ومعكثرة الفتن التى تكاد تقصف بالقلوب بدأ كثير من المسلمين يتهاونون فى كثيرٍ منالواجبات والسنن وذلك لانشغالهم بحطام الدنيا الزائل ولم يعلم هؤلاء أن الدنيا كلهاظل زائل وأنها لا تساوى عند الله جناح بعوضة. ولقد كان أصحاب الرسول صلى الله عليهوسلم إذا تأخر النصر عليهم ينظرون فى أنفسهم لعلهم تركوا سنة واحدة من السنن فكانت سبباً فى تأخير النصر. ونحن الآن مع كل السنن والواجبات التى هجرها المسلمون ننتظرأن ينزل علينا النصر من عند الله عزوجل !
أخى الحبيب أختى الفاضلة إنالإلتزام الحقيقى ليس معناه أن نحرص كل الحرص على مظهرنا الإسلامى وأن نهمل جانبالعبادة والإخلاص ونغفل عن السنن والواجبات وليس معنى كلامى أن المظهر الإسلامى ليسله قيمة بل إننى أريد أن نلتزم بدين الله عزوجل ظاهراً وباطناً وأن تنقاد قلوبناوجوارحنا إلى طاعة الله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وها هى باقة عطرة من الواجبات والسنن المهجورة نهديها لكل مسلم ومسلمة عسى الله أن يوقظ قلوبنا وأنيستعملنا لنصرة دينه.
::::::::::: || :::::::::::
أخى الحبيب أختى الحبيبة أين نحن من ذكر الآخرة لقدغاب ذكر الآخرة من حياتنا وكأننا فى دار الخلود قال صلى الله عليه وسلم « من كانتالآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة » (صحيحالجامع:6510(فذِكر الآخرة يجمع لنا كل هذا الخير.
بل أين نحن من صلةالأرحام فى هذا الزمان الذى قطعت فيه الأرحام فقد قال صلى الله عليه وسلم « من كانيؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه » متفق عليه. فصلة الأرحام واجبة وهىعلامة على إيمان العبد بالله جل وعلا .
بل أين الإحسان إلى الجار؟أيننحن من وصية جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم حيث قال « مازال جبريليوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه » متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره » متفق عليه.
وأين نحنمن سنة السواك فلقد قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم « عليكم بالسواك فإنهمَطْيَبَة للفم مرضاة للرب » (صحيح الجامع:4068(وقال « لولا أن أشق علىأمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة » (صحيح الجامع5316(
وأين نحن من صلاةالضحى فقد قال صلى الله عليه وسلم « من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بنى لهبيت فى الجنة » (صحيح الجامع:6340(
وأين نحن من صلاة الاستخارة التى ينخلعفيها العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته فكثير من المسلمين إذا أراد أحدهم أنيفعل شيئاً فإنه يستشير الناس ولا يستخير رب الناس جل وعلا الذى بيده ملكوتالسماوات والأرض.
وأين نحن من صيام النوافل، أين نحن من صيام الاثنينوالخميس وصيام الأيام البيض : الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر من كل شهر عربيفلقد قال صلى الله عليه وسلم « من صام يوماً فى سبيل الله بعد الله وجهه عن النارسبعين خريفاً » متفق عليه.
أين نحن من المتابعة بين الحج والعمرة فإنكثيراً من الناس يعتقد أن المال سينفذ بكثرة الحج والعمرة مع أن النبى صلى اللهعليه وسلم قال « تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة » (صحيحالجامع:2901(
وأين نحن من قيام الليل الذى هو شرف المؤمن بل لقد دعا النبىصلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن يصلى قيام الليل فقال « رحم الله رجلاً قام منالليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت... » (صحيح الجامع:3494(
وقال أيضاً « مناستيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً كتبا ليلتئذٍ من الذاكرين اللهكثيراً والذاكرات » (صحيح الجامع:603(
وأين نحن من قراءة القرآن الذى هجرهكثير من المسلمين.قال صلى الله عليه وسلم « اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامةشفيعاً لأصحابه » (أخرجه مسلم).
وأين نحن من البكاء من خشية الله عزوجل فقدقال صلى الله عليه وسلم « عينان لا تمسهما النار أبداً عين بكت من خشية الله وعينباتت تحرس فى سبيل الله » (صحيح الجامع:4113(
وأين نحن من إفشاء السلام فقدقال صلى الله عليه وسلم « يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحاموصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام » (صحيح الجامع:7865(
وأيننحن من قول النبى صلى الله عليه وسلم « تهادوا تحابّوا » (صحيح الجامع:3004( فالهدية لها أثر عظيم فى تأليف القلوب ودعوتهم إلى طاعة علام الغيوب جلوعلا.
وأين نحن من البسمة والرحمة فيما بيننا فقد قال صلى الله عليه وسلم « لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليقٍ » (أخرجه مسلم)، وقال أيضاً « تبسمك فى وجه أخيك صدقة... » (صحيح الجامع:2908(
وأيننحن من قضاء حوائج المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم « .. ومن كان فى حاجة أخيهكان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلمٍ كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يومالقيامة » (متفق عليه(
وقال أيضاً « من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمنتقضى عنه ديناً تقضى له حاجة تنفس له كربة » (صحيح الجامع:5897(
وأين نحنمن عيادة المرضى فقد قال صلى الله عليه وسلم « من أتى أخاه المسلم عائداً مشى فىخرفة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يمسى وإن كان مساءً صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يصبح » (السلسلة الصحيحة:1367(
وأين نحن من نعمة الاستغفار فقد قال العزيز الغفار { وما كان الله معذبهموهم يستغفرون } الأنفال : 33.
وقال صلى الله عليه وسلم « من أحب أن تسرهصحيفته فليكثر فيها من الاستغفار » (صحيح الجامع:5955(
وأين نحن من الصلاةعلى النبى صلى الله عليه وسلم فقد قال « من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بهعشراً » (أخرجه مسلم). وقال أيضاً « من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسىعشراً أدركته شفاعتى يوم القيامة » (صحيح الجامع:6357(
وأين نحن من الحرصعلى طلب العلم فقد قال تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلمدرجات }المجادلة : 11.
وقال صلى الله عليه وسلم « إن الله وملائكته وأهلالسماوات وأهل الأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى البحر ليصلون على معلمىالناس الخير » (صحيح الجامع:4213(
وأين نحن من توقير الكبير والرحمةبالصغير فقد قال صلى الله عليه وسلم « ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه » (صحيح الجامع:5443(
وأين الحب فى الله ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب فقد قال صلى الله عليه وسلم « من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكلبه آمين ولك مثله » (أخرجه مسلم).
بل أين استغفارنا للمؤمنين والمؤمنات فقدقال صلى الله عليه وسلم « من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمنٍومؤمنة حسنة » (صحيح الجامع:6026(
أخى الحبيب أختى الفاضلة كانت هذه بعضالواجبات والسنن المهجورة ذكرتها لكم من باب قول الله تعالى { وذكّر فإن الذكرىتنفع المؤمنين } الذاريات : 55.
فأسأل الله جل وعلا أن يوقظ قلوبنا من غفلتها وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يستعملنا لنصرة دينه وأنيجمعنا في جنته إخواناً على سررٍ متقابلين.
[/GRADE]