[frame="1 80"]
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم ولا على ذي عينين أن الكفر قد حشد جمعه وجمع حشده وأناخ بكلكله كله في ساحة الإسلام، وتعاضد الكفر الخارجي مع النفاق الداخلي على أهل الإيمان .
والدرع الواقي والدواء الشافي من ذلك أن نعمل جميعاً في إقامة دين الله.
وإقامة الدين لا تتم إلا بمجابهة أخطار الخارج وتقويم انحراف الداخل، أو بالأدقّ ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قوام الدين كتاب يهدي وسيف ينصر، وكفى بربك هادياً ونصيراً" يتأول قول الله تعالى { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزْلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحديد:25].
وقد قام بالنصرة بالسيف طائفة من المؤمنين وهم المجاهدون الصادقون، وقام بالهداية بالكتاب بعض العلماء وطلاب العلم والدعاة العاملين.
وهاتان الطائفتان هم بقية الخير في الأمة الذين قاموا بمايجب عليهم نحو دينهم وإيمانهم فنجوا بصلاحهم وإصلاحهم قال سبحانه : { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ.وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [هود:116-117] وبقيت في الأمة جموع غفيرة تتفرج معركة الإسلام مع خصومه.
وكثير منهم ممن ينتسب إلى الصحوة الإسلامية فحبهم للإسلام وحميتهم على الدين لا تتجاوز عبارات الإعجاب بالمجاهدين والمصلحين، وعبارات الذم والتشنيع على الكافرين وهذا وإن كان خيراً إلا أنه لا ينصر ملّة ولا ينقذ أمة.
فأقول لهذه الجموع الخاملة والطاقات المعطلة كونوا أنصار الله وخوضوا المعركة مع إخوانكم وسارعوا في رد كيد الأعداء من الكفار والمنافقين .
فأنت أخي المسلم قادر على أن تفعل للإسلام الكثير، مهما قل علمك وضعف تدبيرك وخفي اسمك وجُهِل قدرك
أنت كنز الدر والياقوت في لجة البحر وإن لم يعرفوك..
محفل الأجيال محتاج إلى صوتك العلي ولإن لم يسمعوك..
فمجالات نصرة الدين ووسائل وأساليب الدعوة لا حصر لها فستجد فيها ما يناسب تخصصك وقدراتك، فابحث عن ذلك وشاور فيه أهل العلم والصلاح من حولك، وقل لهم أنا سهم للإسلام فحيث كانت مصلحة الإسلام فارموا بي هناك.
وإليك بعض الخواطر في بعض الأمور التي تستطيع فعلها
أولاً: محافظتك على فرائض الله واجتناب حرماته، فذلك من أعظم ما تنصر به الأمة كما أن من أسباب تسلط أعدائها عليها ذنوب أبنائها، فالذنوب جراحات أثخنت الأمة..
فيا أخي الكريم إن لم تدفع عن الأمة فلا توهنها بذنوبك ومعاصيك فتعين بذلك أعداءها عليها فرب جرح وقع في مقتل.
ثانياً: احرص على أن لا تجلس مجلساً إلا وتنصح فيه للدين، أو تأمر فيه بالمعروف أو تنه فيه عن المنكر، أو تدع فيه إلى الخير أو تحذر فيه أساليب الكفار والمنافقين.
ثالثاً: أن هناك وسيلة وأسلوب دعوي رباني نبوي يغفل عنه كثير منا في الدعوة إلى الله وهو أسلوب الرسالة، فالله أرسل إلى عباده الكتب يقرأونها فيهتدون بها وأهل اليمن استجابوا لسليمان عليه السلام برسالة كتبها إليهم وحملها هدهد. وكثير من الأمراء والملوك وزعماء القبائل دخلوا الإسلام بالرسائل..
فللرسالة تأثيرها على المرسل إليه، فعندما يشعر أنه المخاطب بهذا الكلام من المرسل يعطيه اهتمامه ويرجع إليه إذا أراده، وأيضا المرسل قد يدبج في رسالته من حسن القول ولين الخطاب وقوة الاستدلال ما يغيب عنه عند المحادثة والخطاب. وأرجو أن تكتب الرسائل بخط اليد ليشعر المرسل إليه بأنه المعنيّ في الخطاب؛ فالناس سأموا المطبوع والرسائل المفتوحة إلى الجميع..
فاكتب رسائل بخط يدك لكل من جارك قاطع الصلاة.. رسالة إلى التاجر.. رسالة إلى الشاب غير المستقيم.. رسالة على المغترب في ديار الكفر.. رسالة إلى من فرّطت في الحجاب.. رسالة إلى موظف البنك.. رسالة إلى صاحب الدش.. رسالة إلى صاحب الفندق.. رسالة إلى صاحب تسجيلات الفيديو.. رسالة إلى صاحب تسجيلات الأغاني..
رسالة.. رسالة..
