بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، من أرسله المولى عزّ وجل رحمة للعالمين ، ومن جاهد في الله حقّ الجهاد حتـّى أتاه اليقين ،
ثمّ أمـّا بعد فنعم إخي الغالي يا من اشتاقتْ نفسك للشـّهادة أهديك هذا الموضوع وأسأله تعالى أن يتقبـّله منـّي وأن ألقى الله تعالى به وهو راض عنـّي ،
فإخواني الأحبـّة أقول لكم إن من نـِعـَم الله تعالى العظيمة علينا
نعمة قلّ من ينال شرفها ويوفـّق إليها ، ومـَنْ وفــّق إليها فذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء .
نعمة عظيمة جليلة تمنـّاها خير خلق الله تعالى محمّد صلـّى الله عليه وسلـّم فقال عليه الصـّلاة والسّلام في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ :
(قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ إِلاّ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَإِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا وَلَكِنْ لا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلا يَجِدُونَ سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ )
نعم إنـّها نعمة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله تعالى .
فانظروا رعاكم الله تعالى كيف تمنـّى ذلك حبيبنا صلـّى الله عليه وسلـّم وما منعه عن الخروج الدائم للجهاد في سبيل الله تعالى إلاّ خوفه صلـّى الله عليه وسلـّم من المشقـّة على من خلفه من الصّحابة الذين لا يجدون ما يـُحملون عليه .
وقد كانت هذه أمنية الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم في جهاد الطـّلب فكيف بجهاد الدفع ؟؟!!
نعم إخوتاه نعمة الجهاد والاستشهاد نعمة يمنّ الله عزّ وجلّ على من يشاء من عباده بفضله تعالى أوّلا ثمّ بمن جهـّز نفسه وربـّاها وحثـّها ودفعها إلى الجهاد في سبيل الله تعالى .
فلذا سمعنا وقرأنا كيف كان الصّحابة رضوان الله عليهم وسلفنا الصّالح يسعون جاهدين إلى الجهاد والاستشهاد ،
فهذا حنظلة رضي الله عنه يخرج للجهاد قبل أن يغتسل من الجنابة فيكرمه المولى عزّ وجلّ بالشـّهادة في سبيله ، بل ويرى الرّسول صلـّى الله عليه وسلـّم والصّحابة كرامة ً عظيمة جليلة له ، فأكرمه جلّ في علاه بأن غسـّّلته الملائكة الكرام ،
قال ابن اسحاق حدثني ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلـّى الله عليه وسلم يقول عن قتل حنظلة بن أبي عامر بعد أن التقى هو وأبو سفيان بن الحارث حين علاه شداد بن الأسود بالسّيف فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن صاحبكم تغسله الملائكة . فسألوا صاحبته فقالت : إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لذلك غسلته الملائكة . وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم "
.( صحـّحه الألباني رحمه الله تعالى))
وذاك عمرو بن الجموح رضي الله عنه رجل أعرج شديد العرج وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم المشاهد فلمـّا كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له : إنّ الله عزّ وجلّ قد عذرك
فأتى رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم فقال : إنّ بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنـّة . فقال رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم : أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك وقال لبنيه : ما عليكم ألا تمنعوه لعلّ الله أن يرزقه الشـّهادة . فخرج معه فقتل . يوم أحد شهيدا(( فقه السيرة للألباني رحمه الله تعالى))
ثمّ تبعهم على ذلك التـّابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين بإذن ربّ العالمين .
أورد ابنُ الجوزي في صفة الصّفوة وابنُ النـّحاس عن رجل من الصّالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..
وكان رجلاً قد حبـّب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله ، فلا يسمع بغزوة في سبيل الله ولا بقتال بين المسلمين والكفار إلا وسارع وقاتل مع المسلمين فيه ، فجلس مرّة في الحرم المدني فسأله سائل فقال :
يا أبا قدامة أنت رجل قد حبـّب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهاد والغزو
فقال أبو قدامة : إنـّي محدثكم عن ذلك :
خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور ( والثغور هي مراكز عسكرية تجعل على حدود البلاد الإسلامية لصدّ الكفار عنها ) فمررت في طريقي بمدينة الرقـّة ( مدينةٍ في العراق على نهر الفرات ) واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي ، ووعظت النـّاس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله ، فلما جنّ عليّ الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه ، فلمـّا ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلنا فتحت الباب فإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها ،
فقلت : ما تريدين ؟
قالت : أنت أبو قدامة ؟
قلت : نعم ،
قالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟
قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية ،
فنظرت إلى الرّقعة فإذا فيها : إنـّك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي ،
قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدّة شوقها إلى المغفرة والجنـّة .
فلمـّا أصبحنا خرجتُ أنا وأصحابي من الرّقـّة ، فلمـّا بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله ،
قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عنـّي وأنا أنظر خبر هذا الفارس ، فلمـّا رجعت إليه ، بدأني بالكلام وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردّني خائباً ،
فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال .
فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمك القتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك .
فقال : فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرة سنة
فقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟ قال : أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي .
قلت : أعندك والدة ؟
قال : نعم ، قلت : ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنـّة تحت قدمها
فقال : أما تعرف أمـّي ؟ قلت : لا ،
قال : أمـّي هي صاحبة الوديعة ، قلت : أي وديعة ؟
قال : هي صاحبة الشـّكال ، قلت : أي شكال ؟
قال : سبحان الله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشـّكال ؟؟
قلت : بلى ، قال : هي أمـّي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع ..
وإنـّها قالت لي : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولـّهم الدّبر ، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله ، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنـّة ، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّ
ثمّ ضمتني إلى صدرها ، ورفعت رأسها إلى السماء ، وقالت : إلهي وسيدي ومولاي ، هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي ، وثمرةُ فؤادي ، سلـّمته إليك فقربه من أبيه ..
سألتك بالله ألاّ تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، أنا إن شاء الله الشـّهيد ابن الشـّهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارف بالفروسية والرّمي ، فلا تحقرَنِّي لصغر سنـّي ..
قال أبو قدامة : فلمـّا سمعت ذلك منه أخذته معنا ، فوالله ما رأينا أنشط منه ، إن ركبنا فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً ...
ثمّ إنّ الغلام رأى في منامه :
قصراً يتلألأ أنواراً ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاته من الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذا جوار ٍ يرفعن السّتور ، وجوههنّ كالأقمار ، قالت له إحداهنّ :
تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنـّه الشـّمس ، لولا أنّ الله ثبـّت عليّ بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..
فلما رأتني الجارية قالت : مرحباً بوليّ الله وحبيبه .. أنا لك وأنت لي
فلما اقتربتُ منها قالت : لم يأن الأوان بعد .
وفي اليوم الثاني جالت الأبطال ، ورميت النـّبال ، وجرّدت السّيوف ، وتكسّرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل ..
واشتدّ علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه ،
ثمّ انتهت المعركة فبحثتُ عن الغلام فسمعتُ صوتا ينادي ( عمـّي أبو قدامة)
فالتفتّ ُ إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام
وإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليه
فمزقت اللحمان ، وأدمت اللسان
وفرّقت الأعضاء ، وكسّرت العظام ..
وإذا هو يتيم ملقى في الصحراء
قال أبو قدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ، وصرخت : ها أنا أبو قدامة .. ها أنا أبو قدامة ..
فقال : الحمد لله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمع وصيتي
قال أبو قدامة : فبكيت والله على محاسنه وجماله ، ورحمةً بأمـّه ، وأخذت طرف ثوبي أمسح الدّم عن وجهه
فقال : تمسح الدّم عن وجهي بثوبك !! بل امسح الدّم بثوبي لا بثوبك ، فثوبي أحقّ بالوسخ من ثوبك ..
قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحر جواباً ..
فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرّقة ، ثمّ تبشـّر أمـّي بأن الله قد تقبـّل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإنـّي سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنـّة ، ..
ثمّ قال : يا عم إني أخاف ألاّ تصدّق أمـّي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدّم ، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ، وأن الموعد الجنـّة إن شاء الله ..
يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسع سنوات .. ما دخلت المنزل إلا استبشرت وفرحت ، ولا خرجت إلا بكت وحزنت ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وفجعت بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر :
يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات ..
ثمّ تحامل الغلام على نفسه وقال : يا عمّ صدقت الرؤيا وربّ الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشم ريحها ..ثمّ انتفض وشهق شهقتين ، ثمّ مات ..
(إلى آخر القصـّة ....)
ثمّ في عصرنا الحالي قامت ثلـّة من المؤمنين الأطهار في شتـّى بقاع الأرض(( كفلسطين وأفغانستان والشيشان والعراق والصّومال والفلبين ولبنان وووووو))فهموا قول الله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:218)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (10)تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الصف:11)
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
وفقهوا قول الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم :
للشّهيد عند الله خصال :
1 - يغفر له في أول دفعة من دمه
2 - ويرى مقعده من الجنـّة
3 - ويحلـّى حلية الإيمان
4 - ويزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين
5 - ويجار من عذاب القبر
6 – ويؤمـّن من الفزع الأكبر
7 - ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها
8 - ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته( السلسلة الصحيحة)
فاشرأبـّت أعناقهم وتحرّكت قلوبهم (بل واحترقت قلوبهم ) شوقا للجهاد والاستشهاد فقدّموا الغالي والنـّفيس في سبيل الله تعالى وخرجوا من ديارهم بحثا عن الشّهادة وعن الدّفاع عن أعراض وحرمات المسلمين وقبل ذلك إرضاء لربّ العالمين وحبـّا له وطمعا أن يكرمهم بالشّهادة في سبيله لينالوا جنـّته ويفوزوا برضوانه ويكرموا برؤيته جلّ في علاه ،
ولكن سبحان الله رغم ما قدّموه وبذلوه لنصرة دين الله تعالى لم ينجو الكثير الكثير منهم من ألسنة بعض المسلمين للأسف الشديد ،
فذاك يشكـّك بجهادهم ، وهذا يتـّهمهم بأشبع وأفظع الصّفات ، وآخر يرميهم بالخوارج والتـّكفيريين .
