تقرأ البرقيات السرية للسفارة وتكشف
الاتصالات السرية بين قادة الوفاق والسفارة الأمريكية
أما الجماعة، فمقصود بها جماعة جمعية الوفاق.
وأما السفارة، فمقصود بها السفارة الامريكية في البحرين.
والحكاية، كما قد تعلم ، ان موقع ( ويكيليكس ) قام في الفترة القليلة الماضية بنشر عشرات من البرقيات السرية المرسلة من السفارة الامريكية في المنامة، الى الخارجية الامريكية ومختلف دوائر الادارة الامريكية.
الموقع نشر هذه البرقيات في اطار ما ينشره منذ فترة من وثائق سرية للخارجية الامريكية.
وقد قضيت وقتا طويلا جدا في قراءة كل هذه البرقيات الصادرة عن السفارة الامريكية في البحرين.
الأمر الذي لفت نظري ان أغلب البرقيات السرية التي نشرت، تتعلق بأمرين:
الأول
الاتصالات واللقاءات السرية التي تجريها قيادات جمعيات الوفاق، وشخصيات معارضة أخرى، مع السفير والمسئولين في السفارة عموما، وما قيل وجرى فيها.
الثاني
يتعلق بتقييم السفارة نفسها للأوضاع المختلفة في البحرين فيما يتعلق بمختلف التطورات والقضايا، ورؤية المسئولين في السفارة لهذه الأوضاع.
كان في نيتي ان أكتب مقالا واحدا، أسجل فيه ملاحظاتي العامة حول هذه اللقاءات السرية التي أجرتها الوفاق مع السفارة وما قيل فيها وما يعنيه ذلك بالضبط.
لكنني فكرت ان من المهم قبل هذا، ان أضعك عزيزي القارئ في صورة هذه الاتصالات واللقاءات السرية، كي تكون على بينة من طبيعة هذه اللقاءات، وطبيعة ما يدور فيها.
لهذا، اخترت نماذج من البرقيات السرية للسفارة الامريكية، واوردت باختصار ما سجلته هذه البرقيات عما دار وما قيل.
بعبارة أخرى، هذا ليس حصرا لكل ما تضمنته البرقيات السرية التي نشرت، وليس تسجيلا لكل ما تضمنته هذه البرقيات التي اخترتها كنماذج.
هذه مجرد نماذج فقط للبرقيات السرية عن اتصالات الوفاق مع السفارة، وسأقدم ملخصا شديد الاختصار لما جاء في هذه البرقيات، بحسب ترتيبها الزمني بين عامي 2007، و.2009
على سلمان: إلى متى سننتظر؟
البرقية رقم:
522 Manama 70
بتاريخ 8 مارس 2007
البرقية تسجل ما جرى في لقاء بين الشيخ علي سلمان والسفير الأمريكي وليام تي مونرو. في اللقاء قدم الشيخ علي سلمان للسفير رؤيته لمستقبل البحرين.
وتسجل البرقية ان علي سلمان، بحسب رؤيته للمستقبل أكد بقاء الملك في منصبه، في مقابل انتخاب رئيس الوزراء من الشعب.
وقال سلمان إنه وفقاً لرؤية الوفاق لمستقبل البحرين، سيبقى الملك في منصبه خلال 10 إلى 20 سنة المقبلة، لكن رئيس الوزراء ( سيأتي من الشعب )، وتساءل: ( كم سنة يجب الانتظار بعد حتى نحصل على ملكية دستورية )؟
وتسجل البرقية ان علي سلمان أقر بأن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أجرى بعض الإصلاحات، لكنه قال ان البحرين من وجهة نظره ليست ديمقراطية، واثار عددا من المشاكل التي تعاني منها الطائفة الشيعية في البحرين.
وأشار إلى مسألة التجنيس في البحرين، موضحاً أن «تطرق تقرير البندر إلى التجنيس أعطى صدقية لأولئك الذين يعتقدون أن الحكومة تسعى لتغيير التركيبة السكانية الطويلة المدى للسكان»، وهو ( احتمال وصفه بأنه مخيف ).
