيشجع الانسحاب العمليات في "يهودا والسامرة" كما حدث في جنوب لبنان؟
ج-محاولة إقناع العرب أن الحكاية مختلفة وأنها ليست هروبا محكوم عليها بالفشل منذ اللحظة الأولى، فالعرب يتحدثون أيضا عن حرب الغفران على أنها كانت انتصارا كبيرا لهم، رغم أن خسارتهم العسكرية كانت كبيرة. نفس الشيء ينطبق على محاولة إقناع نصر الله بأننا لسنا خيوط عنكبوت وأننا لم نهرب من لبنان، هذه المحاولة تشبه محاولة إقناعه بأننا ملائكة في جنة عدن. ولماذا يتوجب علينا عموما ان نُبدد طاقتنا على ذلك، هيا بنا نقنع أنفسنا بأن حكايتنا صحيحة، وعندئذ لا يهمني ماذا ستكون حكايتهم. الفلسطينيون من دون علاقة مع فك الارتباط حاولوا تطبيق نموذج لبنان في "يهودا والسامرة" خلال السنوات الخمس الأخيرة، ولكنهم فشلوا. أبو مازن لم يقل بأن "الإرهاب" ليس الطريق الصحيح من وجهة نظر الفلسطينيين من دون سبب، وإن كنا نحن قد دفعنا أيضا ثمنا باهظا.
س-حماس تؤسس في غزة في هذه الأثناء جيشا يسمى جيش المرابطين. هذا الجيش سيحاول تقليد نموذج حزب الله مع منظومة صاروخية في مواجهة إسرائيل على غرار الكاتيوشا في الشمال؟
ج-حماس هي حركة تُذكر من بعض الجوانب بحزب الله لأنها تجمع بين الحزب السياسي والذراع "الإرهابية". هذا واقع قائم والتحدي مطروح أمام السلطة الفلسطينية قبل كل شيء. اذا لم تقم السلطة بمعالجتهم فإنما هي تحدق وجودها ذاته بالخطر. أما بالنسبة لجيش المرابطين فالاسم قد يكون مخيفا ربما، ولكنهم عبارة عن بضعة آلاف من "الإرهابيين" الذين يحملون رشاشات الكلاشينكوف في نهاية المطاف ولا حاجة لتحويلهم إلى شيء أكبر من ذلك.
س-وماذا بالنسبة لصواريخ القسام؟ وربما أيضا ستصبح لدى حماس صواريخ كاتيوشا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا حيث سيكون في غزة ميناء لا نستطيع مراقبته؟
ج-هناك مبدأ واحد مهيمن منذ اتفاقات اوسلو، وهو مبدأ نزع سلاح المناطق الفلسطينية. أنا اعتقد انه لن يكون من الممكن إدخال أمور لا نعرف عنها للقطاع، والسؤال هو كيف سنتصرف في مواجهة الأمور التي سنعرف بأنها دخلت خلافا للاتفاقات. ليس علينا أن نرد على هذه المسألة الآن، وأنا لا أريد أن أذكر ما هي الوسائل الموازية للقسام والكاتيوشا التي يملكها الآخرون بما فيهم نحن.
س-إذا تم إطلاق صاروخ قسام بعد فك الارتباط فهل سيكون ردنا أكثر شدة حسب خطة جهاز الأمن؟
ج-قلت لك أنني لا أحب الأجوبة الافتراضية على أوضاع نظرية.عندما سنتدارس طريقة ردنا سنضطر إلى الانطلاق من النقطة الافتراضية بأنه لا يوجد مبرر بعد فك الارتباط ولا أساس للعمل ضدنا من قطاع غزة.
س-ثمانون رافضا للأوامر حتى الآن وقبل فك الارتباط بأسبوعين، ألا يفوق هذا العدد توقعاتك؟
ج-هذا أقل من توقعاتي بكثير، فعلى سبيل المثال سُجلت في حركات الرفض اليسارية في السنوات الأخيرة مئات حالات الرفض.
س-ما هو الاتجاه الذي تسعى إليه في تركيبة الجيش؟
ج-التعزيز الدراماتيكي للذراع البرية، وإعادة تنظيمها كمسألة مركزية. أما المسألة الثانية فهي ترسيخ الهيئة العامة للأركان على محورين مركزيين: محور يتولى بناء القوة ومحور ميداني وتنفيذي. سيكون هناك تغير معين أيضا في سلم الأولويات بين المدى الطويل والقصير والمتوسط. هناك أيضا سلسلة من المسائل التي ترتبط بثقافة العمل في الجيش وثقافة التنظيم.
س-ما هو عدد الأسلحة التي سيتم إلغاؤها في إطار الإصلاح المتوقع في الجيش؟
ج-ليس هناك قرار بإلغاء أي قسم من أقسام الجيش. ولكن هناك دراسة لأهمية وضرورة كل سلاح بحد ذاته. أنا أفترض أن بعض الأسلحة ستتعزز وستكون هناك أسلحة وأقسام ذات مبرر أقل للبقاء. أنا لا أعرف حتى الآن عدد هذه الأسلحة بعد.
س-مشروع "المركبا" يواجه خطر الإغلاق، فهل انتهى عهد الدبابات في نظرك؟
ج-دولة إسرائيل بحاجة إلى كتلة كبيرة من القدرات الكلاسيكية العسكرية، وعهد الدبابات لم ينته بالتأكيد حتى الآن. ومع ذلك، أنا لست على قناعة بضرورة إنتاج الدبابات في الجيش مثل اليوم، نحن لا نحتاج إلى إنتاج أجهزة السلاح وإنما إلى اقتنائها. سنقوم بدراسة هذه الأمور المبدئية على المستوى العملي أيضا.
س-ألا يوفر الانسحاب من غزة الأموال في الميزانيات العسكرية؟
ج-هذا الأمر قد يؤدي إلى تغيرات ولكن التغيرات تحمل في طياتها الأمر وضده، فمثلا، يتوجب زيادة التدريبات في الجيش بعد أن كان الجيش النظامي طوال سنوات غارقا في تولي المهمات الأمنية الجارية.لى الأقل و أتوقع سيناريوهات دموية http://www.morabteen.com/vb/index.php?كتائب المرابطين في فلسطين