منظر الحرم يأسر أمريكيا ويكشف له السر
12/09/2009
لجينيات - وجدي القرشي من مكة المكرمة
ما إن انقضت صلاة الجمعة أمس وقبل أن ينفض جمع المصلين من أحد المساجد في العاصمة المقدسة، حتى قام رجل أبيض البشرة أشقر الشعر تدل هيئته على أنه أجنبي بإشهار إسلامه أمام الملأ، الذين قابلوه بالتهليل والتكبير، وانهالت عليه التبريكات من كل حدب وصوب.
يقول يوسف وهذا اسمه بعد إسلامه وهو أمريكي الجنسية «أعمل كبيرا للمهندسين في القاعدة الجوية في محافظة الطائف، وقد منَ الله علي بأن أدخل في هذا الدين العظيم، ومعي 17 شخصا أمريكيا أشهروا إسلامهم أخيرا، فقد كنا نعيش في غياهب ظلمات الشرك، ونحمد الله أن انتدبنا للعمل في السعودية، فلولا فضل الله ثم قدومنا إلى هنا لما كنا تعرفنا على الإسلام، فقد كنا نتعايش مع زملائنا السعوديين في القطاع العسكري يوميا نشاهدهم وهم يؤدون طقوسهم الإسلامية، التزاماتهم معنا كانت صادقة وتعاملهم في أمور حياتهم جذبنا إلى أن نتعرف أكثر على دينهم». وأضاف يوسف «بدأنا نقرأ في الكتيبات التي كانت مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وكانت تشرح لنا طبيعة الدين الإسلامي بطريقة أسرتنا وجعلتنا نهتم أكثر في التعمق في أمور الدين الإسلامي».
وأبان يوسف أن زوجته قد أسلمت قبله وذلك للتأثير المباشر من قبل زوجات زملائي السعوديين واللاتي عكفن واجتهدن مع زوجته حتى أسلمت وأعلنت إسلامها «بعد إسلامها حاولت جاهدة تغيير أمور كثيرة في حياتنا ولكنها بطريقة تدريجية حتى لا أنفر من دينها، ونجحت في ذلك فبعد قراءتي للكتيبات, وتعرفي المباشر للدين الإسلامي من قبل زوجتي، استمال قلبي بفضل الله وأعلنت إسلامي».
وأفصح يوسف عن سبب تواجده في مكة بأنه جاء لأداء العمرة. وعن شعوره عند رؤية المسجد الحرام قال «كنت أشاهد جموع المسلمين في القنوات الفضائية وهم محتشدون بكثافة في موسم الحج وعند وقوفهم في عرفة، وفي المسجد الحرام كانت تداخلني أسئلة كثيرة منها كيف يؤدون صلواتهم بتناسق عجيب؟
أكثر ما شدني منظر أحد المصلين في الحرم المكي يجهش بالبكاء كنت أتساءل ما يبكيه، وعرفت الإجابة عندما وقع بصري على الكعبة، منظر مهيب، إجلال وتعظيم ذرفت دموعي ولم أشعر بها فقد كنت أنظر إلى الكعبة وقد أسرني منظرها.
ودعا الشيخ سعيد الذيابي أحد أعيان مكة يوسف عقب إسلامه لتناول وجبة الإفطار الرمضاني بحضور أهالي الشرائع فرحا بدخوله الإسلام وعبر الذيابي عن سعادته البالغة بدخول يوسف الإسلام.
وقال «سوف يسلم على يدي يوسف العديد من أبناء جلدته وكان الكثير من المصلين في المسجد التفوا حول يوسف يدعونه إلى وجبة الإفطار ملحين عليه بقبول الدعوة الأمر الذي قابله يوسف بحسن الاعتذار معلما إياهم أنه ليس لديهم وقت فارتباطه العملي يمنعه».