وتحدّث عن التمييز ضد الشيعة في التوظيف، وتحديداً في وزارتي الداخلية والدفاع، والتعليم والترقيات.
كذلك أكّد سلمان أن ( الاثنين، السنة والشيعة، يجب أن تكون لهما حقوق لأنهما يعيشان هنا، وينتميان إلى هنا )، متهماً الحكومة البحرينية بأنها لا تريد علاقات جيدة بين السنة والشيعة. وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة تشعر بأن دورها ( حماية مصالح السنة من الأغلبية الشيعية).
ووفقاً للوثيقة، قال سلمان ( يعتقدون أن السنة عرب، والشيعة ينتمون إلى إيران، السنة لديهم الثروة ويريدون الاحتفاظ بها ).
رضي وجواد فيروز وحسين في السفارة
البرقية رقم:
956 Manama 70
بتاريخ 16-7-2007
هذه البرقية عبارة عن تقييم مطول لأداء جمعية الوفاق في مجلس النواب، بناء على ما قاله نواب للوفاق في لقاءاتهم السرية في السفارة.
البرقية تتحدث عن وقائع لقاء تم بين جاسم رضي، المسئول عن الحملة الانتخابية للوفاق في انتخابات 2006 والسفير في 19 يونيو .2007
في اللقاء، قال جاسم رضي انه غير راض عن الذين رشحتهم الجمعية للانتخابات لان كثيرين منهم شخصيات دينية بلا أي خبرة سياسية. وفسر ذلك بأن الناخبين في الدوائر هم الذين كانوا يقترحون المرشحين، وان المسئولين في الجمعية لم يكونوا يستطيعون رفض هذه الاختيارات كي لا يخسروا الناخبين. وبالعكس تحمس المسئولون في الجمعية لاختيار هذه الشخصيات الدينية لانهم كانوا يريدون حصد اكبر عدد ممكن من الاصوات.
وقال ان النتيجة كانت ان خمسة او ستة فقط من نواب الوفاق مؤهلون وقادرون على ان يؤدوا اداء جيدا بينما الباقون تم انتخابهم لاسباب دينية وحسب.
البرقية نفسها، تسجل ما جرى في لقاء بين دكتور جاسم حسين، نائب الوفاق مع مسئول في السفارة في 15 يوليو .2007
في اللقاء، اعرب عن رضائه عن علاقات نواب الوفاق بالوزراء واستعداد الوزراء للاستماع الى آرائهم وملاحظاتهم.
وقال جاسم حسين: ( الوزراء يخافون مني. انهم يردون علي ويستجيبون لي بسرعة. هم يعلمون انني استطيع ان اسبب لهم المتاعب ).
كما تسجل البرقية ان جواد فيروز، نائب الوفاق حكى لمسئولي السفارة بأشد ما يكون التفصيل كل ما يتعلق بالاداء البرلماني للوفاق، والمشاكل التي تواجهها.
مثلا، قال لهم ان الوفاق فضلت، كي تبني قاعدة من الثقة مع الكتل الاخرى ان تبدأ بالتركيز على القضايا المشتركة فيما يتعلق بالاجور والاسكان والبطالة والتعليم وبناء مراكز صحية جديدة، وأجلت طرح اجندتها السياسية المتعلقة بالحريات السياسية والتعديلات الدستورية.
وقال ان الوفاق تعتبر ان التحول الى الملكية الدستورية هو امر حاسم بالنسبة لمستقبل الدولة، ولكن ليست هناك كتلة سياسية اخرى في البرلمان تشاطر الوفاق هذا الرأي والاهتمام.
وشكا من تدخل الديوان الملكي في عمل البرلمان واعطاء تعليمات لبعض الكتل بالتصويت مع او ضد.
علي سلمان يطلب
مساعدة أمريكا
البرقية رقم:
276 Manama 70
بتاريخ 19 يوليو 2007
تنقل البرقية عن علي سلمان اعرابه عن عدم رضاه عن البرلمان، وانه طلب مساعدة الولايات المتحدة لحثّ الحكومة البحرينية على تسريع مسار الإصلاح الديمقراطي. وقال سلمان ( لا يمكننا إنجاز شيء من خلال البرلمان )، واشتكى سلمان من عدم اتخاذ أي خطوات صلبة لبناء الثقة بين الطائفة الشيعية والحكومة، مؤكداً أنه ( يجب أن نأخذ خطوات جدية لبناء الثقة، والمضي قدماً معاً ).
