بسم الله الرحمن الرحيم
قصتنا لم تبدأ هنا ,,
قصتنا ما بدأت في تونس الخضراء ,, و لا في مصر الكنانة و لا في شام الإباء !!!
أيا قوم ألا أحكي لكم عن قصتي و قصتكم ,, حكاية أُمّة مع الذل و العار .. سلبوا لسانها و أذاقوها كأس الخوف و الجبن و المرار فما عادت تحكي أمجادها إلا فوق الجراح و القبور ..
سلوها عن حالها .؟!!
أليست هي أمة المليون ,, تمزقت طوائف و أحزاب كلها تصب في واد ؟!!
أمة اقرأ و أين هي من القراءة !!
وهن جسدها و ضعفت فما عادت إلا تجر أحمال السنين و أوجاع الماضي و الأنين!!
بصوتها المبحوح الهزيل نادت : يا قوم أفيقوا ... أما عاد فيكم صلاح الدين ؟!!
و أين ابن الخطاب و ابن الوليد .؟؟؟ أين أنتم من محمد الأمين ؟!
أطبق الصمت و ما من مجيب ;
تولّت أمة المليون ترثي حالها ,, و تنوح ,, تبكي على أمجاد سطرها التاريخ,
ثم صاحت :: أيا قوم هبوا ؟؟ أما من مجيب ...
فما رأت إلا ظلاما دامسا يكسوه الصمت الرهيب .
قصتنا مع الهزيمة و الذل بدأت منذ زمن بعيد..!!
يوم أن ضاعت الأندلس .. يوم أن ذهبت القدس .. يوم استولى الصرب و الروس على البوسنة و الشيشان وصاحت حرائرنا تنادي : بني جلدتنا اغيثوا الثكالى .. أنقذوا الأطفال .. وما من مجيب ..
و في أفغانستات العز يوم راحت .. يوم أن باهتها القصف الرهيب ..
و في عراق الحضارة طغى حماة الكفر .. عبّاد الصليب ..
و في المشرق و المغرب كنا و لا زلنا في غزو للفكر و أيم الله هو أشدهم ذلا و مهانة ..
غاب الحجاب و غابت عقيدتنا ,, و شريعتنا طُمست وسط التراب ..فإن كنت مسلما فأنت رجعي ذو فكري ضلالي شديد .. و أنتِ بعفتك صرت شبحاً يخافون منه و هم في غيظهم غارقون ... قل موتوا بغيظكم فما أمرني إلا الحسيب الرقيب ..
أبناؤنا ذهلوا من ( شعوب) تحررت من ( سجن ) العبودية كما يحسبون .. ألا فيها سقطوا .. عُبّادٌ هم لأنفسهم و في الرذيلة يتمرغون .. لكن أبناءنا ذهبوا ,, ذهبت أخلاقهم ذهبوا .. ذهب دينهم ذهبوا .. و جُلُّنا في سكرة الدنيا يخوض و يلعب .. يجري وراء مال ما هو بخالدٍ ,, يعمر الديار وما هو بمعمّرٍ .. أيا أمة ضحكت من جهلها الأمم و عبث بها دعاة الفسق و الضلال !!! واحسرتاه على مجد راح و زال ..
لمحتِ الأُمّة وسط حزنها العميق راية التوحيد ترفرف عاليا .. في المشرق و المغرب .. حولها جمع قليل لكن وجوههم تبوح بالعز و الـإباء ,, تهتف بكلمة التوحيد .. تدعو إلى شد الأزر و المضي في سبيل الله و الدين .. خيولهم أسرجوها في بقاع أرض الإسلام طمعا في النصر و التحرر من قيود الكفر و الضلال ..
ما لبث أن انضم إليهم جمع غفير .. شباب و نساء و أطفال ورجال يرددون كلمات التوحيد ,, يهتفون بالحق آملين في غد مشرق ,, سماؤه تسطع بنور الإسلام ,, حُكمه ينبع من شريعة الله ,,,
أًزهق أرواحهم الطاهرة رصاص الظلم و الطغيان ,, قاتلوا ,,, جاهدوا ,, منهم من قُتل ,, و نحسبه شهيدا عند الله ,, و منهم من زال يصدح بالحق ,, لا يخشى فيه لومة لائم و لا عذل عاذل ..
كلماتهم ترن أصداؤها في أرجاء الكون تنادي.... وهناك من لبّى النداء ... نداء الحق ,,, أفلا نكون نحن ممّن لبّى النداء أيضا ؟!!!!
قامت الأمّة من هزالها ,, تحدّت صمتها ..و هبّت تكابد الألم العميق ,, نهضت من غفوتها ,, نادت في الأرجاء : يا بني قومي هُبّوا .. إلى الحق ... تَحمًّلوا في سبيل الله الظلم و العذاب .. فالحرية و الحق غاليان و الدم ثمن لها ,,, أفنسترخص الدماء من أجل تحرير القيود !!
عذرا أمتي ,,, و لكن ..؟!!
أنا أمّ .. أفأرى ولدي يبكي و يصرخ من جراحاته و ما من مفرّ ... ما من سبيل ,, مالحلّ و مالعمل ,,, دموعه تؤرقني يا أمتي.. تؤلمني ,, تشق قلبي و تفطّره حزنا و كمدا ,,, إنه ولدي ,, آآآه ما أقسى ألمه يا أمتي,,
و أنا الحرة العفيفة ,, دنّسوا عرضي ,, انتهكوا حرمتي ,, باعوني بأبخس الأثمان ,,, ما عاد لحجابي ثمنٌ ,,, صعب يا أمتي ,, إنه الهوااان ,,إنه الهــــــــــــــــــوانُ
و أنا رجل ما بيده حيلة و لا عمل .. لا سلاح له و لا عتاد ,,, أرى القتل و الدمار و ما أملك إلا الدعاء ,, تمنيت لو تواريت في التراب و لا رأت عيني هذا الذل و الانكسار ,, تبّا لقومٍ خذلونا و باعونا بأبخس الأثمان ,, باعوا دينهم بدنيا لا خلود لها ولا بقاء ,,
نفضت أمتنا عن ثوبها غبار الصمت الرهيب ,, و توعّدت بالغضب العتيد .. بحزم و شدة ,, بإيمان وعزم نادت ,, صاحت ,, و قالت لنا :
صبرا صبرا .. فالنصر آت ,,, و لن يُقام الحقّ إلا على دموع صبركم و أشلاء شهداكم و أنين جرحاكم ,, فالنصر غال ,, و الهون رخيص حقير ,, أفلا نشتري ما عند الله بأغلى ما عندنا ؟!!!
صبرا صبرا ,, بني قومي ,, لنفض غبار الذل عنّا فالغد آت و قريب لناظره ,, بإذن الله
كتبته : الزهراء المغربية