بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيضة كندر تلقي درساً .. !!
نعم
ماالذي يمنع من ذلك ؟!
لايشترط أن تتكلم
فكم من صورة نطقت بلغة فصيحة مؤثرة
إضافة إلى أنني سأكون المترجم : )
لأصل لمقصودي
* * *
تدخل لإحدى البقالات ويُفَضَّل أن تكون كبيرة
لأن غرضنا الذي سنشتريه في العادة لايوجد إلا هناك : )
عموماً
ستواجهك أنواع عدَّه من صنع تلك الشركة
لكننا لانريد إلا تلك البيضة
اشتريها لأخيك الصغير أو أختك الصغير أو ابنك أو أي فرد صغير في العائلة
لاتعطيها لشخص أكبر منك لأن الصغير هو من سيجعلك تأخذ الدرس من البيضة
يبدأ الصغير بفتحها ثم النهش منها : )
فتظهر تلك البيضة التي تحوي على لُعبة
يفتحها الصغير
يبدأ بالتركيب
يتعثر
يحاول
يتعثر
يحاول
يتعثر
يمل
يبحث عمن أعطاه البيضة
يعود لك أنت وبيده قطع اللعبة فقط
محمد .. ركب اللعبة : (
("ومن هنا يبدأ الدرس")
أول ماتسأله
"وين الورقة؟"
يذهب ليأتي بها
اللعبة معقدة بعض الشيء
حاولت تركيبها قبل مجيء الورقة فعجزت
حاولت ثم حاولت فعجزت
جاءت الورقة
بدأت تقلب الورقة يمنة ويسرة
تُعَدِّل الاعوجاج فيها
حتى استقامت بين يديك
وأصبح الأمر شبه واضح
بدأت بالتركيب
شعرت بمتعة عجيبة : )
انتفض الطفل يلعب بجوارك بإزعاج شديد يفقدك التركيز
تقول: بتسكت ولا ماأركب اللعبة..
يصمت الطفل
ويُحَدِّق بعينيه الصغيرتين في ماتفعل
فيعود لك تركيزك
قِطَع اللعبة كثيرة بعض الشيء
وإذا بك قد انتصفت في التركيب
قام الطفل سريعاً وبغمضة العين اختطف الورقة وقال:
بروح أوريها أمي..
حاولت إصلاح ماتبقى من اللعبة إلى أن يعود فعجزت وللأسف
القطع كثيرة وصغيرة ومعقدة
صرخت: هات الورقة بسرعة..
فجاء بالورقة وأعطاك إياها
عدت للتركيب باستغراق
بقي ثلاث قطع
بقي قطعتين
بقي قطعة
انتهيت
تعال خذ اللعبة انتهيت منها
قبَّلك الصغير وذهب فرحاً : )
وفي وسط فرحته سقطت قطعتين
فعاد إليك
فنظرت إلى الورقة وأعدتها
أهـ المشهد
---
لحظة تأمل أدهشتني
أَيُعْقَل أن تكون بيضة الكندر عندي أهم من قلبي ؟!
يتساءل البعض: وماالعلاقة بين هذا وذاك..
العلاقة بكل سهولة
تبحث عن مواطن إصلاح اللعبة من الورقة ولولا أن هُيِّأت لك هذه الورقة لرميت باللعبة عرض الحائط، ولمللت منها، وقد لاتعود لشرائها مرة أخرى .. !!
فقلبك الذي بين جنبيك ألا يصدأ ألا يمرض ألا يتعب .. !!
فإذا كان كذلك
ألست بحاجة إلى كتاب الله عز وجل لِتقيمه وتطهره وتزكيه وتريحه بل وتحييه .. !!
كل مااشتريت البيضة مرة أخرى لذلك الطفل سيعود لك مباشرة
وسيتكرر معك المشهد المتقدم -أي- ستكرر النظر إلى الورقة مرة بعد أخرى
وكذلك
فإن أعراض القلب تتكرر
فهل ستكرر النظر إلى كتاب الله عز وجل ؟!
هل ستعطي كتاب الله حقه من وقتك؟!
يقول الله عز وجل: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله)
ويقول سبحانه: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
فكيف هو حالك عند قراءته وتدبره ؟!
اجمع نفسك ،
أحضر قلبك ،
حسِّن صوتك ،
اضبط وِرْدَك ،
واستعد لتلقي الأوامر من كلام الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
* * *
* هذا مثال ماهو إلا للتقريب وقد أكون أخطأت في ذلك، فإن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان..
* هذا المثال ينجر على كل مايحتاج المسلم إصلاحه،
وعلى سبيل المثال لا الحصر : تربية الأبناء، فكيف هي قراءاتنا في طرق التعامل مع أبنائنا ، وهل تركيب لعبة كندر التي هي لأبنائنا أهم من الأبناء أنفسهم ... وهكذا.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يلهمنا رشدنا ، وأن يقينا شر أنفسنا ، وأن ينعم علينا بالعمل بكتابه الكريم ، وأن يجعلنا من حزبه المفلحين ومن عباده المخلَصين..
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يامصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك
اجعلنا من المتدبرين بكتابك العاملين به
اللهم آمين
م