ايضا، البرقية رقم:
2 Mnama 80
بتاريخ 2 يناير 2008
تسجل البرقية ما جرى في لقاء عقده السفير الامريكي مع علي سلمان في 29 ديسمبر .2007
في اللقاء، قال علي سلمان ان البحرين حققت تقدما ملحوظا على طريق الديمقراطية منذ 2002، وارجع هذا التقدم في جانب منه الى تركيز الولايات المتحدة على الاصلاح الديمقراطي في المنطقة. وحث الحكومة الامريكية على استمرار الدعوة الى الاصلاح الديمقراطي.
طاولة حوار في السفارة
البرقية رقم
041 Manama 80
بتاريخ 9 مارس 2008
تسجل البرقية ان سعيد الماجد المسئول بالوفاق ابلغ المسئول السياسي في السفارة في 2 مارس 2008 ان قيادة الوفاق مصممة على الاستمرار في ضغوطها من اجل استجواب عطية الله، لكنها حريصة على تجنب تصعيد التوترات الطائفية.
وأبلغه ان الوفاق ليست لديها النية للانسحاب من العملية السياسية.
والبرقية رقم:
861 Manama 80
بتاريخ 16 مارس 2008
تسجل البرقية انه بمناسبة زيارة مساعد وزير الخارجية كنت باتون للبحرين، تم تنظيم طاولة حوار للمعارضة، شارك فيها نواب من الوفاق، وممثلون لجمعيات معارضة فشلوا في الانتخابات البرلمانية، ومعهم الدكتور منصور الجمري رئيس تحرير صحيفة الوسط.
تسجل البرقية ان منصور الجمري اشتكى من ان بعض رجال النظام الذين يعارضون الاصلاح السياسي وراء دفع المتطرفين السلفيين الى دخول البرلمان والحكومة كي يواجهوا الاصلاحيين الشيعة من امثاله هو شخصيا، أي من امثال الجمري.
وقال الجمري ان العناصر المعارضة للاصلاح وحلفاءهم السلفيين نجحوا في تهميش بعض من كانوا مستشارين للملك.
وذكر ان قائد ( الغزوة السلفية ) تم تعيينه رئيسا للخدمة المدنية، وهو احمد الزايد.
وتذكر البرقية ان الشخصيات المعارضة الاخرى التي حضرت الحوار ايدت الجمري في الشكوى من التمييز الاقتصادي والاجتماعي ضد الشيعة.
وتسجل البرقية ان باتون طلب من المعارضين المشاركين في طاولة الحوار ان يقدموا افكارهم و
خططهم لتطوير الوضع وتحسينه، لكنه لم يسمع منهم الا تكرارا فارغا للحديث عن المظالم.
أيضا، تسجل البرقية ان السفير استضاف طاولة حوار للناشطين في منظمات المجتمع المدني.
في الحوار، ابدى المشاركون رغبتهم في التعاون والتنسيق، مع السفارة، واشتكوا لباتون من انه على الرغم من الجهود السابقة لاقامة شبكة من التعاون، فإن شيئا لم يحدث.
وقال هؤلاء لباتون انهم يحتاجون الى دعم مالي وتقني من السفارة الامريكية (من هؤلاء عبدالله الدرازي من جمعية البحرين لحقوق الانسان).
أسرار الوفاق في السفارة
البرقية رقم
313 Manama 80
بتاريخ 19 مايو 2008
من بين ما تسجله البرقية ان علي سلمان ابلغ السفير في 30 ابريل 2008 ان الحكومة استشارته في مسألة اللقاء مع احد المعارضين المعروفين في لندن، وانه ابدى ترحيبه بهذه الخطوة.
وفي نفس البرقية، شرح علي سلمان للسفير تفصيلا تفاصيل الصفقة التي توصلت اليها الوفاق مع الكتل السنية فيما يتعلق باستجواب عطية الله، وبن رجب. والتي بمقتضاها وافقت الوفاق على عدم الاصرار على استجواب عطية الله في مقابل ان يجيب عن اسئلة تتعلق بالاحصائيات السكانية.