وهكذا لكل من رأيت لزوم نصحه في معروف أو نهيه عن المنكر، وتكتب الرسالة بأسلوب رفيع لين مؤدب تخاطب عاطفته وعقله، وممكن تستعين في صياغتها ببعض المشايخ وطلاب العلم، ويترك مكان اسم الموجهة إليه فارغاً واسم المرسل يكتب عبد الله بن عبدالرحمن بن عبد العزيز الناصح مثلاً إن كنت لا تريد المرسل إليه يعرف شخصك وتحتفظ بالأصل، وتصوّر من كل رسالة عدداً كبيراً، ويفضّل أن يكون تصويراً ملوناً لتظهر الرسالة كأنها أصل للمرسل إليه، لأنك تحتاج إلى إرسالها مرات كلما لاح لك صاحبها.
ثم إليك أمثلة لما تفعل :
1- تقوم بأخذ أرقام فاكس البنوك أو الفنادق مثلاً، وترسل بالفاكس الرسالة الخاصة بالمحل أو موظفيه، وممكن المدراء وكبار الرجال في المؤسسات ترسل لهم عبر البريد الخاص بهم.
فتخيل أنه يفتح الظرف أو الموظف يقرأ الفاكس يجد فيه ما يذكره بربه ويحذره من عقوبة فعله وآثاره الوخيمة عليه في الدنيا والآخرة.
2- تمر على محل الفيديو تسلّمه ظرفاً قائلاً له هذه رسالة لك من عبد الله بن عبد الرحمن وتمضي لسبيلك.
3- تمر بجوار بيت عليه دش فتلقى الولد الصغير بعد أن تطرق الباب بأدب وتقول له هذه رسالة مهمة تعطيها أباك، فتنتظر الأم والأولاد موعد رجوع الأب لينظروا مافي الرسالة، فيسألوه عن فحواها فيجدون ويسمعون خيراً.
4- تقف في السوق فترى شاباً مظاهر عدم الإستقامة واضحة عليه، فتدخل يدك في جيبك وتخرج رسالة مظرفة تسلّمها له بأدب قائلاً له كم كنت أبحث عنك! يقول لماذا؟ قل معي لك رسالة من أخيك عبدالرحمن، من هو؟ لو قرأت الرسالة لعرفته، وتمضي وتتركه مع الخير.
5- صاحبك أو من تعرفه المغترب في أمريكا مثلاً، يدق عامل البريد بابه يسلمه رسالة منك تذكره فيها بالله وبدينه وتحذره من الكفر والفسوق والعصيان وترشده إلى الخير، كم وقعها في نفسه.. من الرياض، من صنعاء، من بغداد، من القاهرة من القرية النائية والبادية البعيدة، رسالة تذكّرني بالله.
وهكذا تمضي في عملك أو دراستك أو نزهتك وأنت تحمل رسائل الخير مبشراً داعياً إلى الله.
خواطر..
1- جمعت مع إخوان لي مبلغ قدره 4000 ريال سعودي واشترينا ورقاً وظروفاً وكتبنا رسائل عددها 5، ثم صورناها فكان العدد كالتالي:
خمسة وعشرون ألف لرب البيت الذي أدخل فيه الدش، وخمسة آلاف موزعة على الفنادق ومحلات الغناء والفيديو، وأتينا بجموع من الأحباب الأشبال الصغار وشغّلناهم في التظريف، ثم وزعنا الرسائل على الشباب الكبار لكل مجموعة منطقة محددة من مدينة ما .. انطلقوا بعد صلاة العصر ولم يأت العشاء إلا وثلاثون ألف رسالة سلّمت لأصحابها في المدينة.
2- أحدهم أعرفه أدخل ولده الدش إلى بيته، وهو رضي بالحال -وهو يصلي وعلى خير- كتبت له رسالة باسمي ذكرته فيه بما فتح الله علي، يرسل لي بعد بضعة أيام شاكراً بأنه قرأ الرسالة وصعد السطح وأنزله وفعلاً وإلى اليوم بيته خالٍ من ذلك.
3- أعرف أخاً تركب معه الطائرة فتناوله المضيفة الشراب، وهو يناولها رسالة الهداية التي كتبها بيده قبل قليل لعل الله يهديها بها.
4- أعرف أخاً يتصل بالتلفونات لا لشيء إلا ليذكر الناس بصلاة الفجر، أحدهم قال له والله ما ذكرني أحد بها إلا أنت.
5- أعرف إخوة يجمعون شرائط المحاضرات والدروس من المكتبات التي اتخذها بعض الأخوة زينة، ويذهبون بها إلى مواقف التاكسي وسيارات الأجرة يوزعونها عليهم، والله رأيتهم يتخاطفونها.
وغيرها من وسائل الدعوة التي لا تحتاج إلى مؤسسات ولا إلى كثير مال ولا إلى قوة حجة وبيان.
فلعنُك الظلام لا يجدي شيئاً ولكن أوقد شمعة تبدد ولو جزءاً منه..
منقول
رابط الموضوع في طريق الإيمان
http://www.imanway.com/vb/showthread.php?t=5177[/frame]