تحقيقا رائعا أجرته مجلة حياة العدد 56 ليكشف لنا عن فتيات العالم الماسي ..
تعالوا نتحدث معهن قليلا ونعرف .. كيف هي الحياة داخل القصور؟ :
أموال أبي لم تعد له ابنه :
هـ . ( 17 سنة ) الطالبة في المرحلة الثانوية – والدها يمتلك سلسلة من الشركات الكبرى – روت لنا بتأثر حكايتها :
نعم أعيش في قصر .. والحقيقة نملك قصرين واحد هنا في الرياض ، والآخر في جدة ..
ربما حياتنا ليست كما يتصور البعض ، فوالدي رجل محافظ وخلوق وقد ربانا على الأخلاق الحميدة ، وحاول أن لا يعودنا منذ الصغر على الترف والدلع ، فلم تكن هناك خادمة خاصة لكل طفل منا وكذلك كان خروجنا ودخولنا بمراقبة من أمي .
لكن حين كبرت بدأت أعرف من أكون وأصبحت بصراحة أقلد تصرفات الفتيات في المدرسة فأنا لست أقل منهن .. لكنني لم أستطع أن أستمر في هذا فأنا متواضعة وبسيطة ..
أما أخي الحبيب فللأسف التف حوله رفاق السوء من الباحثين عن المال وأوقعوه في إدمان المخدرات ليصرف عليهم ، وكلما حاول والدي احتواءه وعلاجه هرب ، وقد عرض أبي على رفاقه مبالغ مالية ليتركوه لكن أخي رفض أن يتركهم ، وقبل شهرين اختفى من بيتنا لعدة أشهر حتى الآن دون أن نعلم عنه شيئاً .
مريضة نفسيا ..
وتقول أسماء :
حين كنت في الجامعة كانت معنا ابنة صاحب مصانع كبرى ، وكانت ابنته الوحيدة ، وكنا ننظر لها كمخلوق من عالم آخر فملابسها كلها من دور الأزياء العالمية ، وكانت مغرورة جداً فلا تكلم إلا من هم على شاكلتها أما نحن الفتيات العاديات فلا تنظر لنا أصلاً !!
وكانت تتشاجر مع الأستاذات وتتلفظ عليهن بأقبح الألفاظ وقد تم طردها من الجامعة مرتين لكنها تعود في كل مرة .
كنا نشعر أنها مريضة نفسياً أو شيء من هذا القبيل ونخشى الاقتراب منها بسبب حدة تصرفاتها وغرورها الشديد ، وذات مرة كنت أجلس في الكافتيريا أراجع مادتي قبل الاختبار إذا بها تقترب مني لتسألني بعض الأسئلة عن المادة وبعد بضع دقائق وجدتها تتحدث معي بعفوية شديدة وتروي لي مقاطع من حياتها ، فقد عرفت من كلامها أنها تحتقر والدها ، ووالداها منفصلان منذ صغرها وأبوها متزوج من فتاة ..
بعد ذلك اللقاء الغريب عادت علاقتنا لجمودها السابقة وكأنها لم ترني من قبل ولم تحادثني .. لكني أصبحت بالفعل أنظر لها نظرة أخرى .
ليتني أصير مثلكم !
وتروي س.م هذه الحادثة أيام دراستها الجامعية :
أيام دراستي كانت معنا ابنة شخصية كبيرة ، كان والدها ذو منصب كبير ومعروف ، ولكنها كانت عفوية وبسيطة وتتحدث مع الجميع بشكل عادي حتى أني لم أصدق حتى سألتها بنفسي .
لكن ما كنت ألحظه عليها هو أنها – هداها الله – قد تشربت بالكثير من طبائع الغرب وعاداته .. وذات يوم كانت تحكي لنا كيف قامت بقص شعرها عند مصفف شعر معروف في لبنان ، فاستغربت وقلت لها : كيف يا فلانة ؟ تكشفين شعرك لرجل ؟
فقالت : يوووه ! عادي .. لماذا ألا تكشفين أنتِ ؟ قلت لها : بالتأكيد كلا .. فسكتت فقلت لها : لماذا يا عزيزتي .. ألا تخافين الله .. ماذا لو توفاك وأنتِ عند المصفف ؟ فسكتت وشعرت أنها تأثرت فقالت : تصدقين ؟ .. يا ليتني أصير مثلكم ..
عرفت أنها تعني بـ " مثلكم " الناس العاديين البسطاء .. لأنها تفتقد الكثير في بيئتها .. وهي تحوي بذرة الخير في داخلها لكن المشكلة أن كل من يلتففن حولها ويحاصرنها هن من المنافقات والمجاملات ممن يحببن المظاهر والتفاخر بأنهن يصحبن بنت فلان وهن غالباً مستهترات لا هدف ولا فكر لديهن .
