اللهم إليك أشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا ، وهواننا على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين
وأنت ربنا ، إلى من تكلنا؟ إلى بعيد يتجهمنا؟ أم إلى عدو ملكته أمرنا؟
أن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لنا
اللهم إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة ، من أن تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضا ولا حول ولاقوة إلا بالله
اللهم نسألك يا رب أن تلهم اهلنا في فلسطين الصبر يا أرحم الراحمين
هالني والله حينما سمعت عن حصار العدو الإسرائيلي لمدينة غزة بالكامل برا وبحرا وجوا ..كما صرح بذلك أيهود أولمرت وقال إن الشعب والحكومة كلها مستهدفة وليس لأحد حصانة من رئيس الحكومة إلى أصغر طفل فلسطيني ..
فيا لله ..من أجل أسير واحد ..يجيش العدو الإسرائيلي كل هذه القوى لاستخلاصه من أيدي المقاومة الفلسطينية المباركة ..ونحن أسرانا لهم سنوات عجاف لم تتحرك من أجلهم جيوش ؟!!
و يا لله ..يغضب العدو الإسرائيلي لأسير واحد ..ويسكت العالم عنه..ونحن أسرانا يتجاوزون الآلاف في سجون العدو الصهيوني ولا بواكي لهم إلا ذويهم وأهليهم !!
انظر إلى قيمة الأسير الإسرائيلي عند حكومته ..وفي المقابل كم قيمة الأسير المسلم عند حكوماته !!!
قتل علج كافر جريمة لا تغتفر وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر
من أجل أسير واحد ..تهدد إسرائيل بإبادة شعب كامل ونحن أسرانا من يهدد إسرائيل للإفراج عنهم ؟!!
نحن لجأنا للمطالبة بأسرانا لعقد مؤتمرات وتقديم الشكوى للمنظمات ومع ذلك لا يزال هناك أسرى تقبع في سجون الأعداء ..وإسرائيل بلا مؤتمرات ولا منظمات ولا قوانين ولا كلام فاضي ..مباشرة حركت الجيوش..وحشدت القوى .. من أجل أسير يهودي واحد ..وواحد فقط !!
وإن دل هذا فإنما يدل على أن احترام الأمم لا يكون إلا بالقوة كما قال الله تعالى : (( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ )) ( الأنفال : 60 ) . فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
وفيه دليل على إفلاس قول من قال بأن الخيار الاستراتيجي الوحيد للمسلمين هو السلام الدائم مع اليهود أو غيرهم بل الأمن هو الخيار الاستراتيجي . .والأمن لا يتحقق إلا بوجود قوة ردع تهابها الدول المعادية مع الأيمان بالله تعالى والتوكل عليه سبحانه .
هم جيّشوا الجيوش الآن ونحن رضينا بالأمر الواقع ، وهم أخذوا ديارنا قسراً ونحن نطلب منهم السماح لنا بالعودة إلى ديارنا ، وهم جمدوا أموالنا غصباً ونحن نسألهم أن يعيدوا إلينا أموالنا ..وهم عصوا هيئة الأمم ونحن أطعنا ، وهم فعلوا ونحن قلنا ، وهم نجحوا ونحن خذلنا ، وهم بضعة ملايين من نفايات الأمم ..ونحن أكثر من مليار مسلم !!
أتريدون أن نصير معرة في تاريخ الأمة ..وأن نكون مسبة للأحفاد !!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
فيا رب فرج لإخواننا في فلسطين ..ويا لطيف ألطف بهم ..ويا رحيم أرحم ضعفهم ..ويا ناصر المظلومين انصرهم على من بغى عليهم ..
بقلم الشيخ محمد الهبدان حفظه الله تعالى