الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين .. وبعد :
قلتُ :
خشع الأولين في صلاتهم خشوعاً قد يُعد في أزماننا مما لا يُتَصور وقوعه .
وقد نقول لم يوجد فينا من تمكن من بعض عملهم .
وسبب ذلك في نظري يعود إلى انفتاح الدنيا ..
التقدم التكنولوجي :
وسائل المواصلات من سيارات وطائرات....
ووسائل الاتصالات من هواتف ثابتة ومتنقلة وفاكسات وشبكة الانترنت والبريد الالكتروني والعادي ,
ووسائل الترفيه من قنوات مرئية ومسموعة ,
كمبيوترات
ألعاب فيديو وغيرها
ورياضات لهو موسيقى طرب
ومسابقات خليعة تافهة.
ثم إن كل هذا يرتكز على عنصر المادة ..
ثم ضاقت سبل جمع المال بالوظائف النظامية ومحاربة الحكومات الوسائل العشوائية ..
وطولب الشخص بأمور من الكماليات جعلها المجتمع من الضروريات من أثاث المنزل وتفاهات المطعومات والمشروبات ..
ثم التزم الشخص على ذلك أن يحدد لنفسه مستوى معين ليعيش به فأمسك ليجمع ويحصل شهواته ..
ويكون من ذوي الدخل المحدود أو غير المحدود .
ضاقت القلوب وشَقَت النفوس وانشغلت بكل معالم الحضارة وضيق المعيشة بحثاً عن الراحة والمتعة ..
فكيف نبحث عن خشوع أو زهد؟!
إن المجتمع الأول لم يكن عنده نور ولا كهرباء ولا ملاهي وترهات,
بل إن أحدهم إذا خرج إلى السوق جاء بقوت يومه , ينخمدون ليلهم ويعيشون نهارهم ,
حياتهم بسيطة ومطالبهم قليلة ونكاحاتهم يسيرة ..
فاستطاعوا أن يهذبوا أنفسهم ويصلوا بها إلى درجات من الطاعة والزهد والورع الخشوع ما لو سمعه أهل زماننا لم تستوعبه عقولهم وظنوه من أساطير الأمم الغابرة .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد تلك السجادة المطرزة حتى لا تخرجه عن كمال التدبر والخشوع
وقال صلى الله عليه وسلم (( ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )) أوكما قال صلى الله عليه وسلم .
والله المستعان ..
*******************
من خواطر : أحمر العين .