على الجانب الآخر وجدنا بعض فتيات الأسر الغنية ممن لم يمنعهن العيش في بيئة غنية من أن يتسمن بالجدية ويعشن حياة طبيعية سعيدة لم تتأثر بالمال ، بسبب حرص أهاليهن على ذلك ..
أبي يراقب مصروفنا
م.ف ( 21 سنة ) ابنة صاحب محلات مجوهرات معروفة وراقية ، والطالبة في جامعة أهلية تقول :
الكل يعتقد أننا مختلفون لكننا في الحقيقة عاديون جداً ، ووالدي حريص في هذه المسألة فهو لا يشعرنا بأننا مدللون أو لدينا الكثير من المال بل على العكس يحاسبنا على مصروفاتنا ويعاقبنا إذا أسرفنا ، وقد تعودنا منذ الصغر على مصروف محدد . لذا فإن كل من يرانا ويرى مظهرنا لا يصدق أننا أبناء نفس التاجر ويعتقدون أن هناك تشابه أسماء فقط . وأنا أقدر لوالدي هذه التربية حتى لا تعاني مما يعاني منه البعض من بطر الغنى ومظاهره السلبية .
المليونيرة بحقيبة واحدة !!
وتحكي منيرة س. بحماس :
كانت معنا في مدرستنا الحكومية فتاة والدها رجل أعمال معروف ولديهم سلسلة من المحلات الكبرى المعروفة ، لكنها كانت بسيطة جداً لدرجة أن لا أحد كان يصدق أنها ابنة الأسرة المعروفة وكانت معظم الزميلات يعتقدن أن هناك تشابه في الأسماء فقط ، فهي ما شاء الله فتاة صالحة وطيبة ومتواضعة جداً ولا تحب التكلم عن حالتهم المادية أو التفاخر بها ، وكانت ممتازة ومتفوقة جداً في دراستها . ولكن ما كنت أستغربه أنها لم تكن ترتدي ملابس تعكس وضعها المادي أبداً وكانت تقتني الحقائب العادية بينما نحن نتعب أنفسنا بالبحث عن أفخم وأغلى الحقائب .. ولا أقول سوى سبحان الله فمن لهم المستوى المادي العالي لا يشعرون بالحاجة لإظهار فخامتهم أما نحن فالعكس .
قاعة أفراح والدها .. بدون خصم
س.م ( 23 ) :
كانت صديقتي المقربة في الجامعة ابنة رجل أعمال يمتلك عدة صالات أفراح كبرى ولو رأيتموها ورأيتم تواضعها وطبيعتها البسيطة لما صدقتم ذلك ، فهي فتاة طيبة جداً .. والشيء الوحيد الذي لاحظته فيها .. هو أنها أشد حرصاً منا في مجال المال ..
وتضحك وهي تكمل : صدقيني لو قلت لك أنها تحسب حساب الريال عدة مرات قبل أن تصرفه ، وليست مسرفة أو مبذرة كما يتوقع البعض . وحين اقترب موعد تخرجنا داعبناها وقلنا أننا نريد استئجار قاعة أفراح من التي يمتلكها والدها لإقامة حفل تخرجنا – وكنا نريدها بالمجان أو بخصم كبير ، فقالت على الرحب والسعة وأحضرت لنا قائمة الأسعار دون أي تخفيض ولا حتى بريال واحد فتراجعنا مباشرة ونسينا الموضوع .
بيع في محاضرة الشبكة
أما ف.ع فتروي قصة زميلة تعرفها في الجامعة فتقول :
كانت معنا في الكلية ابنة عقاري مشهور وأسرتهم لديها مؤسسة عقارية كبرى ، وكانت الفتاة طيبة عموماً ، أما مظهرها فكان أنيقاً جداً وكان من الواضح عليها أنها ابنة طبقة عالية . وذات مرة في إحدى محاضرات الشبكة كنا نتحدث فإذا بها تقترب منا وتعرض علينا بعض المنشورات والأوراق الإعلانية لبيع بعض الأراضي الصغيرة وتحاول إقناعنا بالشراء أو إبلاغ أهلنا بذلك . وقد استغربت من تصرفها وأخذت أفكر في نفسي فقلت سبحان الله هي ابنة المليونيرين لا تأنف من أن تبيع وتعرض علينا المشاريع بينما نحن نتردد ونخجل من أن يصمنا الآخرون بالحاجة لو فعلنا ذلك .
ترتدي الفستان عشرات المرات
وتحكي سميرة غ. ( 19 سنة ) حكاية مشابهة تقريباً عن قريبة لها فتقول :
إحدى قريباتنا من جهة أمي ولدت في بيئة مترفة جداً وعاشت لا ينقصها أي شيء ، ثم اكتملت حياتها بزواجها من رجل غني جداً يمتلك بشراكة أخوته وكالة أمريكية شهيرة للسيارات .
