يا مَنْ ارتديت الثوب الأبيض!
أحبتي في الله كثرت النقاشات والمجادلات حول تلك المرأة التي اختارت أن تعمل في المستشفى أو المستوصف فذهب الكثير منا إلى مؤيد ومعارض ومحايد. منا من ينظر إليها بنظرات احتقار وازدراء بل ما إن يراها يقشعر بدنه ولربما دعا الله أن لا تكون زوجة المستقبل عاملة في هذا المجال. ومنا من ينظر إليها نظرة عدم رضا وإنكار لكنه قد يغض الطرف عن هذا الإنكار يوم أن يمعن النظر في راتب الطبيبة فتأخذه نشوة أو بالأصح شهوة حب المال. ومنا من ينظر إليها نظرة تقدير وفخر واحترام. طبعاً الناس متفاوتون فأنا لا أعمم تلك النظرات. لكنني أوردت أغلب النظرات والآراء لذا كانت هذه رسالتي التي أوجهها إلى تلك الغالية رسالة حب لها ولمن نظروا إليها بنظرات الاحتقار والازدراء وكذلك الاحترام والتقدير فأرجو أن تتكرموا عليّ بفتح قلوبكم وجميل صبركم..يا غالية يا من ارتديت ذاك الثوب الأبيض الجميل طبيبة كنت أو ممرضة أو موظفة يا من أردتِ أن تكوني للقلوب بلسماً شافياً وللجراح والآلام دواءً يا من رسمت على محياك الابتسام وتحليت بالصبر والوئام- إنني كلما رأيتك تمتزج فرحتي بحسرة وابتسامتي بدمعة- أتدرين لماذا؟ يوم أن فرطت في حجابك وتهاونت فارتديت البنطال الضيق والملابس الضيقة حجبتي شعرك أو بالأصح جزءاً منه وأظهرت سائر جسدك مفصلاً بتلك الملابس الضيقة- والكعب العالي- إنني كلما أدرت النظر إلى وجهك الجميل وجدته وللأسف مشوهاً بتلك الأصباغ والألوان ذات الجمال الزائف تتكلمين مع هذا وتضحكين مع ذاك. اعذريني على قسوتي وسامحيني فوالله ان قلبي ليتمزق غيرة وألماً عليك وغضباً لأجلك أنك غضبت أشد الغضب وحزنت أشد الحزن يوم أن علمت أن هناك من نظر إليك باحتقار ورفض أن تكوني اماً لأبنائه وزوجة شريكة لحياته واعتبرت ذلك ظلماً بك واجحافاً بحقك. وهنا اسمحي لي بشيء من الصراحة انك بذلك غضبت لأجل نفسك وليس غيرة على انتهاكك لمحارم ربك وتعرضك للعنة كما جاء في حديث نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة واتم التسليم (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) رواه مسلم. ربما قد تحتجين بصعوبة الحجاب أثناء العمل وبه تتذرعين وهنا أقول لك يا غالية إن هذا لا يشمل كل العاملات في المستشفى لأن الكثيرات في مجال عملك تمسكن بحجابهن فهذه طبيبة منقبة لا تكاد ترى عيناها من النقاب ولبسها الساتر الواسع وتلك ممرضة أو موظفة قبضت على جمر دينها فغضت بصرها عن الرجال وتجنبت الحديث معهم لغير ضرورة. بل لربما زهدت عن هذا العمل لتستقر في بيتها كما أمرها ربها (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) الخطاب في الآية لأمهات المؤمنين زوجات نبينا عليه السلام رضوان الله عليهن فنحن النساء يشملنا أيضاً هذا الأمر فاعلمي يا غالية أن بإمكانك أن تفرضي احترامك بحجابك وحشمتك وخوفك من جبار السموات والأرض اسأل الله أن يوفقك لكل خير. وبعد أحبتي في الله أود أن أطرح بعض التساؤلات وهي: ترى ما الذي يمنع أن تكون هناك مستشفيات خاصة بالنساء كل من فيها نساء انها إن وجدت فهي مع الأسف قليلة هذا إن لم تكن أقل القليل؟ وأين سيدات الأعمال من استثمار أموالهن فيما يعود عليهن بالأجر لماذا لا يسخرّن مشاريعهن في خدمة هذا الدين؟ بمستشفيات كاملة لا يوجد بها رجل واحد فيساهمن في تصحيح تلك النظرة السيئة تجاه كل من عملت في ذلك المجال؟ لماذا لا تكون مقدمة الأهداف لأي مشروع استثماري خدمة هذا الدين أولاً وبلادنا الغالية ثانياً ولن يكون ذلك بالتبرج والسفور والاختلاط لا والله ولا بدعاوى التحرير الباطلة؟ لماذا لا نكرم تلك الطبيبة والممرضة وحتى الموظفة ونعينها على أداء عملها وخدمة بلدها على أكمل وجه في ظل حجابها وبعدها عن مخالطة الرجال . إنني لكي أكون منصفة قد أغض الطرف عن مطالبتي للطبيبة والممرضة بترك عملها ان كانت تحتاج إليه فنحن نحتاج للطبيبة والممرضة والموظفة ابنة هذا البلد بحجابها وحشمتها وعفتها وطاعتها لربها فهنا فقط يكون الفخر والاعتزاز أسئلة كثيرة في داخلي لكنني اكتفيت بما طرحته لعلي أجد الإجابة.// ولا تتركوني من صالح دعائكم ودمتم // اختكم سميرة امين //