السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..##..##..
إخوانى فى الله طبتم وطـــــاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا
اللهم أجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك ياربنا خالصة ولا تجعل منها لمخلوق خلقته شيئا
وتقبلها منا ياإلهنا بقبول حسن
.
. .
ما سأرويه عليكم ياأخوانى قد حدث معى والله بالفعل وقد خرجت من هذه المواقف بعبر أتمنى
ان تسوعبوها وتتأثروا بها وتشعروا بها كما شعرت
وأتمنى أن تقرأوا الموضوع لآخره لعل الله ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ماينفعنا
.
. .
أستيقظت بالأمس ووجدت صديقة تتصل بى وتبلغنى أن ذاك الشاب صديق أخاها الذى كان معنا
الاسبوع الماضى توفاه الله فسألتها كيف حدث ذلك فقالت لى استيقظوا
صباحا فوجدوه توفى قلت لها وهل كان به أذى أو مرض أو أى شئ
فقالت لى لا والله لقد تناول السحور مع أصدقائه ونوى الصيام ونام
وعندما أيقظه صديقه فى الصباح وجده قد توفى فقلت لها إن لله وإن إليه راجعون
ربنا يرحمه لقد توفاه الله فى ايام مباركة سبحان الله لقد كتب الله له ان يعيش ثلاث أيام من رمضان ويصومهم
وسألتها هل كان هذا الولد متدين فقالت لى لا كان إنسان مثل أى شاب يعيش مثل كل الشباب حياته
فقلت لها قدر الله وماشاء فعل وغلقت معها وظللت أفكر بأشياء من كثرتها لم أستطع أن أعلم
ماهى ودمعت عينى وظللت أتذكر ذاك الشاب وأقول ماذا لو كنت مكانه
وأغلفت الموضوع وتناولت الفطور ثم تجهزت لصلاة التراويح
وذهبنا وعندما بدأ الشيخ الصلاة وجدته يقول (( كل نفس ذائقة الموت )) و أخذ يعيد هذه الاية كثيرا
بصوته المؤثر فشعرت ان جسدى يرتجف من هذه الاية ثم أخذ يردد الاية التى تقول (( إنما يدرككم الموت ولو
كنت فى بروج مشيدة ))
ثم انتهت الصلاة وفى طريقى الى البيت
قابلت صديقة أمى وسلمت عليها وظلت تخبرنى عن أخبارها وأخبرتنى بثانى خبر على التوالى
بأن قريبتها التى تسكن معها فى نفس المنزل وقرينتها توفاها الله وهى لسة فى مقتبل العمر
فقلت لها كيف؟ قالت لى من عند الله فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون
وتركتها ومشيت تائهة لا أعلم ماهذا اليوم الملئ بكل هذه الأخبار وماذا أفعل
وذهبت الى البيت يتملكنى الحزن ولا أعرف كيف أبتسم مرة أخرى
وقلت لنفسى أروح عن نفسى قليلاً حتى أستطيع أن أكمل يومى بأمل وفتحت الانترنت لاول مرة بعد انقطاعه
عنا فترة وكان حظى أن وجدته قد جاء مرة أخرى وفتحت الايميل
ووجدت أصدقائى يضعون شعار لهم (( نيك نيم )) انا لله وانا اليه لراجعون
والاخرى وضعت(( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال الاكرام ))
فقلت الله أكبر هى الاخبار تسربت إليهم بهذه السرعة وكيف علموا
فقلت السلام عليكم كيف حالك أختى كل عام وانتى الى الله أقرب فقالت لى ألحقى يا فلانة
لقد توفى والد اخت لينا فى الله منذ لحظات فقلت لا حول ولا قوة الا بالله
وكيف حدث فقالت لى ماحدث وقلت لها أسكنه الله فسيح جناته ووسع مدخله
وأنتهى اليوم الحمد لله الذى ظننت أنه لن ينتهى أبدا ودخلت غرفتى وأغلقت الباب
وظللت أبكى بكاءً هستيريا لا أعلم لماذا وأبكى كثيرا