لكن طبيعة والدها المكافحة وكذلك زوجها الشاب العصامي قد أثرت فيها ، ففي معظم اجتماعاتنا الأسرية لابد وأن تحضر معها أشياء فاخرة للبيع كبعض العطور أو الدخون أو المخلطات أو الشيل الفاخرة وتعرضها علينا رغم أنها ليست في حاجة ذلك أبداً ولكنها تحب زيادة الخير .
والغريب أيضاً أنها لا تحمل مثلنا هم شراء ملابس الحفلات أو الأعياد فرغم أنها ترتدي ملابس أنيقة جداً إلا أنها لا تغيرها كثيراً بل ترتدي الفستان الواحد عشرات المرات دون اكتراث بما يقوله الآخرين .
طفلة .. تتصدق بمئة ألف ريال !!
مها أ :
أذكر أني درست فتاة في المدرسة كان والدها شخصية كبيرة جداً وهي مدللة تماماً والأموال تسري بين يديها مثل أوراق اللعب . لكني لم أتصور أن فتاة في المرحلة المتوسطة يمكنها أن تشارك في جمع التبرعات لأحد المشاريع الخيرية بإحضارها لمبلغ مائة ألف ريال !!
نعم لقد أحضرتها في رزمة ووضعتها أمامي على المكتب بهدوء ثم انصرفت .. وأنا غير مصدقة أن طفلة بهذا العمر يمكن أن تمتلك مبلغاً كهذا ما شاء الله ..
وحين زرنا ذات يوم جمعية للأطفال المعاقين وشاهدت تلميذتي الصغيرة حال الأطفال بإعاقاتهم أو تخلفهم العقلي ورأت كم يفرحون بالهدايا البسيطة أخذت تبكي .. وقد فهمت شعورها تماماً فهي لم تعرف يوماً معنى الضعف والحاجة والشعور بالنقص لذا شعرت بهذا الشعور الذي حطم قلبها .
كنت يوما .. ابنة تاجر كبير !
س . ( 27 سنة ) كنا نعرفها منذ فترة وهي فتاة عاديةة ، لكن أثناء إعداد التحقيق فوجدنا بها تروي بهدوء قصة حياتها :
ذكرتموني بأيام زمان !
حين كنا نسكن في منطقة أخرى ، كان والدي تاجراً كبيراً وكان بيتنا الكبير المطل على مزارع واسعة لنا من أجمل وأكبر بيوت المنطقة ، يمكنكم أن تصنفوه قصراً .. أذكر الضيوف الكثيرين الذين كانوا يدخلون علينا ، والمساعدات التي كان والدي يوزعها على الفقراء كل يوم جمعة ..
وكان والدي يربينا على التواضع وكنا نركض بأقدامنا الحافية في الشارع مثل بقية الأطفال ولم نشعر يوماً بأننا مختلفون عنهم . أذكر الخدم الكثيرين لدينا والذين كانوا يلاحقونني حتى أدخل البيت ، وأذكر المطبخ الكبير الذي كان مشغولاً دائماً بالولائم والذبائح .
وخلال سنوات بدأت ثروة أبي تقل شيئاً فشيئاً لا أعرف كيف ، ثم انتقلنا للرياض عند أخوتي المتزوجين بعد أن باع أبي كل شيء . وبدأت أتأقلم مع الوضع خصوصاً أن أبي أصبح كبيراً في السن ومريضاً ولابد أن أراعي مشاعره . لكني لم أواجه مشاكل لأن والدتي قد عودتنا منذ الصغر على التربية الصارمة ولم يكن هناك دلع أبداً في تربيتنا ، والحمد لله على كل حال .
لا تنظروا لنا هكذا !
م. ر ( 20 سنة ) والدها يمتلك مصنعاً معروفاً للعصائر في الرياض ، رفضت في البداية الحديث ثم قالت بسرعة :
أرجو ألا تثيروا الموضوع بشكل مبالغ ، فنحن أناس عاديون ولسنا مختلفين . البعض يعتقد دائماً أن وجود المال معناه المعصية وهذا خطأ ، فوالدي ولله الحمد إنسان يخاف الله ويتقيه وقد ربانا تربية محافظة ، لكن لا أعرف لماذا يصرّ البعض على النظر إلينا على أننا مخطئون ويعاملوننا بشيء من الجفاء لمجرد أن الله أنعم علينا .
أجدها فرصة من خلال مجلتكم لأن أقول أننا أناس بسطاء جداً لمن يعرفنا ومتواضعون ونخاف الله ولله الحمد .
دع عنك هذا !
مر أحد أولاد المهلب بن صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته . فقال له مالك : ( يا بني ! .. لو تركت هذا الخيلاء لكان أجمل لك ) . فبهت الفتى الشاب وقال : ( أوما تعرفني ؟!! ) ..
فقال مالك : ( أعرفك ! .. أعرفك معرفة جيدة !! .. أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل العذرة !! ) ..
فأرخى الفتى رأسه وكف عما كان عليه ..
نسأل الله الهدايه للجميع أختكم النقاء