بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين الذين قاموا بالحق وبه كانوا يعدلون .
أما بعد:
إن على أي جماعة أو مذهب او ديانة أو طائفة أو شعب أو عرق أو لون أن يتعرف بعين النقد على العقل الذي يسير هو في فلكه وفي مداره والطريق الذي يمضي عليه ,وذلك حتى ينتقل الانسان من عقله المنفعل الى عقله الفاعل وهذه طريقة الأنبياء عليهم السلام ,نقد ما عليه قومهم وتشجيعهم على ذلك ,ولو أن جميع الفرق والمذاهب بل حتى الأديان قاموا بإعمال وتشغيل العقل الفاعل لالتقى الجميع في محطة واحدة وسألقي في هذه المقالة السريعة نقاطا على العقل الشيعيي حتى يصل الانسان الشيعي الى حالة من الاستبصار الحقيقي ,وأول نقطة في الاستبصار هي ان يتعرف الانسان على الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) فمن عرف ربه عرف نفسه ,ومن نسي ربه ولم يتعرف عليه لم يعرف نفسه فدعاه ذلك الى الفسق والمروق عن النظام الالهي فلذا بعد هذه الآية الكريمة عرف الله بنفسه قائلا(هو الله الذي لااله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم)الآيات.
العقل الشيعي يبدأ منذ أن يولد الشيعي إلى أن يبلغ فتتبلور في ذهنه مجموعة من الأفكار تطبع نفسيته بطابع معين وطريقة تفكيره وكلامه وتطلعاته بطابع تتبلور فيه أفكار معينة تمثل العقل الشيعي الذي هو عقل منفعل كأي عقل من العقول وهنا تكمن الصعوبة في حدوث الانقلاب الحقيقي من خلال تحويل المسار الى العاقل الفاعل ونقد جميع هذه الأفكار التي كونت شخصية الانسان الشيعي وهذا الانقلاب الثورة لانريدها فقط في العقل الشيعي بل حتى العقل السني والغربي والشرقي فالانسان لايمكن أن يصل الى مرحلة التكامل والكمال العلمي والعملي الا من خلال هذا المنهج المتفق على انه علمي ,والشخص الذي يريد أن يناقش افكاره هو شخص ضعيف يخشى على افكاره من الضياع لإنها قائمة على أسس ضعيفة ,فلا يمكن ان تصمد امام تحديات العصر في وفق عالم متغير لايعترف الا بالحقائق والمناقشة ,ولا يعرف ا لالتواء ,ومهما تكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم العقل الشيعي قائم على المبادئ التالية :
1-التلون الدائم.
2-التوجس الدائم.
3-الحقد الدائم.
4-الرغبة في الانتقام.
5-الروح الثأرية وليس الثورية .فثورة الخميني في ظاهرها ثورة ولكن في باطنها ثأرية لأن الثورة اذا انجحت وانحرفت تتحول من ثورة الى ثأرية.ولذا نرى بأم أعيننا كيف ان الثورات السنية في مصر وتونس وليبيا واليمن لم تكن ولم تؤل إلى الثأرية بينما الشيعة في البحرين من اول يوم جعلوها ثأرية .
6-الروح الجدلية .
7-الشيعة هم ضحايا الفلاسفة الذين ضلوا وأضلوا ولذا لانجد مجتمع مهتم بالفلسفة مثل المجتمع الشيعي ,والفلسفة هي بديل عن الوحي الإلاهي,والعبرة عند علماء الشيعة بالعقول لابالنقول -في العقائد-.
8-الروح الرسالية .
9-التنظيم وحسن الإدارة وخصوصا ادارة الأزمات.
وهذين أمرين محمودين في العقل الشيعي ونجدهما مفقودين في العقل السني الذي يعاني من الفوضى في عصرنا هذا .
10-العقل الشيعي يحمي نفسه من النقد من خلال تجذير ثقافة أن تقبل النقد والدخول فيه خارج عن استيعاب عامة الناس حيث يقوم علماء الشيعة بدق أسفين كبير بين عامة الناس وبين القرآن والسنة فلا يفهم القرآن إلا العلماء وليس للعامة إلا قراءة ظاهر القرآن وظاهر القرآن غير مراد وأي واحد من المخالفين فإنما يناظر من خلال ظاهر القرآن فالمناظر لن يكون بأحسن حالا من المناظر الشيعي وذلك لأن الآية القرآنية لها ظهر وبطن ولكن بطن ظهر وبطن الى سبعين بطنا .
وهذه طريقة لتحييد القرآن والسنة عن حياة الناس حتى يتسنى لعلمائهم أن يقودهم كما شاؤوا وأن يدعوا أن هذا هو مراد الله والأئمة -على حد زعمهم-.
الشيعة الذين يقرؤون هذا الكلام ممكن أن يقول احدهم نحن لسنا متلونيين ولا حاقدين الخ.
وهذا القول لاينفع قائله ,لأن قائله احد رجلين :
1-شخص لايدري ما يقول ولا يفرق بين البقل والتبن .
2-أو شخص لايزال تحت تأثير الحالة الانفعالية .
ومجرد النفي لاينفع لأن هذه الخصائص للعقل الشيعي هي مسلمات وليست نظريات تحتمل الصواب والخطأ ,ولذا فإن نفي هذه النقاط يعمق الإيمان أكثر وأكثر بعدم الثقة في كل ما يصدر عن العقل الشيعي.
ولذا نريد من الشيعة أن يقولوا:
هل فعلا نحن متلونون ولماذا ؟
هل نحن نطلب ثأرا ولماذا ؟ولمصلحة من؟الخ.
بهذه الطريقة سيتحرك العقل الفاعل والنقد البناء
لذا أجد نفسي معجبا ,بنعمت الله الجزائري الذي اجاب عن هذه الأسئلة فخلص في النهاية إلى الاعتراف بأن الشيعة اصحاب دين مختلف تماما عن دين أهل السنة بل أن من أساسيات الدين الشيعي هو شن الحروب على المسلمين
,واما اليهود والنصارى فحربهم مبنية على قاعدة الموازنات (المصالح والمفاسد).
وأيضا أجدني معحبا بالعلامة الخوئيني والكسروي الذين قاما بنقد العقل الشيعي وتهذيبه وجعله عقلا اسلاميا صالحا لأن يكون بجانب الفقه الشافعي والحنبلي والحنفي والمالكي والظاهري والزيدي.
والآن :
هل هذا العقل بهذه الصفات المذكورة يستطيع أن يواجه تحديات العصر ,؟
الإشكالية :ان الأمم المتحضرة والمتمدينة في عصرنا هذا ,لايمكن أن تتعايش مع هذا العقل الغريب الأطوار ,إلا أن الأمم المتحضرة هي من الذكاء بحيث أن هذاالعقل يسهل استخدامه لتنفيذ مصالح الدول الكبرى ,فأنت أمام شخص متلون براغماتي يفلسف أي تصرف يقوم به ,حاقد ملئ بالخرافات ثأري تستطيع من خلال آماله وآلامه أن توجهه لمصلحتك وقد توجهه لأن يلقى حتفه أيضا ,فإنه عقل مخيف .
ثم إنه عقل غير قابل للثبات والتماسك بل هو قابل للإنقسام والتشظي ,في الوقت الذي لايمكنه الاندماجالانساني , وذلك لأن القيم الإنسانية منتفية عن العقل الشيعي ,مثل قيمة الولاء للوطن والمحبة والتآلف والأخلاق الصادقة -
وليست الحسنة - فهناك فرق فليس كل من عاملك بالحسنى فهو صادق ,ولذا فإن العقل الشيعي يلزم اتباعه بأحد أمرين :
إما أن تكونوا كل شئ وإما الآتكونوا شيئا ,وهنا يكمن الخطر العظيم ,الذي يودي بكوارث على المدى المتوسط والبعيد .
فهل العقل الشيعي سيقود أتباعه لأن يكون جزء من شئ - ارجو أن يكون الأمر كذلك - وهذا بعد تفعيل العقل الفاعل ,واما على صعيد الانفعال فهذا غير ممكن . والله المستعان