جزاك الله خير أبوالوليد على الكلمات الطيبة
هذه بعض الكلمات أخي الحبيب البتار السلفي لعلها تفيدك
بدايه اخى :ـ ان الالتزام إنه لنعمة عظيمة و منة من الله كبيرة أن ينشغل الإنسان بأمر دينه و أن يهتم لهذا الأمر و أن يبحث دائماً عن الأفضل في علاقته بربه سبحانه و تعالى
ونقول لك إن الالتزام الحقيقي ـ أخى الفاضل ـ ما هو إلا تحقيق لمعنى الإسلام الذي نلتزم به ، و إن من أعظم معانيه الاستسلام لله عز وجل ..
الاستسلام الكامل في كل شئون الحياة فيجدنا حيث أمرنا ولا يرانا حيث نهانا ..
فالفرد الملتزم مستسلم لأمر ربه في عقيدته و عبادته و سلوكه و معاملاته بين الناس .
و الأمة الملتزمة مستسلمة لأمر ربها في شرعها و حكمها و علاقتها بسائر الأمم .
فالالتزام الحقيقي هو تحقيق قول الله عز وجل : " قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين "
هو تحقيق رسالة الإنسان في هذه الحياة : " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون "
هو الاستسلام الكامل لأمر الله و رسوله صلى الله عليه و سلم : " و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
و من علامات هذا الالتزام الاستسلام لأمر الله عز وجل في الظاهر و الباطن ..
ففي الباطن : يلتزم المسلم بتوحيد الله عز وجل و بتقوى الله عز وجل و الخوف منه و الرجاء في رحمته .. إلخ
و في الظاهر : يلتزم المسلم بأداء ما افترض الله عز وجل عليه من صلاة وصيام و حجاب للمرأة المسلمة ..... إلخ
و على هذا فمن أظهر للناس صلاحاً و هو غير ذلك في خلوته فالتزامه ناقص ..
و من أظهرت للناس صلاة و صياماً للنوافل و هي غير مرتدية للحجاب الشرعي فالتزامها ناقص ..
و من أظهر للناس ذهاباً و إياباً للمساجد و لسانه غير منضبط فتارة يغتاب و أخرى ينم و ثالثة يكذب فالتزامه ناقص ....
لكن هذا الالتزام لا يأتي في يوم وليلة بل يحتاج مجاهدة و محاولة تلو المحاولة و فشل يعقبه نجاحات بفضل الله و على قدر إخلاص الإنسان و على قدر إرادته وبذله يترقى في مقامات الالتزام بدين الله عز وجل .
و أثناء هذه المحاولات المتتالية يعتري الإنسان شيء من الفتور و الإحساس بالملل، و هذا شعور طبيعي ليس بغريب، فقد أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " إن لكل عمل شرة، وإن لكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح وأنجح، ومن كانت فترته إلى معصية فقد خاب وخسر".
ففي بداية الالتزام تكون " الشرة " و العنفوان و القوة كإنسان ظامئ وجد الماء أمامه فشرع ينهل منه الكثير و الكثير ، ثم يعقب هذا " الفترة " و هي الفتور و الشعور بالكسل و الملل .
فالواجب علينا كما أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا نجعل فترات الفتور تصل بنا إلى المعصية أي أن نجعل لأنفسنا حداً أدنى من العلاقة مع ربنا لا ننزل عن هذا الحد أبداً ... قد نعلو عنه في أوقات " الشرة " لكن لا ننزل عن هذا الحد أبداً في أوقات " الفترة " .
و على طريق الالتزام و حين يتملك من الإنسان الفتور يحتاج الإنسان أعواناً على الخير و يكون في أشد الاحتياج إلى صاحب يقوي من عزمه، و يشد من أزره، و يذكره بربه، و لذا أرشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصحبة الصالحة فقال لنا : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .
فلابد من مصاحبة الأخيار الأطهار الذين يعينون على طاعة الله عز وجل و البعد عن مصاحبة الفجار الذين ينسى الإنسان معهم دينه و خلقه فالصاحب ساحب .
فالمصاحبة تكون للأخيار الأطهار الملتزمون بدينهم، أما غيرهم من غير الملتزمين فالواجب دعوتهم بالحكمة و الموعظة الحسنة و أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر، و جذبهم إلى طريق الالتزام لا الانجذاب معهم إلى طريق المعصية .
فديننا يأمرنا ألا يكون أحدنا إمعة يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنا، و إن أساءوا أسأنا،
و لكن علينا أن نوطن أنفسنا إن أحسن الناس أحسنا ، و إن أساءوا أن نجتنب إساءتهم .
واخيرا اليك بعض مقومات الالتزام الحقيقى
1- طلب العلم الشرعي .
2- العبادة .
3- الدعوة إلى الله .
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
5- البعد عن المعاصي قدر الإمكان .
6- التخلق بالأخلاق الحسنة .
7- عدم التوسع في باب المباحات .
وغيرها من ابواب الطاعات والخيرات التى يجب على كل مسلم ان ينهل منها وان يتحلى بها فى حياته
ونسأل من الله العلى الكريم ان يوفقك وان يرشدك الى طريق الخير وان يردك اليه ردا جميلا
طريق التوبة