وفي نفس الوقت، فإن الوفاق لن تعترض على استجواب بن رجب.
وذكر نواب آخرون للوفاق للمسئول السياسي في السفارة ان الصفقة تضمنت ايضا ان يمثل كل من الوزيرين امام لجنة متعاطفة معه اغلب اعضائها من طائفته.
والبرقية رقم:
633 Manama 80
بتاريخ 29 مايو 2008
تتحدث البرقية عن ان الوفاق سوف تجري انتخابات داخلية في 31 مايو وان علي سلمان يريد ان يتفرغ للجمعية والا يقود كتلة الوفاق في البرلمان.
وتحدد البرقية اربعة مرشحين لقيادة الكتلة البرلمانية، وهم، خليل ابراهيم المرزوق، وعبدالجليل خليل، وجواد فيروز، وشقيقه جلال.
وتقدم البرقية تعريفا تفصيليا بالمرشحين الاربعة.
ثم تذكر التالي: ( المرشحون الاربعة يتحدثون بشكل منتظم وصريح مع السفير ).
وتقول انه من المستبعد ان يتولى أي من الاخوين فيروز قيادة الكتلة لأنهما من ( الشيعة العجم )، وان صعودهما سوف يجعل من الصعب على الوفاق التعاون مع الكتل السنية، وسوف يجعل من السهل اتهام الوفاق بأنها اداة لايران.
البرقية رقم:
05 Manama 90
بتاريخ 26 يناير 2009
تتحدث البرقية عن اعتقال قادة حركة حق، بمن فيهم الأمين العام حسن مشيمع، وتقول ان الاعتقال سبّب إرباكاً لجمعية الوفاق، وان قيادتها فشلت في التوصل إلى توافق على كيفية التصرف حيال الاعتقالات.
وتذكر البرقية ان اتصالات السفارة (مع الوفاق) تبين أنّ الوفاق لا تريد أن تكون متخلّفة، إذا ما قررت الطائفة الشيعية أن تقف خلف مشيمع، لكن الوفاق لا تريد في الوقت نفسه، من دون قصد، تعزيز مكانته في الطائفة، من خلال الظهور بأنها داعمة له بقوّة.
نواب الوفاق للسفارة:
سئمنا من الناخبين
البرقية رقم
834 Manama 90
بتاريخ 22 يوليو 2009
البرقية تتعلق في اغلبها باستعدادات الوفاق للانتخابات البرلمانية.
تسجل البرقية ان حامد خلف، رئيس اللجنة الداخلية في الوفاق المكلفة باختيار قائمة مرشحي الوفاق للانتخابات .2010
أبلغ المسئول السياسي في السفارة في 8 يونيو 2009 ان كثيرين من نواب الوفاق الحاليين لن يتم اختيارهم لخوض الانتخابات القادمة. وقال ان القائمة القادمة من المرشحين سوف تضم عددا اكبر من التكنوقراط وعددا أقل من رجال الدين.
وابلغه ان لجنته تراجع أداء كل النواب الحاليين وانها تعرف بالضبط من سيبقى ومن سيذهب.
وتسجل نفس البرقية، ان عددا من نواب الوفاق الحاليين ابلغوا السفارة انهم سئموا من الادوار التي عليهم القيام بها.
هؤلاء النواب اشتكوا للسفارة من الناخبين في دوائرهم، وكيف ان هؤلاء الناخبين لا يكفون عن الاتصال بهم نهارا وليلا، يطلبون قروضا ووظائف ومساعدات اسكانية، ومساعدتهم للزواج وطلبات شخصية أخرى كثيرة.
وتذكر البرقية ان المدرب الاقليمي التابع لمعهد ان دي اي، المعهد الديمقراطي الامريكي، ركز معظم برامجه التدريبية لهؤلاء النواب، على تعليمهم كيفية التهرب من مثل هذه الشكاوى والمطالب للناخبين والالتفاف حولها.
