وتشمل العوامل البيئية الإصابة بعدوى البكتيريا والفيروسات فقد أوضحت الدراسات قدرة الفيروسات على مهاجمة الخلايا المفرزة للأنسولين أو أن بعض الأجسام المضادة التي ينتجها الإنسان لمهاجمة هذه الفيروسات قد تهاجم هي نفسها الخلايا المفرزة للأنسولين. ويلاحظ زيادة نسبة الحالات الجديدة من سكري الأطفال في فصل الشتاء حيث تكثر نسبة حدوث الأمراض الفيروسية. ومن الأسباب البيئية المقترحة هو الغذاء الذي قد يلعب دوراً ما فيسبب سكري الأطفال. فكما هو معروف أن الغذاء والسمنة مسببات لسكري الكبار فهما يؤديان إلى ضعف مستقبلات الأنسولين ولكن السؤال الآن عن دور الغذاء كمسبب لسكري الأطفال. هناك العديد من الدراسات تدل على أن الغذاء قد يسبب زيادة احتمال الإصابة بسكري الأطفال وخاصة لمن لديهم الاستعداد الوراثي لذلك ومن العوامل الغذائية المتهمة في هذا الأمر هي نقص فيتامين «د» في الطعام وتعرض الطفل للحليب الصناعي في مراحل العمر المبكرة وأيضاً القمح ومشتقاته الذي يؤدي إلى مايعرف بحساسية القمح والتي قد تكون سبباً في سكري الأطفال.
نقص فيتامين د: يلعب فيتامين د دوراً هامة في بناء العظم فنقصه يؤدي إلى مايعرف بالكساح أو لين العظام ولكن في عام 1992م أوضحت دراسة هامة أن دور فيتامين «د» لايتوقف عند حد زيادة بناء العظم وامتصاص الكالسيوم والفوسفات في الجسم بل لفيتامين «د» دور هام في الجهاز المناعي.
فقد أوضحت الدراسات وجود مستقبلات فيتامين «د» في الخلايا اللمفاوية والخلايا الآكلة وقدرة الفيتامين «د» على خفض بعض الأجسام المضادة وبالتالي حماية خلايا البنكرياس. إن الدراسات الأولية والمبدئية دلت على قدرة الفيتامين «د» على تأجيل إصابة فئران التجارب بالسكري وليس منع حدوثه كلياً. أما الدراسات في الإنسان فهي متضاربة. هناك أبحاث دلت على أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين «د» قد يؤجل الإصابة بالسكري وهناك دراسات أخرى لم تصل لهذه النتائج. ومما يعاكس نظرية علاقة فيتامين «د» بالسكري هو أننا في المملكة العربية السعودية نتابع العديد من حالات نقص فيتامين «د» ولم نجد أن نسبة إصابتهم بالسكري مرتفعة بالمقارنة بمن لديهم مستوى طبيعي من فيتامين «د» ولكن يمكننا أن نستخلص نتيجة مفادها أن الأطفال الذين لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة بمرض السكري الأطفال يجب فحص مستوى فيتامين «د» لديهم وإعطاؤهم التعويض المناسب من فيتامين «د» إذا وإذا فقط كان لديهم نقص في مستواه.
الحليب الصناعي:
إن ارتباط الحليب الصناعي وإعطاءه للطفل في الأشهر الأولى من الحياة بحدوث مرض سكري الأطفال قد نوقش في نهاية الثمانينات حينما دلت بعض الدراسات الأوروبية على هذه العلاقة وخاصة في بعض الدول الأوروبية كالسويد وفنلندا. فقد دلت هذه الدراسات أن التعرض المبكر للحليب الصناعي يزيد نسبة حدوث الأجسام المضادة لخلايا البنكرياس ودعت هذه الدراسات إلى الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إلى أكثر من أربعة أشهر من حياة الطفل وأوضحت أهميتها.
ولكن بعض الدراسات الحديثة لم تجد علاقة بين حدوث سكري الأطفال وبين التعرض المبكر للحليب الصناعي فالدراسات التي ضمنت أعداداً أكبر من الأطفال واستمرت قرابة العشر سنوات لم تجد علاقة بين الحليب الصناعي وسكري الأطفال ولكن نستخلص من هذه الدراسات من أن الحليب الطبيعي بما يحتويه من عناصر غذائية متعددة قادر بلا شك على حماية الطفل من العديد من الأمراض وقد يكون سكري الأطفال إحداها.
وننصح بأهمية الرضاعة الطبيعية لجميع الأطفال وإتمامها لعامين كما نصت الآيات القرآنية وخاصة لمن لديهم الاستعداد الوراثي لمرض سكري الأطفال وتجنب الحليب الصناعي مطلقاً أو على الأقل في الأشهر الأولى من حياة الطفل وأيضاً تأخير تقديم المواد الصلبة الغذائية حتى عمر الستة أشهر من
حياة الطفل.