إسرائيل تقيم جداراً إلكترونياً على الحدود مع مصر
رام الله- القاهرة- بشار دراغمة والوكالات
تبدي الحكومة الإسرائيلية اهتماماً كبيراً بمجريات الأحداث في قطاع غزة، وتسعى لمحاولة تغيير الواقع هناك ليصبح أكثر صعوبة، وتضيّق الخناق على المواطنين هناك، لتشكيل ردود فعل ضاغطة على حركة حماس التي تسيطر على القطاع. وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية أول من أمس على مشروع إقامة جدار إلكتروني على طول الحدود مع مصر، والهدف المعلن هذه المرة هو منع عمليات الهجرة والتسلل. إلا أن مراقبين إسرائيليين أكدوا أن ما تقوم به إسرائيل هو فرض المزيد من إجراءات الحصار على حركة حماس، فيما تعمل حكومة نتنياهو، وتحت تأثير ضغوط أميركية وغربية، لمنع حركة حماس من تحقيق إنجازات شعبية وسياسية، كما كانت تراهن على ذلك من خلال صفقة تبادل الأسرى المتعقلة بالجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة، غلعاد شاليط. ولا تخفي تل أبيب أن من شأن الجدار الجديد منع عمليات تسلل الفلسطينيين أيضا، والمساهمة في الحد من عمليات تهريب الأسلحة من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، خاصة أن الفلسطينيين سيبحثون عن طرق بديلة لعمليات التهريب في حال أكملت مصر بناء جدارها الفولاذي مع قطاع غزة.
وصادق بنيامين نتنياهو على قرار إقامة الجدار، وتم اعتماد المشروع الذي تقدمت به الأجهزة الأمنية القاضي بإقامة جدار عازل تصل كلفته إلى مليار ونصف المليار دولار. وبحسب ما تم اعتماده فإن إسرائيل ستقوم في الخطوة الأولى ببناء مرحلتين من الجدار، الأولى تضم مقاطع فاصلة بالقرب من مدينة إيلات على الحدود المصرية، أما المقطع الثاني فسيكون ملاصقاً لحدود قطاع غزة.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرنوت أمس إن حركة حماس تخشى الجدار الذي تتم إقامته على حدود غزة مع مصر، والذي يرعبها أكثر من الجدار الإسرائيلي أو حتى مشروع الدرع الإسرائيلي المعروف باسم «القبة الحديدية»، والمخصص لإسقاط الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر في حركة حماس قولها إن «القبة الحديدية» لا تعني لحركة حماس أي شيء إطلاقاً، ومصدر القلق الأساسي لقادة الحركة الكبار هو الجدار المصري. وزعمت الصحيفة أن القاهرة تعمل على تجديد المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، من أجل عمل حصار ثلاثي على حماس وإسقاط حكمها في غزة بجميع الخيارات الممكنة، بما فيها إغلاق المعابر بشكل كامل ومواصلة بناء الجدارين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في حركة حماس قولها إن ما يحدث على الأرض الآن هو «جزء من لعبة تنسج خيوطها تدريجيا في المنطقة»، مشيرة إلى «أن اللعبة ستشمل عملية سياسية من شأنها أن تهدد كل شيء، بالإضافة إلى تلويح إسرائيل بعملية عسكرية في غزة».
وبحسب الصحيفة، فإن التعاون الحاصل الآن بين جميع الأطراف لحصار حركة حماس في غزة بات واضحاً للجميع، ولم يعد يحدث شيء بالسر. وقالت: «الآن هناك حصار مشترك على غزة بين مصر وإسرائيل، أما السلطة الفلسطينية فستدخل في عملية سلام مع إسرائيل، مقابل أن تتجاهل الأسرة الدولية أي عمل عسكري إسرائيلي من شأنه أن يقتلع حكم حماس من غزة».
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن مصر تعرف اسمي الشخصين اللذين أطلقا النار على الجندي المصري «الشهيد أحمد شعبان على الحدود مع غزة، وسنطالب بالقبض عليهما وعقابهما، وسنرى كيف تتصرف حماس في هذه المسألة».
وحول الجدار الذي أعلنت إسرائيل إقامته على الحدود مع مصر قال أبوالغيط في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين لدى وزارة الخارجية المصرية «إن هذا أمر يخصّ إسرائيل ولا يعنينا في شيء»، موضحاً أنه «أمر تقيمه إسرائيل على أراضيها، ولا صلة بين هذا الجدار وإنشاءاتنا على حدودنا، وهذا أمر يتعلق بهم، أما من يسعى إلى ربط شيء بآخر فهو واهم ولن يجد قضية يتحدث فيها».
وفي رده على سؤال بشأن ما تردد عن حملة إسرائيلية على غزة قريبا بعنوان «الرصاص المصبوب» قال وزير الخارجية المصري «إننا نحذّر.. ونطالب إسرائيل بالامتناع عن التعرّض للقطاع، وعدم الهجوم عليه وعدم القيام بأي عمليات عسكرية داخله»، مضيفاً «وعلى الجانب الآخر نحمّل الإخوة في حماس عدم استفزاز إسرائيل بأي إطلاق للصواريخ لا تحقق الهدف منها».
وفي ملف الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط قال نتنياهو إن إسرائيل ترفض الآن التفاوض على أي شروط بخصوص كيفية إجراء المفاوضات حول عملية التبادل، موضحاً أن إسرائيل سترد فوراً وبقوة وحزم على أي اعتداء صاروخي فلسطيني على أراضيها، في إشارة إلى إمكانية شن حرب جديدة على القطاع.
من جهته، قال الجنرال الإسرائيلي يونتف سامية بأن عملية «الرصاص المصبوب» على غزة لم تحسم الأمور ولم تحقق أهدافها، لذا فإن إسرائيل بحاجة لجولة جديدة من القتال أشد شراسة تؤدي بالنهاية إلى إسقاط حكم حماس في غزة. وقال: «لن نكون قادرين على إخضاع حركة حماس دون الحاجة لعملية أخرى أشد قسوة من عملية الرصاص المصبوب، وربما تكون هذه الضربة أكثر تركيزاً لتحقيق أهداف على المدى البعيد مثل السيطرة على مناطق معينة في غزة».
المصدر ::
http://www.awan.com/pages/world/279908