"البيتاوي" يتعرّض لمحاولة اغتيال في نابلس وأصابع الاتهام تشير لـ"فتح"
الخميس4 من رمضان 1429هـ 4-9-2008م
مفكرة الإسلام: أطلق مسلح واحد على الأقل من تيار داخل حركة "فتح" النار على سيارة النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" الشيخ حامد البيتاوي، أثناء توقفها أمام أحد المساجد في قرية روجيب بنابلس في الضفة الغربية المحتلة مساء يوم الأربعاء وأصابوها بنحو 15 رصاصة.
وقالت مصادر محلية وفق ما أورده المركز الفلسطيني للإعلام إنه وعقب ترجل الشيخ النائب حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين، من سيارته ودخوله المسجد لأداء صلاة العشاء في قرية روجيب بنابلس؛ قام شخص ملثم على الأقل بإطلاق النار تجاه المكان الذي يجلس فيه الشيخ وأصاب السيارة بما يتراوح بين 10 – 15 رصاصة، قبل أن يلوذ بالفرار.
وذكرت المصادر أن حالة من الغضب والاستياء العام عمت بين صفوف المصلين الذين خرج جزء منهم من الصلاة وشاهدوا آثار الجريمة التي يعتقد أنها كانت محاولة لاغتيال الشيخ أو توجيه رسالة له.
وقالت المصادر المحلية إن النائب الشيخ اتصل على الأجهزة الشرطية لإبلاغها بالحادث لكنها تعاملت بغير اكتراث ولم تحضر إلا بعد ما يزيد عن نصف ساعة رغم أن المكان لا يبعد سوى 5 دقائق عن مركز الشرطة.
ونقلت المصادر المحلية عن مسؤول في تنظيم حركة "فتح" في قرية روجيب قدم إلى المكان بعد الحادث قوله بلهجة ساخرة: "لو أنكم أعلمتمونا بنية الشيخ زيارة القرية لقمنا بالواجب".
حكومة هنية: محاولة الاغتيال تعكس العقلية الإجرامية لسلطة رام الله:
ومن جانبها أدانت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية بشدة محاولة الاغتيال، واعتبرت على لسان الناطق باسمها طاهر النونو أن محاولة الاغتيال هذه "والتي تأتي بعد تهديدات من محافظ نابلس (جمال محيسن) للشيخ البيتاوي مؤخراً؛ يدلل على حقيقة العقلية الإجرامية التي تسيطر وتهيمن على هذا الفريق في الضفة".
وحملت الحكومة "أجهزة الأمن المنفلتة في الضفة والعصابات المسلحة والمحصنة بغطاء سياسي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة"، ودعت الفصائل الفلسطينية والنواب ومؤسسات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتهم "لحماية شعبنا من هذه العصابات المارقة وحمايته من جرائمها بحق الدعاة ورجال العلم وبحق المواطنين لما تمارسه من إرهاب لكل شرائح المجتمع وقهر مسلح لأبناء شعبنا".
وأكدت أن "كل الإجراءات التي تقوم بها الفئات المتنفذة في رام الله من دعوة للإضراب في غزة ومحاولة اغتيال للنواب وممارسة أسوأ أنواع التحريض الإعلامي على القتل عبر وسائل الإعلام التابعة لها إنما تهدف إلى تقويض كل الجهود الخيرة من أجل إحياء وانطلاق الحوار الوطني في تنفيذ واضح للفيتو الأمريكي الصهيوني ضد الحوار".
"حماس": الاعتداء يأتي في إطار تكامل الأدوار بين فريق رام الله والاحتلال
وفي السياق ذاته، قال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "هذه الجرائم تأتي في إطار استكمال وتوزيع الأدوار على الاحتلال، فالاحتلال يعتقل النواب وأجهزة رام الله وحركة فتح يعتدون على من تبقى من هؤلاء النواب وعلى مكاتبهم".
وقال أبو زهري: "حماس تحذّر من أن استمرار الصمت العربي على جرائم هذه الأجهزة سيدفع الحركة مضطرة لاتخاذ كل الإجراءات لحماية قادتها وأبنائها في الضفة".
وأضاف: "تحذر حماس من المساس بالشيخ البيتاوي أو أي من قياداتها، وعلى حركة فتح أن تعلم أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا ما استمرت في مثل هذه الزعرنات" على حد قوله.
وشدد المتحدث باسم "حماس" على أن "هذه الجريمة دليل جديد على عدم جدية فريق رام الله وحركة فتح بالحوار مع حركة حماس، وأن كل ما يصدر بهذا الخصوص هي ادعاءات غير حقيقية".
بحر يحمّل عباس المسؤولية عن الاعتداء ويطالب بالتحقيق:
ومن جهة أخرى، حمّل الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، رئيس السلطة محمود عباس المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الذي تعرض له النائب الشيخ حامد البيتاوي.
وقال بحر: "نحمل الرئيس محمود عباس المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث، وندعوه للإعلان عن فتح تحقيق سريع لمعرفة الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة"، مؤكداً على أن "أي تباطؤ في التحقيق هو تواطؤ في الحادث الإجرامي".