Galaxy S II
عندما طرحت سامسونج جهاز جالكسي اس السابق في العام الماضي لم تكن تتوقع أن يصل الى هذه الشعبية الكبيرة، لم تكن تتوقع أن تتخطى مبيعاته 10 ملايين نسخة حول العالم، بل لم تكن تتوقع أن يكون هو حامل لواء أندرويد في كل مكان. الآن بعد كل هذه الإنجازات الكبيرة، لا يمكن لجالكسي اس الثاني أن يأتي بأقل من سابقه، الجماهير الآن تتأمل الكثير من خليفة جالكسي اس و هذه التطلعات الكبيرة قد تكون في صالح الجهاز أو ضده تماما. هذا كله يعتمد على مجهود سامسونج، هل إستطاع العملاق الكوري أن يتغلب على نفسه و يصنع جهازا يتخطى سابقه في نواحي كثيرة؟ الإجابة ستكون واضحة للجميع من خلال الأسطر التالية.
نحيف، خفيف و متألق!
هذه الكلمات الثلاثة تصف بشكل كبير تصميم جهاز جالكسي اس الثاني. الوزن الخفيف يأتي بكل تأكيد من الجسم البلاستيكي اللذي يحيط بالجهاز، هنا قد يتضايق البعض من محبي أجسام الألمنيوم الأكثر صلابة و المتوفرة في أجهزة أخرى. الجهاز يعتبر أحد أنحف الأجهزة المحمولة الذكية المتوفرة في السوق، هو يتفوق أيضا في السماكة على Arc من سوني اريكسون. جسم الجهاز مريح في اليد خصوصا مع أطرافه المنحنية و تصميمه السلس. بشكل عام تصميم مرضي جدا للجهاز و لمسات أنيقه لمظهره الخارجي، رغم أنه لم يفقد جسمه البلاستيكي، لكن تم تغيير خلفيته لتصبح بلا لمعة و مع سطح خشن. و قبل أن ننسى، كل هذا المنتج الرائع يبدو خفيفا جدا في اليد، وزن الجهاز يبدو مثاليا لأبعد الحدود.
لكن تألق الجهاز الحقيقي لا ينتهي هنا، فقط افتح قفل الشاشة حتى تشاهد منظرا رائعا ساحرا كان يوما من الأيام ضربا من الخيال. الإضاءة في الشاشة (Super AMOLED Plus) ساطعة بشكل يجعل كل شيء واضحا، أما الألوان فتبدو متألقة و ممتعة للأعين. أحيانا تراودني الرغبة لتصفح الجهاز و التنقل بين برامجه فقط لكي أستمتع بدقة الشاشة. جالكسي اس يقدم كثافة 480×800 و هي ليست الأعلى في الهواتف حتى الآن، لكن ذلك لا يأثر بشكل ملحوظ أبدا، حتى مقارنة بشاشة ريتينا (أيفون 4) فإن شاشة الجالكسي تبدو رائعة حتى في عرض النصوص. كل هذا على سطح بحجم 4.3 انش يجعل تصفح الإنترنت و مشاهدة الفيديو و بقية التطبيقات تظهر بشكل رائع و مريح. سامسونج أيضا استطاعت حماية الشاشة أكثر هذه المرة من آثار أصابع اليد و الخدوش. لا تدع أدنى شك يحوم في مخيلتك، هذه أفضل شاشة هاتف محمول وقعت في يدي في أي وقت على الإطلاق.
لمسة سامسونج
عندما نتحدث عن أندرويد، دائما نتذكر لمسات مصنعي الهواتف التي قد تفسد التجربة أحيانا. ربما رأينا ذلك في جهاز جالكسي اس الأول خصوصا عند مقارنته بـNexus S الذي يحمل أندرويد بصفته الأصلية دون تعديلات، و هو يتفوق على الأول بسهولة. إن كنت تملك جالكسي اس الأول فيجب أن تكون خضت ضمار تجربة “الروت” و تركيب عدة برمجيات و تعدلات من أطراف خارجية مثل Speedmod و Launcherpro. كل هذا فقط لمحاولة تسريع الجهاز و زيادة السلاسة و ايقاف الـlag بأنواعه.
لقد كنت متخوفا من TouchWiz 4.0 و احتمالية تكرار سامسونج لأخطائها. لكني كنت مخطئا جدا، لقد أثبتت سامسونج أنها فعلا تأخذ بآراء المستخدمين و قامت بتحسين التجربة بشكل مرعب. لمن لا يعرف فـTouchWiz 4.0 هو تعديل خاص من سامسونج على واجهة أندرويد الأصلية، و يتضمن بعض البرامج المرفقة لتحسين تجربة المستخدم. سامسونج قدمت واجهة جميلة في المنظر، و لكن هذه المرة أيضا رائعة في الإستخدام. هناك العديد من اللمسات لسامسونج في أماكن مختلفة من النظام، مثل منطقة التنبيهات و صف التشغيل السريع. أيضا إضافة widgets خاصة من سامسونج و إمكانية تغيير حجمها.