وتسجل نفس البرقية ايضا ان سعيد الماجد، المستشار المقرب لعلي سلمان كما وصفته البرقية، اكد للسفارة انه، أي علي سلمان لن يترشح للانتخابات القادمة.
البرقية رقم:
345 Manama 90
بتاريخ 9 سبتمبر 2009
البرقية تتعلق بما اثير حول علاقات بين الوفاق والحوثيين في اليمن.
جاسم حسين، نائب الوفاق ابلغ السفارة ان المسئولين في الوفاق اجتمعوا في أواخر اغسطس مع وفد برلماني يمني يضم واحدا على الاقل من النواب الزيديين، لكنه اكد ان الوفاق لا تفكر في اجراء أي اتصالات مع المتمردين الحوثيين.
سعيد الماجد، المتخصص في الوفاق في الشئون الخارجية، ابلغ المسئول السياسي في السفارة في لقاء منفصل، ان جاسم السعيدي كذاب وانه يريد اثارة قاعدته السنية بقصص عن المؤامرات الشيعية.
وابلغ السفارة ان الوفاق تجري اتصالات ولها علاقات مع ( الاحزاب السياسية الشرعية ) والحكومات في مختلف أنحاء العالم، لكنها لا تعتبر ان العلاقات مع الحوثيين يمكن ان تخدم مصالح الوفاق او البحرين.
أسرار زيارة وفد
الوفاق للعراق
البرقية رقم
755 Manama 90
بتاريخ14 سبتمبر 2009
البرقية تتعلق بتفاصيل زيارة وفد الوفاق للعراق.
فقد قام سبعة من قيادات الوفاق خلال الفترة من 3 الى 8 سبتمبر بزيارة للعراق لتقديم العزاء في وفاة السيد عبدالعزيز الحكيم وعقد لقاءات مع القادة السياسيين والدينيين العراقيين.
ترأس الوفد الشيخ علي سلمان، وعقد لقاءات مع نوري المالكي رئيس الوزراء، وطارق الهاشمي نائب الرئيس، واياد السامرائي رئيس البرلمان، وخالد عطية نائب رئيس البرلمان، وآية الله السيستاني، وعبدالعزيز الحكيم.
تسجل البرقية انه بعد عودة الوفد الى البحرين، اجتمع جاسم حسين، نائب الوفاق وعضو الوفد مع السفير، وقدم له تقريرا تفصيليا اشد ما يكون التفصيل عما فعله الوفد في العراق وعما جرى في لقاءات الوفد مع العراقيين بالضبط.
تقرير جاسم حسين تناول ما قاله القادة العراقيون عن اوضاع العراق نفسها. وكان حريصا على ان يبلغ السفير ان المالكي يعتزم تصعيد الحملة على سوريا، وانه منزعج جدا من سوريا ومن السعودية اكثر من انزعاجه من ايران.
أما فيما يتعلق بما دار حول البحرين في لقاءات الوفد مع المسئولين ورجال الدين العراقيين، فقد كان حسين حريصا على ان يبلغ السفير ان عددا من العراقيين الذين التقاهم الوفد أكدوا التشابه بين أوضاع العراق وأوضاع البحرين. وقال هنا ان المالكي قال لهم ان الوفاق يمكن ان تتعلم الكثير من بغداد، وان التحديات متماثلة. كما ان الهاشمي لاحظ ان المشاكل في البلدين متشابهة، من زاوية ان الحكم والسيطرة في البلدين في أيد طائفية.
كما ابلغ جاسم حسين السفير بتفاصيل ما دار في اللقاء مع السيستاني ونجله محمد رضا. وقال ان السيستاني اعطى توجيهاته للوفد بأن تستمر الوفاق في المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وقال لهم ان المشاركة السياسية يجب ان تكون القاعدة بشرط ان يعتبر القادة الدينيون واغلبية الشيعة ان المناخ ( سليم ).
وبحسب تفسير حسين، فإن السيستاني أراد ان يعطي الوفاق حرية الحركة في مواجهة حركة حق والوفاء الرافضتين المشاركة في الانتخابات.
يتبرأون من قرار حظر
الاتصالات مع إسرائيل
البرقية رقم
826 Manama 90
بتاريخ 28 اكتوبر 2009
هذه البرقية تتعلق بالقرار الذي اتخذه مجلس النواب بمنع وتجريم اقامة أي اتصالات مع اسرائيل.
