بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد المبعوث رحمة للعالمين .
اعتاد المسلون وغيرهم على تربية اجيالهم على معرفة المتقابلات التي غالبا مايكون احدها صحيحا ومقابله خاطئا , ( كالايمان والكفر ) و ( الخير والشر ) و ( الحسن والقبيح ) . وهذا الامر وان كان حسنا ومطلوبا ولكن تعود الانسان في تفكيره واحكامه على الامور من خلال هذه الثنائية سيوقعه في الكثير من الاخطاء , وذلك لان هذا الامر وان كان صحيحا الاانه ليس على اطلاقه , فالمنطق يقتضي وجود اربعة احكام عند المقارنه بين اي امرين .
ان يكون الاول صحيح والثاني خاطيء
او ان يكون الاول خاطئ والثاني صحيح
او ان يكون الاول صحيح والثاني صحيح (فكلاهما صحيح )
او ان يكون الاول خاطئ والثاني خاطئ (فكلاهما خاطئ )
وقد ورد في القران الكريم ما يشير إلى هذا .
- قال تعالى ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ , وقالت النصارى ليست اليهود على شئ , وهم يتلون الكتاب ) أي إن كلا القولين صحيح , وحاصله أن كليهما ليسا على شئ.
- وقال تعالى في حكمين مختلفين في مسالة واحدة لنبييه داود وسليمان ( عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم ) , قال تعالى ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ) . أي إن كلا الحكمين صحيح.
وهكذا يتبين أن تعود إصدار الأحكام على الأشياء بواقع احتمالين من أربعة احتمالات ممكنه يعني إلغاء نصف الواقع والعيش بشلل عقلي ( بإلغاء نصف العقل ) , وهكذا يستطيع إنسان ذكي واحد ( أو نصف ذكي ولكنه وجد من يكشف له هذا السر ) أن يقود المجتمع كله وفقا لمصلحته .
أو وفقا للواقع الذي لا يريد افراد المجتمع أن يفهمونه, ثم لابد أن تأتي لحظة تمردهم عليه أو على واقعهم.
وأرجو أن لا يفهم باني اتهم جميع أفراد المجتمع بعدم إدراك هذه الحقيقة, كلا فالواقع إن اغلب المثقفين يعرفون هذه الحقيقة ولكن احترام العرف العام يجعلهم يتصرفون وكأنهم لا يعرفونها , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هدانا الله جميعا لما فيه خير و مصلحة مجتمعاتنا .
بغداد
المهندس
مولود مخلص الراوي