ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب
كانت ندوة ( الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر ) التي أقيمت في ختام فعاليات يوم الأحد 27 محرم 1427هـ الأبرز على مستوى الحدث الثقافي والأكثر من حيث الحضور الجماهيري.
ترأس الندوة تركي السديري (رئيس هيئة الصحفيين السعوديين رئيس تحرير جريدة الرياض)
وشارك فيها الدكتور/محمد عبده يماني(وزير الإعلام السابق) ، والدكتور/ محمد الرميحي والصحفية/ ناهد باشطح.
وبالرغم من كبت الصوت الإسلامي بإقصاء رموزه المتخصصيسن في الإعلام عن المشاركة كأعضاء في الندوة ، ومحاولة رئيسها منع المداخلات المباشرة ، إلا أن صوت الحق ارتفع عاليا بحمد الله .
يرى في الصورة السديري واليماني والرميحي
جانب من الحضور يظهر تواجد أهل الخير للوقوف ضد دعوات التغريب المتوقع صدورها في توصيات الندوة
كما أخرست مداخلات أصحاب الفضيلة نعيق أهل العلمنة والمنادين بالحرية المطلقة
أترككم الآن مع شاهد عيان وهو يروي الأحداث المفضلة للندوة
وهو الشبخ العلامة محمد بن أحمد الفراج
(( هذا ما حصل في '' ندوة الرقابة ''))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه والتابعين .. وبعد :
فقد حضرت ندوة الأحد الماضي الموسومة بـ "الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر " ، وكنت أحد المداخلين فيها ، ولما رأيت أناسا كثيرين تكلموا عنها وعلقوا عليها بحق وبغير حق وأكثرهم لم يحضرها وإنما ينقلون عن مجاهيل ويروون بأسانيد مظلمة ويحدثون عن ( وكالة يقولون ) وكثيرون ممن تكلموا في الصحف زيفوا الحقائق وقلبوا الأمور وهبطوا إلى ألفاظ لا تليق بشرف مهنتهم واتضح فيها التشفي بل الاستعداء والتحريض من مثل زعمهم أن هناك ترتيبا وعملا منظما للحضور والحديث وغير ذلك مما بنوه على أوهامهم وسوء ظنونهم .
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
والله أعلم من هم أصحاب المكر والتخطيط وانتقاء المشاركين والعناوين . وأعجب من هذا وذاك لجوء بعض المشاركين في الندوة إلى أساليب الترهيب والشكوى إلى السلطات كما روجت له بعض الصحف ، وهذا إن دل فإنما يدل على هبوط أخلاقي وتشنج عاطفي وإفلاس حواري يذكرنا بطريقة فرعون لما أفلس في الحوار وقهره موسى بالحجة لجأ إلى التنديد والتهديد قال : " لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين . قال أولو جئتك بشيء مبين ؟! " وظن أولئك أنهم بهذا يرهبوننا علنا نجبن عن حضور بقية الندوات حتى يصفو لهم الجو لترويج باطلهم ، ولكن ليعلموا أننا بإذن الله ماضون وسنقعد لهم كل مرصد ونحضر ندواتهم ونكون شجى في حلوقهم وقذى في عيونهم بالطرق الشرعية والأداب المرعية حتى يحق الله الحق ويبطل الباطل ، وأما الشكوى فلا ترهب إلا المسيء فليجلبوا بخيلهم ورجلهم وليتقدموا إلى أية جهة . وأحب أن نشعرهم أننا نحن من سيتقدم بالشكوى على من دعا الناس جهرة إلى التمرد على أنظمة البلاد واستضاف أهل الزيغ والإفساد واتهم الأمناء من رجالات الدولة بالسعي للمحافظة على كراسيهم بأي ثمن كما جاء في ندوتهم .
