مقال لفضيلة شيخنا الفاضل حميدان الجهني أبو عبد الله وفقه الله
نُشر في جريدة المدينة يوم الثلاثاء 7 – 7 – 1427 هـ
بعنوان :
المخيمات وقيمة اللاعب ! !
تملكني العجب وأنا أقرأ في هذه الصحيفة الموقرة خبراً مضمونه أن أحد الأندية اشترى لاعباً من
ناد آخر بمبلغ خمسة ملايين ريال ! !
مليون ونصف منها للاعب والباقي للنادي تذكرت حينها المخيمات الصيفية في بلادنا العزيزة التي
أثبتت ولله الحمد نجاحها وبدت آثارها وثمارها التي عجز الكثير منها عن تكاليف أنشطتها التي
تعتمد في الغالب على جهود ذاتية وبعضها على ديون لم تسدد حتى الآن وبعضها لم يقم أو أُقيم
بصورة ضعيفة بسبب العجز المالي في ميزانيتها فلم تعتمد لها ميزانيات كما أن دعم التجار لا يكاد يذكر
في بعض المناطق بالإضافة إلى عدم تعاون بعض الجهات الحكومية عن المساهمة بالخدمات المتوفرة
لديها من خيام ونحوها .
فحق لنا أن نتساءل أمن أجل شخص واحد ( أياً كان ) تصرف هذه الملايين , ونغفل عن حاجة
المئات بل الألوف من أبنائنا وبناتنا .. بل وأسرنا التي تتلهف لإقامة أنشطة تملأ أوقات فراغهم
وتحفظها من التسيب وخصوصاً في الصيف .
فهل تكاليف تلك الصفقة وشبيهاتها من مخصصات النادي من رعاية الشباب أم أنها تبرع من أحد
التجار المقتدرين ؟ ؟
فإن كانت الأولى : أفليس من الأجدر أن توضع ميزانيات ومخصصات لإقامة الأنشطة العامة
والمخيمات النافعة وما دور الأندية في المساهمة فيها ؟ ! أم أنها محصورة في عدد قليل من لاعبي
كرة القدم ؟ !
وإن كانت الأخرى .. أفلا يدرك أصحاب رؤوس الأموال أن ما ينفقونه في المصالح العامة
كالمخيمات والأنشطة
الترويحية أنفع للوطن وأفضل للمواطن وأعظم أجراً من شراء لاعب أو التعاقد مع مدرب ( أجنبي )
؟ ! !
فالكثير من الأنشطة السياحية والترفيهية والدعوية في أمس الحاجة إلى أقل بكثير من هذا المبلغ
الذي صرف من أجل شخص واحد لإقامة أنشطة تخدم شريحة كبيرة من أبناء المجتمع .......
فقيمة اللاعب فقط تكفي لإقامة أكثر من عشر مخيمات كل واحد منها يحفظ أوقات ما لا يقل عن
عشرة آلاف شاب خلال شهر كامل فكيف بقيمة عشرات اللاعبين ....