ثم توقفت وسألت نفسى لماذا أبكى كل هذا البكاء هل حزنا على الشاب الذى توفى فى عمر الشباب
أم المرآة التى توفت فى مقتبل العمر أم الاب الذى توفى وترك أولاده
لا أعلم لماذا لذلك جففت دموعى وظللت أفكر وأتخيل لو توفيت أنا مكان هذا الولد فى أول ثلاث أيام من
رمضان هل كنت سأكون مستعدة للقاء الله
ماذا كنت سأقول له وأنا بالأمس أغضبته منى وتركته غاضب علىّ وقلت سأصالحه غدا
وظللت أبكى مرة أخرى وظللت أفكر وأتذكر كلام الاستاذ عمرو خالد عندما تحدث عن الرسائل
الربانية التى قد يبعثها الله لك ليجعلك تفيق من غفلتك ليقول لك إن أردت أن تفعل أى شئ
فقم وافعله على الفور ولا تسوف وتقول غدا فأنك ياأيها الانسان الضعيف أنت لا تدرى ان كنت ستكون على قيد
الحياة غداً أم لا وهذه حقا مشكلتنا ياأخوانى ان الدنيا غرتنا وأننا برغم علمنا بأن الموت أقرب
الينا من شراك النعل إلا اننا عندنا ثقة كبيرة بأننا سنتناول الفطور بعد القليل
فلقد غرتنا الدنيا ياأخوانى حقا والله ياليت كل من قرأ هذا الموضوع يحمد الله الآن عشر مرات
ومرات ومرات بأن الله قد من عليك بأن تعيش حتى هذه لللحظة وتقرأ هذا الموضوع
وتعلم انك تعيش فى دنيا فانية فالدنيا هذه يااخوانى والله ماهى الا طريق طويل
نسير فيه كثير فنقابل استراحات وملذات وطعام وأشياء جميلة ثم نجد منحدر فننحدر معه واذا وجدنا من يأخذ
بأيدينا نخرج ونكمل فمنا من يحترس من الوقوع فى هذه المنحدر ويأخذ معه سلاحه
الذى يعتصم به وهو كتاب الله وسنة حبيبه ومنا من يحترس ولكنه فى نصف الطريق يمكن أن يغفل
وينسى ويقع ويقع ويقوم وهكذا ومنا من أحب المنحدرات فظل يطلع معها وينزل معها وسار على هواه
وهكذا ياأخوانى فهذه هى الحياة صدقونى ثم فى النهاية نصل الى الطريق الذى كنا نقصده وربما
من كثرة المشى نسينا هدفنا الحقيقى والطريق الصح ثم نستيقظ على غفلة ونرى أنفسنا قد وصلنا
الى بيتنا الحقيقى فمنا من معه زاده ولم يفقده ولم ينهيه فى طريقه ومنا من لم يتبقى معه
سوى القليل ومنا من أفنى مامعه واحسرتاه
.
. .
لا تغرنكم الدنيا
لا تغرنكم الدنيا
لا تغرنكم الدنيا فأنها فانية والله ولا تستحق
اذا أردت أن تفعل شئ فقم أفعله
إياك والتسويف
احذر كلمة لعل وسوف وليت فأنها مقدمات الفشل والخسران
إياك ان تغفو عينيك والله ليس راضٍ عنك
استغل حياتك فى سبيل الله
لا تغضب من احد واترك فى كل مكان بسمة ومحبة
اجعل القلوب تحمل لك المعروف والحب
لاتجعل أحد يدعى عليك من ظلمك له
مهما حدث لك فكن متفائل وتذكر بأنك مؤمن والله ربك
وادعى الله دائما ان تكون من الشهداء
واجعل لك نوايا كثيرة تفعلها وتنوى انك ستفعلها عندما تكبر وتعمل
حتى اذا قبضك الله فى أى وقت تؤجر عليها
وأخيراً اخوانى لا تجعلوا اى موقف او أى حدث يحدث معك او لك يمر عليك دون
ان تخرج منه بعبر لعله يكون لك فيه ذكرى وأن الله
أراد ان يحدث لك لتستيقظ من غفلتك (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))
وأخيرا فلنتوب الى الله ونندم على مافعلنا ونجعل عيوننا التى تحجرت من قلة البكاء خشية من الله
تبكى وتدمع وتتأثر ونغتنم كل لحظة فى حياتنا فلا أحد منا يدرى هل سيعيش حتى يقوم من مجلسه ام لا
وجزاكم الله خيرا
بقلمى : بنوتة مؤمنة بالله ورسوله
محررة الاقصى ان شاء الله
.......