سلسلة " قمع الفتنة في مهدها"
-1-
هل جهاد الدفع متعلق بوجود دارالإسلام؟!
للشيخ أبو مارية القرشي - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
الله ناصر كل صابر
الحمدُ للهِ معزِّالإسلامِ بنصره، ومُذلِّ الشركِ بقهره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومستدرجِ الكافرين بمكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبةَ للمتقينَ بفضلِه، والصلاةُ والسلام على من أعلى اللهُ منارَ الإسلامِ بسيفِه.
أمَّا بعد؛
فقد نبتت نابتة سوء تدعو إلى التوحيد قولاً وتظاهر أهل الكفر عملاً ، قد غرهم الشيطان بعلمهم (أو بجهلهم على الصحيح)، قست قلوبهم وذهبالحياء من وجوههم، يسبون أهل الإرجاء ليل نهار ، وربما كفّروهم!!(والمرجئة ليسوا بكفار مالم يتلبسوا بالكفر) ويشابهونهم في دعواهم ونصرتهم للطواغيت وإن زعموا أنهم يكفرون بالطاغوت!!
عرفوا أن بضاعتهم مزجاة عند العرب فيمموا وجوههم نحو العجم، يروجون عندهم بضاعتهم ويلبسون عليهم دينهم ، سلكوا في ذلك سبيل المبتدعة قديماً وحديثاً، فأكبر مؤتمرات الإرجاء في بريطانيا! وأكثر أتباع حزب التحرير في بريطانيا! فلم لا يجرب القوم حظهم في أوربا؟خصوصاً وأن أسود التوحيد فيها قد صفدت في بلمارش!
لا أشكك في نية القوم ولا أحب الخوض في نظرية المؤامرة ،ولكن أقول إنَّ كل من صدَّ عن الجهاد أو زعم ألا جهاد اليوم فهو إما مبتدعٌ أوكافرٌ؛
فالكافر من أنكر فريضة الجهادمطلقاً أو صدّ عنه عناداً ونفاقاً بعد أن فقه الحجة. وأما المبتدع
فمن صدَّ عن جهاد الدفع بسبب عدم توفرشروط يزعمها،يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما قتال الدفع فهوأشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجبإ جماعاً فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم وبين طلبه فيبلاده(مجموع الفتاوى:5\537).
فأصل جهاد الدفع الذود عن الدين والعرض و والنفس والأرض والمال، فمتى ما صال العدو الكافر على أحد هذه الأمور أو كلها وجب على المسلمين دفعه، يقول ابن القيم: ولهذا يتعين على كلأحد يقم ويجاهد فيه العبد بإذن سيده وبدون إذنه والولد بدون إذن أبويه والغريم بغيرإذن غريمه وهذا كجهاد المسلمين يوم أحد والخندق ولا يشترط في هذا النوع من الجهاد أن يكون العدو ضعفي المسلمين فما دون فإنهم كانوا يوم أحد والخندق أضعاف المسلمين فكان الجهاد واجبا عليهم لأنه حينئذ جهاد ضرورة ودفع لا جهاد اختيار"(الفروسية:189).
فهل جهادنا اليوم إلا من هذا الصنف يا عباد الله؟
يقول القاضي أبو سليمان العتيبي حفظه الله وسددرميه:
"أمة الإسلام إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله لما قام عباد الصليب بغزو ديار المسلمين وسوم أهلها سوء العذاب يقتلون أبنائهم ويستحيون نسائهم .
إننا نقاتل ونجاهد فى سبيل الله لما قام شرذمة من بنى جلدتنا ويتكلمون بلغتنا قلوبهم قلوب الشياطين فى جسمان أنس بموالاة الصليبيين ودعم دولة الطاغوت المرتدة في أجهزة الجيش والشرطة فقتلوا العباد وأفسدوا البلاد وعاثوا في الأرض الفساد .
إننا نقاتل ونجاهد في سبيل الله حين انتهكت الأعراض وبلغ الأمر مبلغة وتفنن الأعداء بحرب الإسلام وأهله .
إننا نقاتل ونجهاد فى سبيلالله لما ضاع حكمالله فى بقاع الأرض وصار الحق فيها باطلا والباطل فيها حقا وصدق المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم
"سيأتي على الناس سنوات خدعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق،ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ، قالوا: وماالرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"(رواه أحمد)
أيها المسلمون : إننا نقاتل ونجاهد فى سبيل الله لتكون كلمة الله هى العليا فمن قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله.
قال الله تعالى
"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله "
قال بعض العلماء إذا كان بعض الدين لله وبعضه الآخر لغيرالله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله.