وعموما فوقائع الندوة محفوظة صوتا وصورة فلا مجال للكذب والتلتيس ؛ لهذا كله رأيت لزاما علي الإدلاء بصوتي وقد حضرت الندوة من أولها إلى آخرها فأقول مستعينا بالله مستمدا منه التوفيق :
أولا : اتهم المشاركون في الندوة وجوقتهم المطبلة لهم من رعاع الإعلام المداخلين بالإثارة ، فمن المسوؤل عن هذه الإثارة إن وجدت ؟ والجواب : أنهم المنظمون والمرتبون لهذه الندوات وهم معروفون فهم الذين ينبغي أن يحاسبوا لا سيما وقد نصحوا سرا وعلانية ومكاتبة ومشافهة ومهاتفة بأن عملهم في ترتيب الندوات واختيار أشخاصها وعناوينها انتقائي إقصائي اللهم إلا من عدد قليل من الفضلاء من بين أعداد كبيرة بعضهم محسوب على توجهات حداثية ويسارية وأقوالهم محفوظة ناطقة بها كتب كتبوها أو كتبت عنهم ، ولما لم تجد معهم النصيحة لم يجد الدعاة وطلبة العلم بدا من حضور هذه الندوات ومقارعة الحجة بالحجة الدامغة وهو الأمر الذي ما اعتاده هؤلاء الذين طالما خاطبوا الجماهير من داخل أبراجهم العاجية وصحفهم شبه المملوكة لهم عقودا طويلة ولم يعتادوا أساليب المراجعة والمداخلة والحوار الحقيقي ولا يسلم من المسؤولية من شارك في هذه الندوات بما يخالف الشرع والنظام .
ثانيا : حضر المشايخ والدعاة واتخذوا أماكنهم بين الحضور ، وقدم مدير الندوة تركي السديري، ونوه أن المداخلات ستكون تحريرية فقط ولا يلتفت إلى غيرها ، ونستطيع أن نقول إن هذه بداية شرارة التوتر .
ثم تحدث محمد عبده يماني بكلام مرتجل واضح منه عدم الإعداد والتحضير .
ثم تحدث الرميحي من خلال أوراق بين يديه بلغة ضعيفة وأخطاء لغوية ونحوية تتعجب معها كيف يُصدََر أمثاله .
ثم تحدثت ناهد باشطح عبر عرض حاسوبي .
ولم يتحدث أحد من الحاضرين حتى انتهى جميع المشاركين ، وأنصتوا بكل أدب واحترام حتى أذن رئيس الجلسة بالمداخلات ، اللهم إلا ما كان من تنبيه بعض الحضور على مراعاة الوقت بكل أدب لكن الرميحي وقد جاوز وقته المقرر رد بأسلوب استهتاري على أحد المشايخ لما نبهه على تجاوز الوقت ـ وهذا من حق الجميع ـ وكان يستطيع أن يعتذر بلطف أو يحترم الوقت ويقف عند ذلك الحد لكنه أجاب بجواب فج ساخر فقال : حضرتك مدير الندوة ؟! فاحتمل الأخ ولم يرد عليه .
ثالثا : امتلأت الندوة بالكثير من الاستفزازات ورغم ذلك لم يقاطع أحد من المتحدثين .. ومن هذه الاستفزازات على سبيل المثال لا الحصر :
1- إجماع المشاركين على ضرورة رفع الرقابة الإعلامية وإتاحة الحرية بلا قيد ولا شرط .
2- وصف الجهات الرقابية بالسذاجة وعدم التمييز مما يجعلهم يمنعون المادة بمجرد الاشتباه وعدم الفهم على سبيل الاحتياط .
3- التعليل لمنع كثير من المواد الإعلامية بتخوف المسوؤلين على كراسيهم كما جاء في حديث المرأة ، ولا أدري هل تريد بها كراسي الحكام أو الوزراء أو رؤوساء التحرير أو الجميع ولم يعلق مدير الندوة .
4- انتخاب أمثلة سيئة من التاريخ كما جاء في حديث الرميحي وتاريخنا كالبحر مليء بالجواهر والجيف فلماذا لم يسقط الرميحي إلا على الجيف حيث ذكر ممارسات شاذة ممثلا بها للرقابة من مثل تحريم المطبعة والبندقية ولا أدري ما علاقة الأخير بالرقابة ؟ !
5- عزو تأخر المسلمين عن ركب الحضارة إلى الرقابة فلا سبيل إلى التقدم إلا برفعها والثورة عليها .
6- بالغ عبده يماني في إطراء ذاته ووصف عهده الوزاري بالخلو من المشكلات والنقاء الخالص ، وهذا حجة عليه لو درى ؛ لأن الرقابة كانت فيما مضى أدق وأصرم وهذا على فرض التسليم بصحة دعواه فلماذا إذن طالب بشدة بإلغائها والاكتفاء بالتثقيف حتى للأطفال؟!!
7- الندوة برمتها تعتبر دعوة للعامة وحثا للجمهور على التمرد على نظام الدولة ومخالفة السياسة الإعلامية بأسلوب مباشر وغير مباشر ، وهذا الطرح منهم كان يكون أولى لو أفضوا به إلى المسؤولين بخطابات خاصة ، كما يطالبون به غيرهم فمالهم يحلونه عاما ويحرمونه عاما ؟! ومابال أحدهم قيسي تارة ويماني تارة أخرى ؟ !