لنلاحظ هنا ان هذا القرار شاركت جمعية الوفاق في تقديمه الى البرلمان.
البرقية تسجل ان محمد المزعل، نائب الوفاق، قال للمسئول السياسي في السفارة، ان المسودة الاصلية للقرار كانت تتضمن استثناء يتيح اجراء اتصالات معينة مع اسرائيل في اطار الالتزامات الدولية.
ولكن في اعقاب تقرير جولدستون، لم يكن النواب في مزاج يتيح قبول هذا الاستثناء.
وطمأن المزعل السفارة، اذ اكد للمسئول السياسي، بحسب ما تسجل البرقية، انه ليست هناك أي فرصة لاقرار القرار في مجلس الشورى وقال بمقدورهم ببساطة تأجيله او تعديله وسوف يكون الوقت قد نفد، في اشارة الى قرب انتهاء الفصل التشريعي.
أيضا تسجل البرقية ان نائب الوفاق جاسم حسين ابلغ المسئول السياسي في السفارة انه كان يعتزم طلب الكلمة للدفاع عن الاستثناءات التي يريدون ادخالها على القرار، لكنه تراجع عندما اصبح واضحا انه ليس هناك تأييد لادخال هذه الاستثناءات.
وقال ان الحكومة على حق عندما تقول ان القرار غير دستوري لأنه يتعدى على حق السلطة التنفيذية في رسم السياسة الخارجية.
البرقية رقم:
936 Manama 90
بتاريخ 2 نوفمبر 2009
تسجل البرقية ان جاسم حسين، نائب الوفاق، ابلغ السفير في 28 اكتوبر 2009، ان قضية ( التجنيس السياسي ) سوف تكون على رأس اولويات اجندة الجمعية في الاشهر القادمة خلال فترة الانتخابات البرلمانية.
لقاء مطول جدا
مع منصور الجمري
البرقية رقم
229 Manama 50
بتاريخ 29 يونيو 2005
البرقية تورد نص لقاء مطول جدا بين السفير مونرو ومنصور الجمري رئيس تحرير الوسط.
في اللقاء، قدم الجمري للسفير، بحسب البرقية، شرحا تفصيليا للمشاكل والتحديات التي تواجه الاصلاح في البحرين.
في اللقاء تحدث الجمرى مطولا جدا عن قادة البلاد، جلالة الملك وولي العهد ورئيس الوزراء، ولم يتورع عن ان يروي للسفير كل ما يتصور انها اسرار يعرفها.
للأسف ما قاله من المعيب ان انشره هنا.
وشن الجمري هجوما عنيفا على عبدالهادي الخواجة، ووصفه للسفير بـ ( الانتهازي الساعي فقط الى الشهرة ولا يعنيه الاصلاح )؟.
وقال ان الخواجة ليس معنيا على الاطلاق بالاصلاح الديمقراطي وقال: ( اذا ما تسلم الحكم ذات يوم فسيترحم الناس على ايام آل خليفة معتبرين انها كانت كالجنة ).
وقال الجمري ان الخواجة ( لا يمكن المساس به ) لانه مدعوم من ( الولايات المتحدة والاوروبيين ومجموعات حقوق الانسان الغربية ).
كما ذكرت في البداية، هذه التي قدمتها هي عزيزي القارئ مجرد نماذج للاتصالات واللقاءات السرية التي اجرتها قيادات جمعية الوفاق مع السفارة الامريكية في البحرين والمسئولين فيها، على النحو الذي سجلته البرقيات السرية للسفارة.
لك ايها الأخوه القراء ان تقرأ هذه الاتصالات السرية بالكيفية التي تشاء، ويكون لك تقييمك لها.
لكن اسمحوا لي ان اقدم لكم في الموضوع القادم قراءة الخاصة لهذه الاتصالات واللقاءات السرية وما دار وقيل فيها، وما الذي تعنيه بالضبط بالنسبة للعمل الوطني في البحرين، وبالنسبة للدور الذي تلعبه السفارة الامريكية.