"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْ اْفَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ , وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ "
أننا نجاهد ونقاتل فى سبيل الله لأن الجهاد فى سبيل الله من أفضل القربات وأجل الطاعات بل أهم أفضل من تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون ولما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاءكلمة الدين وقمع الكافرين , ولا يرغب عن هذا الجهاد إلا المنافقون"(انتهى كلامه)
وقد برزت إلى الساحة قديماً شبهتان ضل بسببها كثير من الناس: أحدها: شبهة الراية العمية والثانية :وجود الإمام، وقد بين أهل العلم هاتين المسألتين فأزالوا الشبهة وأقاموا الحجة ولله الحمد.
وقد تناهى إلى سمعي مؤخراً شرط جديد وهو وجود الدار المسلمة، اشترطه المبتدعة الجدد الذين يكفرون بالطاغوت-زعموا- ويدعون إلى التوحيد،فيقولون إن جهاد الدفع ما شرع إلا دفاعاً عن ديار أهل الإسلام ولما كانت كل الدياراليوم دار كفر لغياب حاكمية الشريعة فلا وجود لجهاد الدفع!!
فأقول وبالله أستعين:
إن الزعم بإن جهاد الدفع ما شرع إلا دفاعاً عن الدار المسلمة من أعظم الكذب والافتراء على دين الله، ومن أعظم الجهل بمقاصد الشرع الحكيم ، وقائله لا يجد له شبه دليل، وهذه نصوص الكتاب والسنة تحكم بيننا:
النص الأول:
يقول تعالى: " أُذِنَ لِلّذِينَيُ قَاتَلُونَ بِأَنّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنّ اللّهَ عَلَىَ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " وهذه أول آية تآذن للمؤمنين بالجهاد وتبين سبب ذلك بأنهم يقاتلون من أهل الكفرظلماً وعدواناً(عدو صائل على النفس والدين)، ولعل قائلاً يقول بأنَّ الآية ما نزلت إلا لما قامت دار الإسلام ، فأقول ولكن لفظ الآية عامٌ في كل من قوتل ظلماً والآية التي تليها تزيد هذا بياناً؛" الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" ،فالعدو أخرجهم من بيوتهم وبيوتهم كانت في مكة (دار الكفر آنذاك!) فعدَّ الله ذلك ظلماً عظيماً يجب دفعه ثم ذكر نوعاً آخر من الظلم الموجب لمثل هذا النوع من الجهاد وهو هدم المساجد التي يذكرفيها اسم الله كثيراً.
ثم أوجب الله الجهاد على المسلمين طلباً ودفعاً، فكان الأول واجباً وجوباً كفائياً وكان الثاني واجباً وجوباً عينياً، يقول تعالى: " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌلَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ"
وإني لأعجب ممن يفرق بين جهاد العدو الصائل على دار الإسلام وبين العدو الصائل على أهل الإسلام؟؟
وهل شرع هذا الجهاد من أجل حماية الدار أم أهل الدار(دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم)؟
إن كان الجواب أن الجهاد شرع حماية للدار المسلمة لأ نّفي ذلك ذباً عن دين الله الحاكم فيها، فأقول فهو مشروع ذباً عن دين الله الذين يدينبه أهل الإسلام الذّين إن تمكن منهم أهل الكفر فتنوهم عن دينهم، يقول شيخ الاسلام في "السياسة الشرعية":
"أما إذا أرادوا الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجباعلى المقصودين كلهم وعلى غير المقصودين لإعانتهم كما الله تعالى : { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق } وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصر المسلم وسواء أكان الرجل من المرتزقة للقتال أو لم يكن وهذا يجب بحسب الإمكان على كل أحد بنفسه وماله مع القلة والكثرة والمشي والركوب كما كان المسلمون لما قصدهم العدو عام الخندق ولم يأذن الله في تركه أحدا كما أذن في ترك الجهاد ابتداء لطلب العدو الذي قسمهم فيه إلى قاعد وخارج".
وتأمل في دقة قول شيخ الإسلام ((الهجوم على المسلمين)) ،ولعل المبتدعة دخلت عليهم الفتنة من قول كثير من الفقهاء "إذا نزل العدو بدارالإسلام..." فبنوا أحكامهم على هذه المقولة وكلام البشر يعتريه الخطأ والنقص وحاشالأئمة المسلمين أن يقولوا بهذا القول المبتدع، وعبارة شيخ الإسلام أقرب لنصوص الكتاب والسنة، وتشمل دار الإسلام والمسلمين وهي تبين مراد أئمتنا ولله الحمد.
***********
النص الثاني:" وَلَايَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا".
