المخالفة الثانية
اعتاد بعض الناس إذا غضب أو أخبر بأمر غير سار أن يلعن الشيطان
وهذا أمر ينبغي أن ينظر فيه ولو اعتادت عليه الألسنة فيقال :
أولا
إن الله تعالى لعن الشيطان فقال في محكم التنزيل :
( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * 117 *
لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ) النساء 117ـ 118 .
وثانيا
أنه لا يلزم من لعنة الله له أننا نلعنه ، لأن الله تعالى له الأمر كله وله الحكم كله .
ومثال ذلك أن الله تعالى أقسم بالسماء وأقسم بالتين والزيتون وغيره مما جاء في القرآن
أو صح في السنة ومع ذلك فلا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله تعالى .
وثالثا
ربما يظن ذلك الذي يلعن الشيطان أن في لعنه للشيطان زيادة في تحقير الشيطان وازدرائه .
وهذا خلاف الصواب ، بل إن التعوذ من الشيطان أبلغ من احتقاره وبيان ضعف كيده ومما يدل
على ذلك : " أن أحد الصحابة رضي الله عنهم كان رديفا للنبي صلى الله عليه
وسلم على حمار فعثر الحمار . فقال الصحابي : تعس الشيطان . فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : " لا تقل تعس الشيطان ، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول : بقوتي صرعته .
ولكن قل : باسم الله ، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب " رواه أحمد وأبو داود
والنسائي والحاكم .
ففي هذا الحديث بيان واضح في أن الألفاظ التي فيها تعظيم لكيد الشيطان ينبغي تجنبها
لأنها تزيده كبرا وغرورا .
وأصرح من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره "
ـ إلى أن قال ـ :
ومثل هذا قول القائل : أخزى الله الشيطان وقبح الله الشيطان ، فإن ذلك كله يفرحه ويقول :
علم ابن آدم أني قد نلته بقوتي ، وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده شيئا .
ـ ويختم فضيلته بحثه بسؤال موجه إلى الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله تعالى عن هذا الأمر ـ
فأجاب رحمه الله بقوله :
" الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان وإنما أمر بالاستعاذة منه كما قال تعالى :
( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) الأعراف : 200 .
وقال تعالى في سورة فصلت : 36 :
( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )
باختصار يسير
من كتاب مخالفات متنوعة
للشيخ عبد العزيز السدحان
>>>> يـــــتــــبــــــع بإذن الله <<<<
المخالفة (( 1))
http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?t=46462