رابعا : دهش الحضور لما رأوا إجماع المشاركين في الندوة على ضرورة رفع الرقابة ولم يخالف واحد منهم أو يبد رأيا آخر لا ندري عن عبد الرحمن الراشد لو حضر ربما كان له رأي مغاير "أتواصوا به ؟!!!" وكأني بهم سيخلصون إلى التوصية بالإجماع بضرورة رفع الرقابة ولهذا جاء اعتراض الحضور قويا ضد هذه التوصية .
خامسا : ثم جاءت المداخلات : وكان رئيس الجلسة قد أشعر الحضور بأنه لن يلتفت إلا إلى المداخلات المكتوبة ، فلما رأى كثرتها وجعل يقلبها بيده اعتذر عن قراءتها لطولها وقال لو قرأت لاحتجنا إلى ليلتين وما أدري مالسبب الحقيقي ؟ ظن الحضور أن المداخلات ألغيت فضجت القاعة مطالبة بالمداخلات إذ ليس من المعقول أن يسمع الحضور مالا يرضيهم وينصرفوا ، ثم وافق رئيس الجلسة على المداخلات الشفهية فعاد للحضور بعض الاطمئنان وشرط لكل واحد ثلاث دقائق والحق أن رئيس الجلسة كان يمكن أن يمتص انفعال بعض الحضور لو أكمل المداخلات وعلق عليها بما يشعر الحاضرين بالإنصاف وعدم الانحياز إلى كفة المتحدثين ولم يختصر وقت الندوة ويلغ بقية المداخلات هداه الله ووفقنا وإياه إلى كل خير يحبه ويرضاه .
* كانت المداخلة الأولى من نصيبي وقد كنت كتبت مداخلتي في ورقة وأرسلتها لمدير الندوة وكان بودي لو تحدث المختصون بالإعلام أولا من أمثال الدكتور الفاضل المسدد محمد الحضيف لكن الأستاذ السديري أتاح الحديث لأحد الأخوة فتفضل مشكورا بتقديمي وخلاصة مداخلتي : أني وصفت هذه الندوة بالإقصاء والأحادية في الطرح كما يعبرون عنه وكيف ستخلص إلى نتيجتها وكل أعضائها إعلاميون ولو كان من بينهم شرعيون وخبراء بالأنظمة لكانت الآراء متوازنة ، ثم أبديت استغرابي الشديد من مطالبتهم برفع الرقابة مع إقرارهم بكثرة الشر وتنوعه وتعدد قنواته وسهولة تحصيل المعلومة ...إلخ فإن علتهم عليلة وهذا من دواعي تشديد الرقابة وليس العكس ووضحت أن الرقابة داخلة في النهي عن المنكر كما أن التثقيف الذي دعوا إلى الاكتفاء به داخل بالأمر بالمعروف وهما ركنا الدين ومن وظائف الدولة ونظام حكمها الأساسي واعترضت على اعتراض عبده يماني على فرض الرقابة على أساتذة الجامعات ورؤساء التحرير وغيرهم من أرباب الفكر بأنهم ليسوا أكثر يقينا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي منعه الرسول صلى الله عليه وسلم وغضب عليه لما رآه يطالع نسخة من التوراة وهو الخليفة الملهم الفاروق الذي إذا لقيه الشيطان في فج سلك فجا آخر ، وتساءلت هل يملك المشاركون الجرأة على المطالبة برفع الرقابة عن المواد السياسية ؟ وأضفت : هذه فرنسا تشكوا وتصرخ من هيمنة ثقافة الأمريكان وخطورتها على شعبها وهم أبناء ملة واحدة وتطالب بتعزيز الرقابة .فما بالنا نرحب بها ونطالب بكسر مقص الرقيب.. وختمت مداخلتي شاكرا منظمي الندوة .
* ثم داخل الأخ عبد الله المقحم وفي البداية تساءل كيف يكون الحكم في هذه القضية إلى الإعلاميين وهم أصل المشكلة وأن هؤلاء المطالبين برفع الرقابة يحتاجون إلى رقابة وتمثل بقول أبي الطيب :
يا أعدل الناس إلا في محاكمتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وأكد على أن الرقابة تكون على أمر منفذ ، وعلى ضرورة تطبيق سياسة الإعلام في المملكة والتي ميزت هذه البلاد ولله الحمد وطالب بمحاسبة كل من يتمرد عليها أو يخالفها ، وذكر الحضور بكلمة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بأنه ليس المهم صياغة ألفاظ السياسة الإعلامية بقدر أهمية تطبيق بنودها .