فهذا النص يبين لنابداية مرحلة جديدة في قتال الكفار لأهل الإسلام وهو دوام قتالهم لنا إلى قيام الساعة من أجل ردة المسلمين عن دينهم- فالمرحلة المكية مرحلة عارضة من مراحل الصراع مع الكفار و لن تتكرر- ولهذا أذن الله بالمقابل بمقاتلتهم في الشهر الحرام بل وفي البيت الحرام إن اعتدوا علينا! وتأمل في سياق الآية الكريمة لتعلم هل أن جهاد الدفع متعلق بالدار وحدها أم بالدين؟ يقول تعالى:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِالْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُعِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .
وتأمل فيهذه الآيات الكريمة لتعلم كم أبعد النجعة من زعم أنه سيقيم دار الإسلام بمجرد الدعوة إلى التوحيد من غير أن يرفع سيفه:
******
"كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوافِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ، اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، لَايَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ"
فهذه حقائق الصراع مع الكفار يبينها لنا العليم الخبير، ودع عنك تخرصات المبتدعة الحالمين!
النص الثالث:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ".
فإذا لقي أهل الإيمان جحافل الكفار وجب عليهم القتال ومن فرّ منهم فمآواه جهنم وبئس المصير، واليوم يطالب هؤلاء المبتدعة المجاهدين بأن يلقوا سلاحهم بعد أن استعرت الحرب وحمي الوطيس!!
فمن يجير المجاهدين من وعيد الله إن هم ألقوا سلاحهم استجابة لهؤلاء القوم؟
بالله عليكم، هل يجرؤ أحدٌ في قلبه مثقال ذرةٍ من تقوى على أن يدعو فئة تقاتل الكفار وتثخن فيهم إلى رمي سلاحهم بحجة أن لا دار؟
يقول الإمامابن قدامة المقدسي رحمه الله:
يتعين الجهاد في موضعين:
إحداهما : إذا التقى الزحفان تعين الجهاد على من حضرلقول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا } و قوله سبحانه : { إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار } الآية. (الكافي116\4)
النص الرابع:قصة أبي بصير رحمه الله المشهورة.
وفيها أن أبا بصير قاتل أهل الشرك بنفر من أصحاب معه ولم يكن عندهم يومئذٍ دار يلجئون إليها ويمتنعون بها، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن لهم بالقدوم إلى دار الإسلام بسبب شروط صلح الحديبية ومع ذلك فإن القوم جاهدوا و أثخنوا في عدو الله ولم يعب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك بل أثنى على أبي بصير رضي الله.
النص الخامس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قتل دون ماله فهوشهيد"رواه البخاري.
و عن أبي هريرةقال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله قال أرأيت إن قتلني ؟ قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في النار(رواه مسلم)
وعن سعيد بن زيدعن النبي صلى الله عليه وسلمقال " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهوشهيد"(رواه أبو داود)
فهل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترط الدار المسلمة من أجل رد مثل هذا المعتدي؟
حدثني شيخنا أبو بكر رحمه الله أن أبا ميسرة العراقي- وهو معروف بحيائه وحسن خلقه- جلس في مجلس يناظر أحد المرجئةفي مسألة الجهاد، فلما رأى أنَّ الرجل لا يفقه نصوص الشرع وغاية علمه قال فلان وفلان، قال له: أرأيت إن دخل العدو عليك واعتدى على أهلك(زوجك)، هل ستنتظر فتوى لتقاتل ، قال نعم، فقال لمن حوله: قوموا بنا من هذا المجلس فإنَّ فلان اًديوث!
وصدق والله، فمن اشترط الشروط لدفع العدو الصائل المعتدي على العرض والدين لا يستحق إلا اسم ديوث لا يغار على عرضه أو دينه.
*************
النص السادس:
وقال الامام البخاري رضيالله عنه:
باب الجهاد ماض مع البروالفاجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)(صحيح البخاري).
ويبين الإمام العيني رحمه الله وجه استدلال البخاري رحمه الله فيقول: ((وجه الاستدلال به أنه لما أبقى الخير في نواصي الخيل إلى يوم القيامة علم أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة وقد علم أن في أمته أئمة جور لا يعدلون ويستأثرون بالمغانم ومع هذا فقد أوجب الجهاد معهم(عمدة القاري:14\145)، قلتُ: وقد علم الله عز وجل ذهاب الخلافة و الامام ودارالإسلام ومع ذلك أوجب الجهاد عليهم الى يوم القيامة وفي هذا رد بليغ على المبتدعة الذين زعموا ان لا جهاد الا مع وجود الخليفة أو بوجود دار الإسلام وهو كما ترىاستدلال البخاري رحمه الله.