ذرية طيبة
من الآباء من أرَّقهم عصيان وضياع أبنائهم، فتجدهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل استصلاحهم ودلالتهم على طرق الهدى.
ومنهم من يتمنى أن يرزقه الله ذرية طيبة يأنس بهم في حياته ويجتمع بهم في الجنة بعد مماته.
وحسبي من هذه اللفتة أن أشير إلى مفتاح عظيم من مفاتيح صلاح الذرية التي استعان بها الأنبياء بربهم لصلاح ذرياتهم وهو الدعاء.
فزكريا عليه السلام يقول كما في كتاب ربنا: (( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ )) .
وإبراهيم عليه السلام كان يقول: (( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ))[الصافات:100] فاستجاب الله دعاه ( فبشرناه بغلام حليم ).
وكان يقول: (( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء )) والتجأ إلى الله تعالى في موضع آخر في كتابه ((وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ))[إبراهيم:35] .
وهذا منطلق لكل أب بأن يجعل أمر الدعاء لذريته ملازماً له قبل الولادة أو بعدها اقتداء بأنبياء الله.
إن من الأوصاف التي وصف الله بها عباده في سورة الفرقان: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّة أعين )).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: " يعني الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له ".
إن على الآباء أن يمسكوا بزمام الدعاء لذريتهم اقتداء بأنبيائهم، وأن يتفطنوا لخطورة الدعاء عليهم، فبعض الآباء والأمهات يدعون على أبنائهم باللعنة والمرض وعدم التوفيق.
يقول عليه الصلاة والسلام : ( لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم ) .
أخيراً: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ))[الطور:21] .
بقلم :عبدالله آل يعن الله
ياله من دين