السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخواتي في الله قرأت هذه القصة وتأثرت بها، أعجبني موقف صغيرة العمر كبيرة التصرف، نعم هي مثال لحفيدة عائشة رضي الله عنها، هي مانبغي، وهي ماننتظر لله درها... أترككم مع هذه القصة، ترويها لنا عمت الطفلة فاطمة.
" الا تخافين الله يا خالتي "
وسقطت تلك الجمله على مسامعي فاستوقفتني وانا اتجول في احدى المحلات لابتاع لابنت اخي فاطمه بعضا من حاجياتها .. .. فادرت وجهي سريعا باستغراب وتعجب .. لاعرف ما سبب قول هذه الجمله .. وايضا لانه صوت قائلها ليس غريبا علي .. !!! وعندما ادرت وجهي .. وجدت انه تعجبي زاد تعقدا .. !!
يـــــــا الاهي تلك فاطمه تحدث احدى السيدات ... ووجها البريئ قد غطاه الحزن والاسى ..
غريبــــــه من تلك السيده التي تخاطبها ابنت اخي وتناديها بخالتي .. وما سر جملتها .. كنت على وشك ان اقترب منها .. لاعرف ماذا فعلت تلك السيده بابنت اخي .. كي ترد عليها بهذا الرد ؟؟؟
وقبل ان اقترب بخطوات بدء هذا الحديث بين فاطمه وتلك السيده مما جعلني اتوقف في مكاني وانا مشدود ... ومستغربه ومتعجبه .. مبتسمه وغاضبه ..فرحه وحزينه .. سعاده .. والم ..مشاعر مختلطه ومتناقضه احسست بها في ان واحد ..
واليكـــــم فحوى ما دار بينهم ..لعلكم تشاركوني تلك المشاعر المتناقضه وتعذروني
" الا تخافين الله يا خالتي " كانت تلك جملة فاطمه وهي تخاطب السيده .. لتلتفت لها وهي متعجبه .. لتسألها "هل تخاطبيني يا صغيرتي ..؟؟"فردت عليها فاطمه بصوت هادي ..لكنه يحوي في طياته غضب مكتوم " نعم يا خالتي احادثك انت "
فازداد تعجبها من تلك الطفله فهي لا تعرفها .. فكيف تجرأت ان تخاطبها هكذا .. وتسالها سؤال كهذا ... نظرت السيده لفاطمه وقد بان عليها علامات التفكر بسر جملة هذه الطفله .. لتسالها بدهشه .. "هل حدث مني شي يضايقك دون ان اشعر ؟"فاجابتها فاطمه " لا لم تضايقيني انا .. بل ضايقتي الله " .. ازداد تعجبهـــــا .. كما زاد تعجبـــــــي معهــــــا ..
اقتربت السيده وجلست بالكرسي الي تقف بجانبه فاطمه .. فسالتها " ضايقت الله انا .. كيف ..؟ ومتى..؟؟ "
ادارت فاطمه وجهها اليها وبصوت هادي قالت لها
" منذ لحظات يا خالتي قد رايتك اخترتي ثوب لتشتريه .. لكنه احتاج بعضا التعديلات .. فاشار عليك البائع ان تكتبي مقاساتك كي يستطيع ان يعدل هذا الثوب بالطريقه المناسبه لك .. لكنك تعذرتي وقلتي بانك لا تعلمين ..فاشار عليك ان يقوم هو باخذ المقاسات بنفسه فوافقتي للاسف.. فاخذ البائع يضع يده على بعضا من جسدك لك ياخذ تلك القياسات .. وكانت يده تلامس جسدك في اماكن متفرقه ....يد رجل غريب لامست اجزاء من جسدك ... الا تعتقدين بانه ذلك لا يضايق الله ؟؟؟؟
هل لو كانت يد رجل اخر هل ستقبلين ..؟؟ بالتاكيد لا .. لانه لا يجوز لاي رجل ان يلمس أي سيده بما انها ليست اخته ولا زوجته ولا امه او ابنته ..فلما سمحتي لهذا الرجل ان يسرق منك ما ليس له حق واما عينيك ودون اعتراضك "
صمتت السيده بارتياك .. وقد اكتسى وجها حمرة وكانها خجله من هذه الطفله ..
وكانه فاطمه شعرت بذلك الخجل ... فقالت لها وهي تهم بان تتركها " خالتي جميعنا نخطئ .. لكن علينا ان ندرك خطئنا ولا نكرره .. فالله غفور رحيم لمن تاب .. وشديد العقاب لمن ابى ان يتوب "
ثم استدارت لتبحث عني .. اما انا كنت اعيش تلك المشاعر المتناقضه في ان واحد ... سعادتي بوعي فاطمه وادراكها وحسن تصرفها ولباقتها وادبها في الحديث .. ومعرفتها بامور دينها رغم صغر سنها ... وحزني والمي على ما بدر من تلك السيده .. وانتهاكها حرمة الله .. وامام الجميع ..
لم استفيق الا على صوتها العذب وهي تناديني " عمتي .. عمتي مابالك !! "
نظرت لها ثم حملتها واحتضنتها وانا اشعر بفخر كبير .. وسعاده عارمه وفرح ما بعده فرح .. وهمست في اذنها .. "انتي هبة الرحمن انتي مسلمه مجاهده يا فاطمه .. انتي مسلمه مجاهده يا فاطمه .. ان الله يحبك لانك تحبينه .. فكوني دوما هكذا لا تخشين في الحق لومة لائم "
ابتسمت لي وهي تقول .. " واليس للمسلمه المجاهد حاجيات لم تشتريها عمتها الي الان "
اااه يا فاطمه لله درك من طفله صغيره .. وعقل كبير
ليتنا نملك ما تملكين .. ليت لبعض رجالنا بعضا من غيرتك على دينك .. وليت لنسائنا بعضا من وخوفك من غضب ربك .. وليت وليت وليت ..
لم تخجلي في قول كلمة الحق ... لم ترتبكي في اظهار الخطئ .. لم تخافي من غضب الغير .. لم تترددي في ايضاح الصواب .. لم تتوقفي عن اكمال من بداتي به ..
نعم كم هو مؤلم ومخزي ما نراه من بعض نسائنا المسلمات.. من الاستهانه بهذه الامور .. الا تعلم بانها تقع في المحرمات عندنا تسمح لرجل غريب بحجة اخذ المقاس ان يقترب منها ويضع يده على جسدها ..
ولا تعلم بانه عندما تفعل ذلك امام صغيراتنا .. فهي تحلل امامهن ما حرمه الله .. ويال فداحه هذا الامر.. ستحاسب عليه غدا حساب عسير