فائدة جميلة من تفسير العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ــ رحمه الله ــ شيء
قول العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى :
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ)غافر49
يقول : " تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:
أولا:أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنةجهنم أن يدعوا لهم . لأن الله قال لهم : (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون 108. فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلابواسطة.
ثانيا:أنهم قالوا (ادْعُوا رَبَّكُمْ) ولميقولوا : ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافةربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسواأهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا (رَبَّكُمْ).
ثالثا:لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يُخَفِّفْ) لأنهم نعوذبالله آيسون من أن يرفع عنهم.
رابعا:أنهم لميقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) يوما واحدا
بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) الشورى 45 .
أعاذنا الله منها".انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
م ن
</I>