السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور محمد البواردي
تتأثر الأم بالشائع من العادات في تعاملها مع الرضيع ، وقد تقوم بعمل من شأنه الإضرار برضيعها من حيث لاتدري ، ونحن نذكر هنا بعض هذه الأخطاء التي تقوم بها بعض الأمهات .
أولاً : استعمال الثلج لتخفيض حرارة الطفل
ارتفاع الحرارة لدى الطفل يعني أن لديه التهاباً ، ويكون أحد أسبابه الفيروسات والجراثيم أو الطفيليات. وارتفاع الحرارة هو أحد محفزات الجسم للمقاومة والدفاع ضد هذه المسببات خصوصاً الفيروسات والجراثيم . فالحرارة الخفيفة لا تؤثر على الجسم فدرجة حرارة الجسم العادي تتراوح ما بين (36.5 إلى 37.5) درجة ، لكن الحرارة العاليه (39) فأعلى قد تنهك الطفل وتؤثر على صحته فلابد من التدخل لتخفيضها .
أما منافذ خروج الحرارة من الجسم فأهمها الجلد الذي يحتوي على مسام وغدد مفرزة ، وهذه المسام والغدد تنشط لإخراج الحرارة إذا تراكمت اي زادت داخل الجسم كما يحدث في حالة الالتهاب أو في الصيف . إلا أنها تقفل وتمنع الحرارة من التسرب إلى الخارج إذا كانت درجة حرارة الجو منخفضة جداً مثل الشتاء لكن إذا كانت سرعة انتاج الحرارة داخل الجسم عالية فإن سرعة إخراج الحرارة الذاتي تكون أقل وبذلك تتراكم الحرارة وترتفع . وإذا اصبحت درجة حرارة الجسم عالية فلابد من التدخل لتخفيضها ، و في مثل هذه الحالات نتخذ الاجراءت التاليه:
1- تنزع ملابس الطفل ماعدا الخفيف الواسع منها.
2- يوضع الطفل في مكان غير مغلق وقابل للتهوية .
3- يعطى سوائل بكثرة لأن الجسم مع ارتفاع الحرارة يفقد سوائل كثيرة .
4- يعطى الطفل خافض للحرارة كل 8 إلى 4 ساعات خلال الـ24 سبعة اللاحقة حتى ولو لم ترتفع حرارته بعد الجرعة الأولى .
5- احياناً لاتفيد الخطوات السابقة وتبقى الحرارة مرتفعة أو تكون حالة الطفل غير جيدة . في مثل هذه الحالة يستعمل الماء لاستخراج الحرارة وذلك بطريقتين :
الأولى : استعمال كمادات الماء وتوضع على الصدر والرأس والبطن أو تلف بها الأطراف كالذراعين والساقين وتغير هذه الكمادات كل 5 دقائق. ومن الخطا استعمال الثلج أو الماء البارد لخفض الحرارة ، لأن الكمادات الباردة تجعل الجلد ينكمش مثل ما يحدث في الشتاء فتنغلق المسام المنفذة للحرارة وتقل الافرازات المبردة للجسم .
الثانية : وضع الطفل تحت الدش لمدة 15 دقيقه ما عدا رأسه وبعد ذلك ينشف ويلبس ملابس واسعة وخفيفة ويجب تجنب التيارات الهوائية وبالذات المكيف .
ثانياً : تسخين زجاجات حليب الاطفال
ذُكر تقرير للمجلة الطبية البريطانية ان تسخين زجاجات حليب الأطفال بوضعها في ماء يغلي داخل إناء يزيد من مخاطر الإصابة بحروق في الحلق والفم عند الأطفال الرضع.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان " درس الأسبوع" إلى أن متابعات طبية بين عامي 1995 و1998م بمستشفى الملكة فكتوريا في " ايست غرينستيد " أجراها فريق طبي بقيادة الدكتور ستيفن جيفري أكدت أن حالات الحروق بسبب تسخين زجاجات الحليب في أوان مليئة بماء يغلي تدعو للقلق وأن ما رصده الفريق الطبي ربما يكون الجزء الظاهر فقط من جبل الثلج.
ونبه التقرير الذي يشجع الرضاعة وحليب الامهات إلى أضرار التسخين بالميكرويف إذ أنه لا يسخن الحليب كله بصورة متساوية مما يضلل الأمهات ويتسبب في حرائق الفم والحلق . وأكد التقرير أن حالات كثيرة من الحروق التي تصل إلى المستشفيات بسبب تسخين زجاجات الحليب .
ثالثاً : استعمال الكحل للطفل الرضيع
استعمال الكحل شائع في المجتمع كأحد مستحضرات التجميل وأغلبية أنواع الكحل تحتوي على مواد سامة هي مادة الرصاص.
واستعماله للكبار وعلى الجلد السليم لا يحدث اضرارا لأنه لاينفذ داخل الجسم . لكن استعماله في مجتمعنا لا يقتصر على كونه كحل لعيون الكبار ، بل يتعدى ذلك إلى استعماله للأطفال ككحل للعيون ومطهر للسرة المفرزة ومخفف لآلام الأسنان وقد يكون أحد محتويات الأدوية الشعبية المستخدمة ضد الأوجاع وغير ذلك من الاستعمالات الخاطئه .
والخطورة في استعماله للمواليد هو أن يوضع على الأغشية مباشرة كالفم او السرة او العين ثم يمتص إلى داخل الجسم وبالذات مادة الرصاص السامة التي تترسب في العديد من أعضاء الجسم وتسبب لها أضراراً دائمة وبالذات الجهاز العصبي . وقد تبدأ أعراض التسمم على هيئة تشنجات أو تخلف عقلي لاحقاً .
منقول ---