إذا أراد قطيع من الغزلان أن ينزل في مرعى خصيب , أوفد إليه فرقة صغيرة من الرواد للاستكشاف
فتحوم حوله بحذر وتفحص ما يحيط به من جهاته الأربع
و تشم رائحة الهواء و الأرض لتتأكد أنه ليس هناك حيوانات مفترسة مختبئة عن كثب
فإذا اطمأنت للمكان , أقبل القطيع بأجمعه بأمر من فرقة الرواد
و الرائد لا يكذب أهله !
و أخذ يروي ظمأه , و يشبع جوعه تحت حراسة مستمرة من الرواد
ثمَّ ينقطع بعض الأفراد عن الغذاء و يعدون أنفسهم للحراسة و يعفون الرواد الأوائل من مهمتهم
حتى يتاح لهم أن ينالوا نصيبهم من الطعام .
.
.
.
تمتاز
تمتاز الغربان بروحها المرحة , وولعها بمداعبة سائرالحيوانات و السخرية منها
فمن أحبِّ الهوايات إليها , هواية إزعاج الحيوانات أثناء نومها
فهي كثيرا ما تنقضُّ على أرنب لكي تضربه بمنقارها في رأسه فتجعله يهب مذعورًا
و عندما ترى بقرة مستلقية في غفوة من النوم , فإنها تحط عليها و تعبث بأجزاء جسمها المختلفة
و يحدث أحيانا أن يجتمع سرب من الغربان , و يأخذ بالصياح بصوت واحد , بطريقة تنذر بوقوع خطر داهم
و عندئذ تقفز الحيوانات الموجودة في المكان فزعة , و تتفرق في أنحاء مختلفة
في حين يتسلى أفراد السّرب برؤية الحيوانات و هي في حال من الذعر الشديد
.
.
فحتى الحيوان بعرف الفكاهة و المرح !!
.
.
.
يتبع------