إن ثمرة دعوتنا للناس وخطابنا لهم تتحقق حين يفهمون الخطاب ويعقلونه ، ثم يتحول الأمر إلى سلوك عملي واستجابة .
لا تستغرب إن قلت لك أخي الكريم أن هناك أشخاص يتحدثون ويدعون إلى الخير لكن بطرق غريبة ، لا يمكن لشخص عاقل أن يتقبلها ، ولن يتقبل هذه الطريقة إلا من يريد الهمز واللمز بالدين وأهل الدين .
إن بعض الدعاة التائبين من بحور الرذيلة ، تحمسوا واجتهدوا وأخطأوا حينما خاطبوا المجتمع بخطاب إسلامي على الطريقة الشوارعية واستخدموا مصطلحات تلك الحارة التي كانوا يرتعون في جنباتها وتلك الشلة التي كانوا يتحدثون معهم بتلك المصطلحات ، وإن اعتبرنا أن هذه المصطلحات تخل بالذوق العام في الألفاظ ، وتخدش مشاعر الصالحين ، فمن الأولى عدم استخدامها في مسائل الدين ، ولا سيما في الأمور التي تحث المجتمع على الطاعة والتقرب إلى الله .
لقد سمعت من أحد هؤلاء الدعاة الصالحين وهو يتحدث عن الحور العين لمجموعة من الشباب " يا لله يا شباب توبوا إلى الله وكل واحد يصير له خويه بالجنة " لا أدري هل هذا الدعاية يعرف الفرق بين الخوية والزوجة ، ثم إذا عرف الفرق هل سمع بقول الله تعالى ( وزوجناهم بحور عين ) وسمعت أيضا من يقول " يوم القيامة يا شباب كل واحد يروح يبحث عن رديفه بالجنة " هل علم هذا الداعية معنى كملة رديف ، وظني فيه انه يعلمها من خلال جاهليته السابقة ، والرديف مصطلح شبابي شوارعي يعني به حبيبه الذي يتمناه في كل شيء والعياذ بالله .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال ( الحياء والعي شعبتان من الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من النفاق ) رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي : والعي قلة الكلام ، والبذاء : هو الفحش في الكلام ، والبيان هو كثرة الكلام .
وأتساءل :- ما الذي يدفع هؤلاء الدعاة الجدد إلى هجر المصطلحات الشرعية ؟؟!!
والبحث عن مصطلحات شوارعية !!
نسأل الله السلامة والعافية .
كتبه
علي الغامدي