فأقول لكم نصيحة لوجه الله تعالى ليندمنّ أشدّ النـّدم (( والله تعالى أعلم ))(( إن لم يتب)) كلّ من توسوس له نفسه الطـّعن والهمز واللمز بأولئك الأطهار الذين ما خرجوا من ديارهم إلاّ إرضاء لله تعالى ، فهل يعقل أن يكون من باع نفسه لله تعالى مجرما أو قاتلا للأبرياء أو يريد الدنيا بأسرها لا والله لا والله لا والله .
فيا من وسوس لك الشيطان وأغراك وسلـّطت لسانك وقلمك على المجاهدين اتـّق الله تعالى وأعلم أنـّك موقوف بين يديه وأنصحك لوجه الله تعالى إيـّاك ثمّ إيـّاك أن تأتي يوم القيامة وفي صحيفة أعمالك(( خصيما للمجاهدين))
فوالله لإن آتي ربّي يوم القيامة محسنا ظنـّي بالله تعالى ثمّ بعباده المجاهدين ولكنـّي كنتُ مخطئا بحسن ظنـّي بهم فإن سألني ربّي عبدي كيف تحسن الظنّ بهم وهم كذا وكذا فأقول خشيتك يا ربّي وخوفا أن أكون خصما لمن تحبّ .
أقول والله حينها أطمع أن يغفر لي ربّي لحسن ظنـّي بهم ،
أو عياذا بالله تعالى آتي خصيما لهم يوم القيامة وهم فعلا أهل الله خاصـّته وهم حقـّا وصدقا من عباده المخلصين ، وهم يقينا أولياء الله ، وهم وهم وهم .
فيا عبد الله اتـّق الله اتـّق الله اتـّق الله ولا تخاصم أولياء الله .
وأخيرا وصيّتي لأهلي وإخواني وأحبابي جميعا أقول كرؤوس أقلام :
1: احرصوا أشد الحرص على رضا الله تعالى في السّر والعلن .
2: أخلصوا أقوالكم وأفعالكم لله تعالى .
3: جاهدوا أعداء الله تعالى بأنفسكم وأموالكم والسنتكم .
4: احفظوا كتاب الله تعالى واعملوا به ، واقتدوا بسنـّة الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم وتمسّكوا بها وعضـّوا عليها بالنـّواجذ .
5-كونوا مصابيح هداية بل أنوارا ساطعة تنير الطريق للحيارى (( طبعا بعد فضل الله تعالى
6: ربـّوا أنفسكم ومن تعولوا على حبّ الجهاد والمجاهدين والعلماء والمؤمنين والمسلمين عموما .
7: والوا أولياء الله تعالى وعادوا أعداءه .
8: أحبـّوا لإخوانكم ما تحبـّونه لأنفسكم .
9: غضوا أبصاركم عن رؤية الحرام واستعينوا على ذلك بتذكـّر رؤية الرحمن (( أي كلـّما هممت أخي المسلم برؤية الحرام خاطب نفسك وقل لها ويحك تطمعين برؤية الرحمن وأنت تنظرين إلى الحرام فذاك ضدان لا يجتمعان رؤية الرحمن والنـّظر إلى النـّسوان ))
10: فكـّر أخي الحبيب بكل كلمة قبل النـّطق بها هل تحبّ أن تلقى الله وأنت تقولها أو تكتبها .
11: ابكِ على ذنوبك وتب منها الآن قبل أن تقف بين يدي مالك الملك ، فلا ينفع حينها ندم ولا بكاء .
12: لا تنسني من صالح دعائك .
أسأله تعالى أن يغفر لي ولكم ويجمعني بكم عاجلا غير آجل في ساحات الوغى ثمّ شهداء ثمّ في الفردوس الأعلى مع الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم .
اللهمّ كما ألـّفتَ بين قلوبنا في هذا المنتدى دون أن يعرف بعضنا بعضا اجمعنا جميعا إخوانا متحابـّين على سرر متقابلين نراك يا أرحم الراحمين .
اللهمّ اعصمنا من قول الزّور وشهادة الزّور والطـّعن بالمجاهدين والعلماء خصوصا ، وبعموم المسلمين .
اللهمّ اجعل موضوعي هذا وكلّ كلمة كتبتها في المنتديات أو خارجه خالصا لوجهك الكريم وفي ميزان حسناتي يوم أقف بين يديك يا ربّ العالمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصـّلاة والسـّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه