دع البكاء على الأطلال والدار واذكر لمن بات من خل ومن جار
واذرف الدموع نحيباً وابك من أسف على فراق ليـال ذات أنوار
كنا قبل أيام .. نهنئ أنفسنا والمسلمين بحلول ضيفٍ طالما انتظرناه .. وزائر طالما اشتقنا للقياه ..
أقبل الضيف يحمل بين يديه ( نفحاتٌ ورحمات ) . أقبل وفي جعبته ( صيامٌ وقيام .. وذكرٌ وإنابة وخضوع ) .
لا أشك أن أحداً يخفى عليه أمر هذا الضيف العزيز الغالي على قلوبنا .. ذلكم هو شهر رمضان .. شهر العبادة والإحسان .. فهنيئاً ثم هنيئاً لمن أحسن استقباله ... هنيئاً لمن أكرف وفادته .. هنيئاً لمن استغلّ لياليه ..
هنيئاً لمن قام ليله وصام نهاره .. هنيئاً لمن أقبل فيه على الله بقلبه وجوارحه .. هنيئاً لمن تقرب إلى الله فيه بأعمال صالحة .. وأفعالٍ حسنة رابحة ...
هنيئاً لمن جعل نهار رمضان صومٌ وذكرٌ وتلاوة للقرآن ... وجعل ليله قيامٌ ومناجاة بين يدي الرحمن ..
هنيئاً لمن تاب الله عليه في رمضان .. هنيئاً لمن رضي الله عنه في رمضان .. هنيئاً ثم هنيئاً ثم هنيئاً لمن أعتقه الله من النار في رمضان ..
وآهٍ ثم آهٍ على رجل فرّط في إكرام الضيف .. آهٍ على شخص أدرك رمضان ولم يغفر الله له ..
وا حسرتاه على أناسٍ دخل رمضان وخرج وهم في غيهم يسرحون .. وخلف الشهوات يلهثون .. ووراء الملذات يركضون ..
آهٍ على المفرطين والمقصرين .. وهنيئاً للتائبين المنيبين .. آه على الكسالى والنائمين .. وهنيئاً للمقبلين الصادقين ..
يا من تقرب إلى الله بالطاعات في رمضان ... أبشر بالقرب من الرب المنان ... والفوز بأعلى الجنان .. ويا من بذل ماله في رمضان .. أبشر بزيادة مالك .. وكثرة أجرك وحسناتك ..
ويا من فرط في ليالي رمضان .. قد خسرت القرب من الرحمن .. وفاتك الحصول على الثواب من الملك الديان ..
وكتب / البربهاري