رد: فائدة ثمينة للعلامة العثيمين رحمه الله في سبب تسليط الكافرين على المؤمنين
... أما سبب تسلط الكافرين على بعض المسلمين فإن هذا التسلط من الابتلاء الذي يبتلي الله عز وجل به عباده، والابتلاء قد يكون اختباراً وامتحاناً من الله تعالى لعباده، قال سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}، وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ {محمد:31}، وقد يكون بسبب الذنوب والمعاصي، قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، ومن تأمل في أحوال المسلمين اليوم وما وقع فيه أكثرهم من الشركيات والانحرافات العقائدية والبدع، ومن التفريط في أركان الإسلام من الصلاة والصيام والزكاة، ومن ترك فروض الأعيان والكفايات التي بها قوام الدين كالجهاد وإقامة الحدود وتحكيم الشريعة والأمر المعروف والنهي عن المنكر، وتركهم الأخذ بأسباب القوة الدنيوية، من تأمل في ذلك علم أن هذا من أعظم الأسباب التي أدت لما يعانيه كثير من المسلمين من ذل وهوان، فقد تكالب على المسلمين الأعداء، وأذاقوا المسلمين من القتل والتدمير ما هو مشاهد، وقد ورد في بعض الأحاديث بيان لأسباب تسلط الكافرين على بعض المسلمين، فمن ذلك ما رواه أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ، قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
وروى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. قال المناوي في فيض القدير: (وأخذتم أذناب البقر) كناية عن الاشتغال عن الجهاد بالحرث (ورضيتم بالزرع) أي بكونه همتكم ونهمتكم (وتركتم الجهاد) أي غزو أعداء الرحمن ومصارعة الهوى والشيطان (سلط الله) أي أرسل بقهره وقوته (عليكم ذلا) بضم الذال المعجمة وكسرها ضعفاً استهانة (لا ينزعه) لا يزيله ويكشفه عنكم (حتى ترجعوا إلى دينكم) أي الاشتغال بأمور دينكم وأظهر ذلك في هذا القالب البديع لمزيد الزجر والتقريع حيث جعل ذلك بمنزلة الردة والخروج عن الدين. انتهى. ....
(( جزء من موضوع وضع بمنتدى أنا المسلم .. ))
جزاكم الله خيراً ، وأرجو تقبل إضافتي ، وأحببت أن نتوسع في أسباب تسلط الكافرين على المؤمنين . حتى و إن ابحرنا في آيات أخرى في كتاب الله العزيز ...
والله المستعان ..
كثرة الكلام أكبر دليل على قلة العمل ..
فلو كان هناك عمل لما أصبح لدينا وقت للكلام ..
- جبل أحد