هناك أيضا عدة تطبيقات مفيدة مثل Kies Air، هذا التطبيق يسمح لك بالإتصال عن طريق شبكة WiFi محلية و الدخول لصفحة خاصة عن طريق رقم IP الجهاز. حينها تستطيع القيام بعدة مهام منها نقل ملفات الوسائط المتعددة و أيضا تشغيل ملفات الصوت مباشرة من جوالك و إرسال الرسائل من المتصفح. هناك أيضا التحكم الصوتي و المدار بواسطة Vlingo، هنا يمكنك التحكم في أشياء كثيرة بواسطة الصوت، بما في ذلك المكالمات و تشغيل الملفات و أيضا الإرسال الى تويتر دون الكتابة نهائيا. هناك أيضا برامح الـHub و تخص الموسيقى و القاريء الإلكتروني و الألعاب و الإجتماعي، هذه البرامج تتفاوت في فائدتها و مستواها. مثلا Games Hub غير مفيد إطلاقا و هو فقط خيار بديل عن متجر أندرويد لتحميل الألعاب. أما Social Hub فيقوم بجمع بريدك و رسائلك و حساب تويتر و غيره في مكان واحد، لا أدري إن كان أحدهم فعلا سيقوم باستخدامه بدلا عن تطبيق تويتر الأصلي مثلا الذي يعمل بشكل رائع.
هناك أيضا التحكم بوساطة الحركة و الإستشعار، مثل تحريك الجهاز للأعلى و الأسفل لتغيير قرب الصور في الجالري مثلا، هي حركة بديلة عن التكبير العادي باللمس لكنها تعمل بشكل رائع. أيضا هناك خصائص ليست جديدة لكنها مفيدة حقا، مثل قلب الهاتف على وجهة أثناء استقبال مكالمة لتحويله مباشرة الى الوضع الصامت. سيطول الحديث كثيرا عن TouchWiz 4.0 و خصائصه، لكني سأترك هذا القدر للمراجعة و سأقوم بتقديم استعراض فيديو خاص للنظام بشكل منفصل لاحقا. لكن في النهاية أستطيع أن أقول أن سامسونج قدمت عملا رائعا و كانت واجهتها المعدلة هذه المرة فعلا عملية و تقدم خيارات حقيقية مفيدة للمستخدمين.
يستمر استعراض العضلات
إن كنت سأتحدث عن مواصفات هذا الجهاز التقنية، فاستعدوا لرحلة من المزايا المبهرة. لنبدأ أولا مع المعالج ذو 1.2 جيجا هرتز و الثنائي النواة، بالإضافة للذاكرة العشوائية 1 جيجا. بمثل هذه المواصفات و برمجيات متقنة، ستحصل على أداء رائع جدا. المتصفح و التنقل بين البرامج و تثبيتها و غيره من الوظائف تتم بشكل سلس و سريع، بينما في جهاز جالكسي اس السابق كنا نحصل على لحظات توقف كثيرة في هذه الوظائف المهمة . هذا الأداء لم أشاهده على أي جهاز أندرويد آخر.
البطارية كانت ممتازة حيث استطعت الحفاظ عليها ليوم كامل مع استخدام 3G مفتوح و أحيانا WiFi، ربما في اسوأ الأحوال ستضطر للشحن في قبل انتهاء يوم كامل في حال استخدمت الجهاز بكثافة، و رفع الإضاءة الذي يأثر بشكل جذري على أداء البطارية. هناك أيضا الملاحة أو GPS، لطالما كانت هذه الخاصية مشكلة في جهاز جالكسي اس الأول الذي كان يعاني في التقاط الإشارة، لقد صدمت من دقة أداء الـGPS في هذا الهاتف.
أخيرا الكاميرا التي يحبها الكثيرون منكم في هواتفهم، هنا قامت سامسونج بترقيتها بشكل رائع، مع إضافة الفلاش و رفع دقة الكاميرا الى 8 ميجا بكسل فستحصل على نتائج رائعة. أيضا لا ننسى أن جالكسي اس 2 أحد الهواتف القليلة حاليا التي تدعم تصوير فيديو 1080p الرائع.
إن كنت أريد الحديث عن بعض عيوب الجهاز، فقد أتحدث عن وجود فتحة microSD Card في مكان صعب الوصول اليه بقرب البطارية بدلا من وجودها في فتحة خارجية. أو ربما حجم الشاشة الكبير و عدم رفع الوضوح الى أعلى كثافة ممكنة. الجهاز ليس مكتملا، هذا يصعب الوصول اليه، فهناك دائما أمور يمكن أن تكون أفضل مثل عمر البطارية، رغم أنها مرضية هنا.
لطالما أندرويد كان يعاب كنظام تشغيل مقارنة بـiOS عندما نتحدث عن السرعة و السلاسة في العمل، لكن كل شيء يتغير الآن. جالكسي اس 2 هو المنتج الذي حمل أندرويد الى آفاق جديدة من الأداء. جالكسي اس 2 جهاز نجحت سامسونج خلاله من تصحيح أخطائها السابقة و تقديم تجربة لا تحتاج الى تدخلات خارجية من المعدلين و المهكرين. بكل جدارة Galaxy S II هو أفضل هاتف أندرويد في الأسواق و ربما هي مسألة قابلة للنقاش، لكنه يستحق أن يكون أيضا أفضل هاتف ذكي قد صنع في التاريخ.
ملاحظات للمستوردين
هذه ملاحظات مهمة لمن يريد شراء الجهاز من الخارج. الجهاز متوفر بشكل غير مقفل و يمكن تشغييله على أي مشغل و شبكة. اللغة العربية غير مدعومة بشكل رسمي في الجهاز، لكن يمكن عرض النصوص العربية عند تحميل متصفح فايرفوكس أو أوبيرا. ستظهر الخطوط العربية عندها حسب خط جوجل الجديد الذي تم إضافته للنظام