<div align="center">
<img src='http://members.lycos.co.uk/alwaeeely/50.gif' border='0' alt='user posted image' />
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ..أما بعد:
لقد وصف الله الأمة المحمدية بالخيرية لأن من أهم خصائصها الأمر بالمعروف والنهـي
عن المنكر , قال تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عـَنِ
الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) سورة آل عمران .
وقال تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهـَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ ) سورة التوبة .
ومن هذا المنطلق أقول لك أخي الكريم أن أمرك يهمني كيف لا ..؟! وأنا أعلم يقيناً أن في
قلبك الخير .
لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة لاتعد ولاتحصى ومنها نعمة الشبكـــة المعلوماتية وماتحتوى
عليه تبعاً من منتديات وغرف محادثة وغيرها .
والمؤمن الحصيف هو من يستغــل هذه النعمة في الطاعة ليزيد من إيمانه وحسناته , فلا
تحقر من المعروف شيئاً , قال تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) سورة الزلزلة
وقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) سورة الزلزلة .
فغرف المحادثة يدخلها الكبير والصغير , والصالح والطالح , والبعيد والقريب , فلو أُستغلت
للدعوة إلى الله ونشر الخير فكم من الأنفس المؤمنة الطاهرة ستكون لها هذه الغرف خير
معين على الطاعة وكم من الأنفس العاصية ستقلع عن الذنوب وتتوب وترجع إلى الله ,
وكم سيكون من الحسنات في ميزان أعمالك..!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر
من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة
كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً ) .
وقال: ( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من
آثامهـــــم شيئاً ).
ولقد سمعت وقرأت ورأيت ضياع شباب وشابات في عمر الزهور بسبب مايعرض في
الشات من منكرات أخلاقية وفكرية , وهذا بلا شك يسبب هزة في المجتمع المسلم لايعلم
مداها إلا الله , وأنت مسئول عن مايعرض ويناقش في الشات ..!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ
ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت
زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راعٍ في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راعٍ
ومسئول عن رعيته). متفق عليه.
فكل فرد مسلم يعتبر راعياً ومرعياً في وقت واحد، عليه حقوق يجب أن يؤديها لأهلها، وله
واجبات يجب أن تؤدى إليه.
وقد عمم النبي صلى الله عليه وسلم في مطلع الحديث بقوله: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن
رعيته).
فكل فرد من أفراد المسلمين مكلف من الله عز وجل بالقيام بمسئوليته، وأنه لا نجاح
للمسلمين أفراداً وجماعات، إلا إذا قام كل منهم بمسئوليته..
وبهذا يتضح أن ما تعانيه الأمة الإسلامية من الشقاء والذل والتبعية لأعداء الإسلام في كل
شيء, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) .
يتضح أن كل ذلك سببه تفريط المسلمين في القيام بمسئولياتهم على إختلافها، فليتق الله كل
مسلم وليقم بواجبه ليكون لبنة صالحة في بناء الأمة, فإن الأمة مكونة من أفراد، وكلما
كان الأفراد أكثر قياماً بمسئولياتهم، كانت الأمة أكثر تماسكاً وثباتاً وقوة وهيبة في قلوب
أعدائها.
وكلما كان الأفراد أكثر تفريطاً في مسئولياتهم، كانت الأمة أكثر تفككاً وضعفاً وذلاً, كما هو
حال المسلمين اليوم..!
أخي الكريم :الأيام تذوي يوماً يوماً ، والعمر ينقضي شيئاً فشيئاً ، و الحياة تسير بنا لا تقف
لحظة ..!
فهذا الطفل قد نما ، وذاك الشاب قد انحنى ، وذلك الشيخ قد وارى التراب ، فمهلاً مهلاً بني
الإنسان ..!
فإن الحياة ليست خالدة ، أنها ظل زائل ، وعارية مسترجعة ، أيامها تفنى ، وزهرتها تيبس ،
وسعادتها تذهب ، ويبقى منها عمل الإنسان ، خيره وشره ، ويعود الإنسان ليحاسبه الله
على عمله ..!
فلا يحسن بك أن تقضي أيامك التي تذهب ولا تعود ، بما يعود عليك بالحسرة والندم ، فاغتنم
هذه الساعات ، سخرها في طاعة الرحمن ، فهي كنز ثمين ، ثمنه لا يقدر بمال .
جهل أناس حقيقة الدنيا وغاية وجودهم فيها ، فتاهوا حيارى وضلوا في منحنيات الطريق ،
فلم يفيقوا إلا وملائكة الموت تسل أرواحهم ، عند ذلك تذكروا – و الألم يعصف بالنفوس
والحسرة والندم تعصر القلوب – تذكروا العمر المنقضي فيما لا يفيد ولا يجدي ، فتأوهوا
التأوه الذي لا يغني ، وعلموا أنهم ضيعوا الحياة .
دعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلا ، دعنا نعرف حقيقة الحياة ..!
إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي ، والحياة التي لا تتصل برب الحياة ،
والحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله .
إنها لحياة تافهة ، يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعة ، وفي روحه جوعة ، لأنه يعيش
بدون أن يشعر بوجود الحق ، وبدون أن يعرف سبيله .
فاعرف ربك تعرف نفسك ، وتعرف سعادتك ، وتهدى لغايتك وبدون ذلك حياتك سراب يلمع
في وهج الشمس في حر الهاجرة ، يخيل لك أنه شيء يغني ويقني ولكنه لاشيء ، إنه
ســـــــــــــــــــــــراب..!
وأخيراً أسأل أن يثبت قلوبنا ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأداء الواجب , والقيام
بالمسئولية , وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.
<img src='http://members.lycos.co.uk/alwaeeely/52.gif' border='0' alt='user posted image' />
أخوانك في ملتقى الأحبة في الله
</div>