حقيقة دور المرأة الدعوي
الناظر في دور المرأة المسلمة في هذا المجال يجد أنه كان لدعم عمل الرجل، ولا يصح بحال أن يستهان بهذا الدور؛ فإن المرأة تمثل السكن النفسي للرجل.
وهي بذلك تؤدي دوراً دعوياً مهماً؛ لأنه لا يستطيع حل مشكلاته الخاصة إذا كان مشغول البال، فضلاً عن تحمله أعباء الدعوة.
وكم عرفت الدعوات أناساً سقطوا على طريق الدعوة أو ضعف إنتاجهم؛ لهذا السبب.
وموقف خديجة رضي الله عنها في مواساة النبي صلى الله عليه وسلم ومؤازرته وعونه أكبر دليل على الأهمية البالغة لهذا الدور.
ولقد تأملت في حال الصحابة رضي الله عنهم وسلف الأمة رحمهم الله في انطلاقهم في كل صقع من الأرض، مجاهدين ودعاة ومربين، وغياب بعضهم المدد الطويلة.
فألفيتها تعطي أوضح دليل على ما كان لنسائهم من دور فعال في تربية أبنائهم الذين كانوا على خطى آبائهم؛ ديناً ومنهجاً وقوة ومَضَاء.
وجُلّ نساء اليوم لا تعي هذا الدور ولا تفهمه، ومن باب أوْلى لا تقوم به.
فعندما تزف البنت إلى عش الزوجية تظنه مكاناً للراحة والتدليل، وما درت أنه بداية الكفاح والتضحية والمسؤولية والعطاء الذي تطرق به باب الجنة ، إن قامت به على وجهه.
ولا يقف دور المرأة عند هذا الحد، فإن لها دوراً قوياً مؤثراً في كونها قدوة حسنة، كريمة الأخلاق، حسنة المعشر، تقضي حوائج الناس، وتشاركهم همومهم وأفراحهم مع التزام الشرع.
إضافة إلى الدعوة المقصودة في انتهاز الفرص المناسبة للدعوة والتوجيه، مع مراعاة أحوال المدعوات والمدعوين من المحارم، وقد بلغ نساء السلف في هذا مبلغاً عظيماً .
ياله من دين