الأصل الرابع: التقوى ..
قال الله جلَّ وعلا موجهًا الخطاب للجميع: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]
يأمر الله تبارك وتعالى المؤمنين بأن يحفظوا أهلهم؛ لكي يكونوا في وقاية من النار .. ولن يكونوا في وقاية من النار إلا بالتقوى، بفعل المأمور واجتنــاب المنهي عنه .. بفعل الطاعة وترك المُحرَّم ..
فعليك أن تأمر أهلك بالخير، وتنهاهم عن المنكر والمُحرَّم ..
قالوا: "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا " بأن تتعاونا على البر والإحسان والتقوى، ولا تتعاونا على الإثم والعدوان .. فعليكم أن تتخذوا التدابير لكي تكونا في مأمن من كل شيءٍ يُبعدكم عن الله تبارك وتعالى، فتتتقيه ..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "رَحِمَ الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء. رَحِمَ الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء"[رواه أبو داوود والنسائي وحسنه الألباني]
فالذي يصلح البيت أن تتعاونا سويًا على طاعة الله .. تُصليا معًا، تصوما معًا وهكذا في سائر الطاعات ..
قال تعالى "وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ" .. وقد وصف الله تعالى الملائكة بإنهم غلاظٌ شداد .. على الرغم من قوله لنبيه {..وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..} [آل عمران: 159]
فإن لم تتبع أنت يا أيها الرجل الرقة واللين في التعامل مع أهلك، فاتقِ نـــــار ستنال كل فظٍ غليــــظ ..
لأن الجزاء من جنس العمل .. فمن كان فظًا غليظًا على أهله، حسابه شديد .. فهو يستغل حق القوامة بشكلٍ غير صحيح، وقصارى أمره أن يرفع صوته ويظهر قوته على امرأته ..
وقد نهى النبي عن ذلك .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة"[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]
فإن كنتم أشداء، سيُشَدُّ عليكم .. وإن كنتم غِلاظ، سيُغلَظ عليكم ..
"لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " .. وفي المقابل إن كنت ممتثلاً لأمر الله تبارك وتعالى، ستلقى مصيرًا آخر ويرحمك الله من النـــار التي وقودها الناس والحجارة.
فلا تكن غليظًا شديدًا، واتبع أمر الله ينصلح بيتك،،