* ثم كانت مداخلة الدكتور محمد الحضيف وقال فيها أنا ابن الإعلام وأدرس مادته في الجامعة واستنكر على المشاركين مادعوا إليه من حرية مطلقة وتعجب كيف يطالب بها هؤلاء حتى للأطفال وماذا عسى الطفل أن ينفعه التثقيف وحده ، وقال مخاطبا مدير الندوة تركي السديري : تعلم أني كنت عضوا في جريدتك وأنا الآن ممنوع من الكتابة فيها فأين الحرية ؟!! وأضاف كما أن الإعلام يحذر من أسباب الغلو والإرهاب وكلنا معه في ذلك ، فلماذا نجد ما يغذي الإرهاب الأخلاقي من جهة أخرى عبر هذه الصحف والقنوات الهابطة الإباحية التي تربي الجيل على التمرد والتطرف المضاد .. وكانت مداخلته شافية رائعة . كأنما تكلم بلسان الجميع .
*
ثم داخل أحد الحضور وكان من اللجنة المنظمة للمعرض وأكد على ضرورة تعزيز الرقابة واستدل بحديث أبي هريرة حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين من العلم أما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم وتساءل ما هدف أبي هريرة من كتم هذا النوع من العلم ؟! ومضى في كلام جيد.
*
ثم كانت مداخلة الأخ سعود الشهري الذي أحرج مدير الندوة إحراجا شديدا حيث تلا نماذج مرفقة بقصاصات لكتاب وكاتبات تضمنت مخالفات شرعية صريحة ومنها مقالة لأحمد الجميعة حوت اتهاما لأبي بكر الصديق بأنه أول من أدلج التكفير من خلال حروب الردة وتساءل أليس هذا في جريدتك يا أستاذ تركي وهذا مع الرقابة فكيف إذا رفعت ؟ أليس هذا ردة يخشى على كاتبها إن مات ولم يتب .. وذكر الشيخ سعود أنه عثر على كتاب مفسوح بالأسواق يشرح كيف تصنع المتفجرات من المحيط حولك وانه سلمه لسمو مساعد وزير الداخلية وأن هناك معاملة بخصوصه وتساءل أين هي الرقابة ؟ ألا يقال عن وزارة الإعلام أنها أسهمت في الإرهاب ؟ ألا يحق لنا بذلك المطالبة بإقالة وزير الإعلام ومحاكمته ؟ .. وأنهى مداخلته وسط تأييد أكثر الحضور وإعجابه.
* وداخل الشيخ سليمان الدويش : ومما جاء في مداخلته قوله مخاطبا محمد عبده يماني : كيف تزكي عهدك الإعلامي وتصفه بالخلو من المشكلات ألا تعلم أن هناك ملفات ملأى بالمخالفات ؟ فهل أنت مستعد لنحاكمك إلى كلامك ؟ وهنا حاول مدير الندوة الاعتراض على المداخلة بأنه حديث عن الذوات فأجاب المداخل أني أناقش ما جاء في كلامه ومضى في حديثه وحاول مدير الندوة إيقافه مرارا حتى طلب أخذا اللاقط من يده أو إغلاقه .
* ثم داخل الشيخ ناصر الحمد وذكّر المحاضرين بالله وتلا قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " ثم تلا مواد من سياسة الإعلام في المملكة العربية السعودية .
أما المداخلات النسائية فقد اقتصرت على اثنتين :
* إحداهما لليلى الأحيدب ذكرت أنه لا ينبغي أن تتحول الجلسة إلى محاكمات وتصفية حسابات والمداخلة الأخرى
* للأستاذة نهلة الناصر حثت فيها على ضرورة الامتثال لأمر الله ورسوله وركزت فيها على أهمية الرقابة الذاتية.
