وكيف نكفر به ؟
وماهي انواعه ؟
ومن هم الطواغيت ؟
فهذه أسئلة أربعة .. أطرحها بين أيديكم ..
وسأجيب عليها إن شاء الله تعالى .. من أقوال العلماء - رحمهم الله تعالى - ..
* السؤال الأول : ماهو الطاغوت ؟
كل ما عبد من دون الله فهو : طاغوت .
[ الإمام مالك ، وغير واحد من السلف ، والليث ، وأبو عبيدة ، والواحدي ، والكسائي ، وجماهير أهل اللغة ] .
قال الإمام مجاهد بن جبر : ( الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه ، وهو صاحب أمرهم ) .
قال الإمام ابن القيم الجوزية
: ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من : معبود ، أو متبوع ، أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أن طاعة لله ) .
ويقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -
: ( والطاغوت : عام في كل ما عبد من دون الله ، فكل ما عُبد من دون الله ، ورضي بالعبادة ، من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله ، فهو طاغوت ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ] .
قال الإمام المحقق سليمان بن عبدالله - رحمهما الله - في شرحه على كتاب التوحيد :
( الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد )
.قال الإمام عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين - رحمه الله -
: ( اسم (الطاغوت يشمل : كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلالة يدعو إلى الباطل ويحسنه ، ويشمل أيضا : كل ما نصبه الناس بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضا : الكاهن والساحر وسدنة الأوثان .) اهـ [ مجموعة التوحيد : 500 ] .
يقول الشيخ العلامة سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وأما حقيقته والمراد به - أي الطاغوت - ، فقد تعددت عبارات السلف عنه ، وأحسن ما قيل فيه ، كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .. ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]
وقال الإمام عبدالرحمن السعدي : ( كل حكم بغير شرع الله فهو : طاغوت . ) اهـ . [ تيسير الكريم الرحمن 1/ 363 ] .
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى :
( الطاغوت وهو كل ما خالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حكم من له الحكم ، وإليه يرجع الأمر كله وهو الله . قال الله تعالى : { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } ) اهـ . [ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 1 / 39 ] .
والتعريف الأكثر دقة ، والمختار ، هو تعريف الإمام ابن القيم الجوزية .
* السؤال الثاني : كيف نكفر بالطاغوت ؟ ونؤمن بالله ؟
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم .
وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُراء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " . ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ]
يقول الإمام سليمان بن سحمان :
( قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } [ الزمر : 17 ] .
ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه - أي الطاغوت - وجوه كثيرة .
والمراد من اجتنابه هو : بغضه وعداوته بالقلب ، وسبّه ،وتقبيحه باللسان ، وإزالته عند القدرة ، ومفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 502 ] .
* السؤال الثالث : ماهي أنواع الطاغوت ؟
قال الإمام سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع :
1- طاغوت حكم .2-
وطاغوت عبادة .
3- وطاغوت طاعة ومتابعة . ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]
* السؤال الرابع : من هم رؤوس الطواغيت ؟
يقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( والطواغيت كثير ، ورؤوسهم خمسة :-
الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله ، والدليل قوله تعالى : { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تبعدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } [ يس : 60 ]
- الثاني : الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلال بعيدا } [ النساء : 60 ] .
- الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة : 44 ] .
- الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا {21} إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } [ الجن : 26-27 ] .-
الخامس : الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } [ الأنبياء 29 ] .
واعلم : أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [ البقرة : 256 ] .
الرشد : دين محمد صلى الله عليه وسلم ،
والغي : دين أبي جهل ،
والعروة الوثقى :
شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي متضمنة للنفي والإثبات ، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى ، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له . ) اهـ . [ الدرر السنية 1 / 162-163 ]
هذا والله تعالى أعلم ،،