الجمعة 24 من ذو الحجة 1430هـ 11-12-2009م
مصادمات بين الفلسطينيين والاحتلال بعد إحراق مسجد
مفكرة الإسلام: ذكرت مصادر صحفية عبرية أن مصادمات عنيفة نشبت اليوم بين فلسطينيين وجنود جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على خلفية حادث قيام مجموعة من المغتصبين اليهود بإحراق أحد مساجد الضفة الغربية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية على موقعها الالكتروني فى سياق تقرير لها إن المصادمات وقعت عقب انتهاء صلاة الجمعة ظهر اليوم فى محيط منطقة ياسوف، بالضفة الغربية التى شهدت فجر اليوم حريق مسجدها الكبير.
وحسب الصحيفة فقد قام الفلسطينيون بإلقاء الحجارة على قوات جيش الاحتلال الموجودة فى المكان، مما أسفر عن إصابة جندي صهيوني بجروح طفيفة، فى المقابل أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين، ما أسفر عن إصابة خمسة منهم بإصابات متفاوتة.
عملية "دفع الثمن":
وطبقاً لم ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت فإن عملية حريق مسجد قرية ياسوف على يد المغتصبين اليهود تأتي فى إطار عمليات عدوانية يقومون بها ضد الفلسطينيين، يطلقون عليها عملية "دفع الثمن" والتى بدأت منذ أشهر وتفاقمت بوتيرة ملحوظة منذ إعلان الحكومة الصهيونية وقفاً جزئياً للبناء داخل المغتصبات لمدة عشرة أشهر.
وكانت مصادر صحفية قد ذكرت أن عددًا من المغتصبين أشعلوا النار في الطابق الثاني من "مسجد حسن خضر" الكائن وسط قرية ياسوف عند الساعة الرابعة من فجر اليوم، بعدما حطموا الباب الرئيسي للمسجد وسكبوا مادة البنزين داخله.
وأضافت أن النار التهمت مكتبة المسجد الخاصة بالمصاحف بالكامل، وأجزاء من السجاد، وأن المغنصبين جرحوا أحد المواطنين. وأكدت المصادر أن المغتصبين كتبوا شعارات باللغة العبرية على أرضية المسجد تقول "الانتفام لنار إيفي"، وأخرى تقول "سنحرقكم كلكم".
سلسلة اعتداءات :
ومن جانبه، أعرب وزير الحرب الصهيوني عن غضبه الشديد من تجاوزات المغتصبين اليهود ضد الفلسطينيين، مؤكداً أن حادث حريق المسجد اليوم عمل متطرف يهدف إلى الإضرار بالمحاولات التى تبذلها الحكومة "الإسرائيلية" من أجل تهدئة الأوضاع فى المنطقة من أجل مستقبل "إسرئيل"، على حد قوله.
وأوضحت يديعوت أحرونوت أن حادث إحراق المسجد، هو الثالث ضمن سلسلة اعتداءات نفذها المغتصبون اليهود ضد الفلسطينيين فى خلال أسبوع، واصفة الحادث بأنه استفزازي من قبل المغتصبين اليهود. فيما حمّل الناشط اليميني المتطرف إيتمار بن جابير مسئولية حريق المسجد الفلسطيني على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزير حربه إيهود باراك بسبب قرارهما بوقف البناء داخل المغتصبات، واصفاً هذا القرار بأنه عنصري وأثار المشاعر الغاضبة لدى المغتصبين اليهود.
إدانة يسارية:
ومن جانبها، أدانت عناصر يسارية "إسرائيلية" حادث إحراق المسجد الفلسطيني على يد المغتصبين اليهود، وقال النائب عن حزب العمل "الإسرائيلي" أوفير بينيس، إن هذا الحادث خطوة جديدة خطيرة على طريق تصعيد الأوضاع فى المنطقة، تهدف إلى سفك لدماء فيها.
ودعا الحكومة الصهيونية إلى ضرورة القبض على منفذي الحادث ومحاكمتهم، لأنها تتحمل مسئولية التقصير فى مواجهة العنف المتزيد من جانب المغتصبين اليهود.