سادسا : فوجئ الجميع بختم رئيس الجلسة قبل نهاية الوقت المقرر بأكثر من نصف ساعة وسط احتجاجات الحضور ، وانصرف رئيس الجلسة والرميحي، أما محمد عبده يماني فقد بقي مكانه فتوجه إليه بعض الحضور يحاورنه ويناقشونه ، وسمعته يرفع صوته مخاطبا أحدهم واصفا إياه بقلة الأدب وكنت بعيدا عنهم فسألت فقيل لي : إنه يخاطب أحد الحضور ظانا أنه هو الذي ذكره في مداخلته وانتقده لتزكيته نفسه وعهده ! ثم رأيته يمشي محاطا ببعض الحضور يناقشونه حتى ركب السيارة ولم أسمع أحدا تناوله بسب وشتم غير أني سمعت أحدهم يعظه في إحياء ذكرى ليلة بدر وإقامة الحفلات فيها وتحميل الناس بالحافلات إليها ولم أشاهد أو أسمع تهديدا لأحد فضلا عن الرفس والركل الذي ادعوه غير أني سمعت أحد الحضور يهتف وهو خارج تكبير فكبر بعضهم فانتقده أحد الحضور فأجاب آخر : هم يصفقون ونحن نكبر!! .
سابعا : تملكني العجب من تلك الادعاءات العريضة والكذب الصريح والحديث في الصحف عن الشغب وقلة الأدب ولم يحصل إلا نقاش ومن طبيعة النقاش بين المتخالفين أن يصحبه اللجاج أحيانا وارتفاع الأصوات وهذا أمر طبعي يحصل عادة حتى على مستوى البرلمانات ، اللهم إلا إن كانوا يريدون منا أن نحضر ليلقنونا مفاهيمهم بطريقتهم ويخطب علينا رجالهم وحريمهم ونحن خافضو رؤسنا كأن عليها الطير ثم ننصرف شاكرين لهم تفضلهم بالسماح لنا بالحضور والاستماع !! ..
أنا لا ألوم القوم لأنهم لم يعتادوا الصراحة والشفافية والرأي الآخر الذي وقع على مسامعهم كالنبل ؟، لكني ألوم شيخ الصحفيين وزعيمهم الذي لم يراع شرف مهنته وأنه من أسرة كريمة لها تاريخها العريق على افتراءاته وقلبه للحقائق واستغلاله للصحافة للانتصار لذاته وتأليب كتاب أعمدته ، والهبوط إلى ألفاظ سوقية في جريدته مثل وصف المشايخ بالمتزمتين والسخرية بهم ووصف حركاتهم وتركهم للبس العقال والربط بينهم وبين حوادث التفجير والقتل !! أهذا يليق يا تركي بسنك ومكانتك ؟ أما كفى ما مارسته من هيمنة وانتقائية في صحيفتك وانتقاء كتاب من مشربك وطريقتك وحجب الأصوات الأخرى التي لا تروق لك ؟
أما كفى ذلك حتى يحدث منك ما حدث في الندوة فتضيق ذرعا ولا تتحمل سماع أصواتهم ولو نصف ساعة متبقية ثم تشن حملتك الظالمة عليهم بعد الندوة ؟ ، وكان من المفترض أن يقفل الحديث عنها بالخروج من قاعتها .
لكن يأبى الله إلا أن تظهر الحقائق ويكشف ما في الصدور هدانا الله وإياك وردنا جميعا إلى جادة الحق والصواب.
ثامنا : عتبي على مشايخي من العلماء وإخواني طلبة العلم والدعاة لتخاذلهم وترك الانتصار لإخوانهم وتلامذتهم ومن اقتطعوا من وقتهم الثمين وتحملوا سماع حديث أولئك وهم يشاهدون تضافر خصومهم من المشاركين في الندوة ومن حضر من الصحفيين وغيرهم ممن لم يحضر ورميهم إياهم عن قوس واحدة وهب أنهم غير قادرين على نشر مقالاتهم في الصحف ، فقد جعل الله لهم مخرجا عبر البيانات والمقالات والمداخلات في الساحات الحوارية إضافة إلى الخطابات المرفوعة إلى أولي الأمر لبيان خطورة خصومهم وبجاحة مطالبهم . وعتبي أشد على من تسلل إلى نفسه تصديق أولئك في بعض زعمهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء سؤال إخوانهم الحاضرين ولو بمهاتفة وأرجو أن نرى منهم وقفة مشرفة لإخوانهم وتلامذتهم في وقت يتعرضون فيه لحملة تشويه وافتراء واستعداء تظاهرت عليها الصحف كلها أو جلها .. وشكري مضاعف لإخواني من طلبة العلم وأصحاب الفضيلة وأساتذة الجامعات وخطباء الجوامع ممن سجل موقفا بحضوره ومشاركته .
هذا ما تيسر ذكره مما علق بالذهن ذكرته حفظا للواقع وبيانا للحقيقة وكشفا للشبهة ، والله سبحانه على كل شيء حسيب ورقيب .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.
كتبه / محمد بن أحمد الفراج
منقول