مصادر تكشف تفاصيل مشروع المظلة الدفاعية الأمريكية بالشرق الأوسط

مفكرة الإسلام: كشفت مصادر مطلعة النقاب عن تفاصيل مشروع المظلة الدفاعية التى تسعى الولايات المتحدة إلى نشرها فى الشرق الأوسط.
وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكرى فى شئون الأمن الإقليمى، وفق ما أوردته صحيفة "الشروق": "إن المظلة الدفاعية التى يجرى الحديث عنها تتكون من مجموعة من نظم البطاريات المضادة للصورايخ "باتريوت"، ومراكز تحميل معلومات رئيسية، وقواعد اتصالات مركزية".
وفي السياق ذاته، قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير فى شئون الأمن القومى: "إن المظلة ستتضمن أيضًا طائرات أواكس (Awacs) من نوع "بعيد المدى"، وأن الولايات المتحدة ستقوم بتزويد القاهرة والرياض بهذه المنظومات الحديثة".
مناورات بحرية سرية:
وكان الخبير الأمريكي فى أمن الخليج، توماس ووكر ليبمان، قد وصف كلمة "مظلة" دفاعية للخليج، التي استخدمتها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، فى بانكوك منذ أسبوعين، بأنها "كود سرى فى غاية الأهمية"".
وأضاف أمام مجلس الشئون الخارجية الأمريكي أن "كلمة "مظلة الدفاع" تنطوي على التزام تعاقدى على الدفاع المشترك، أى توفير المساعدات العسكرية فى حالة تعرض هذه الدول لهجوم من أى دولة أخرى".
وفي سياقٍ متصل، كشف اللواء سيف اليزل عن مناورات بحرية مشتركة أجرتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" سرًا، الشهر الماضى، استغرقت ثلاثة أيام عند آخر نقطة بحرية فى المثلث الجنوبى للحدود المصرية - السودانية على بعد 120 ميلًا بحريًا، والتى عبرت حينها القطع البحرية "الإسرائيلية" من قناة السويس.
كما كشف اليزل عن إجراء تجارب أمريكية – "إسرائيلية" على الصاروخ "حيتس" المتطور فى صحراء كاليفورنيا قبل موعدها بعام كامل، وذلك في إطار التعاون الكامل بين "إسرائيل" والجيش الأمريكى.
تسوية شاملة للملفات العالقة بالشرق الأوسط:
وعلى صعيدٍ آخر، أشارت مصادر إلى أن تصريحات كلينتون حول المظلة الدفاعية، قد قدمت مؤشرًا جديدًا على أن واشنطن تعتزم الربط بين التسوية النهائية للصراع العربى – "الإسرائيلى"، والجارى الإعداد لها حاليًا، وبين مجموعة من الترتيبات الأمنية الإقليمية، تشمل ضمان أمن الخليج وطمأنة "إسرائيل" تجاه ما تعتبره "تهديدًا" إيرانيًا.
وكانت كلينتون قد رفضت كشف أي تفاصيل عن برنامج إقامة مظلة دفاعية لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، الذي أشارت إليه في إطار حديثها عن الملف النووي الإيراني، فيما أوضح ليبمان أن حديث كلينتون عن مظلة دفاعية لحماية دول الخليج هو "شكل من أشكال الردع"، وقال إن الحديث كان موجهًا لإيران، لتأكيد أنها "لن تكون أفضل حالًا، أو أكثر أمنًا، أو الأقوى، إذا مضت قدمًا فى تطوير برنامجها النووى العسكرى أو إذا استمرت فى سعيها للحصول على أسلحة نووية".
مكاسب حقيقية للقاهرة:
ومن جهةٍ أخرى، أكد خبراء إستراتيجيين أن القاهرة يمكنها أن تحقق "مكاسب حقيقية" من التوصل إلى اتفاقية سلام شامل بين العرب و"إسرائيل"، بما يؤدى إلى التوصل لتفاهم حول مظلة الدفاع.
وحسب أحد الخبراء، فإن هذه المظلة ستكون كفيلة بحماية منشآت النفظ العربية فى الخليج، وكذلك حماية المصالح الأمريكية والتى يمكن أن تكون عرضة لعمليات انتقامية من قبل إيران، فى حال ما تحرشت "إسرائيل" بإيران.
وأضاف الخبير نفسه: "أن مصر لها أيضا مصلحة كبرى فى هذه المظلة، بالنظر إلى حرص مصر على أن تكون مشاركة فى أى ترتيبات لأمن الخليج، وبالنظر إلى رغبة مصر الأكيدة فى موازنة النفوذ الإيرانى فى منطقة الخليج"، خاصة فى ضوء ما تصفه القاهرة بأنه وجود إيرانى بالغ التأثير فى العراق.
مصر والسعودية لن يتواصلا مع "إسرائيل":
وأوضح اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولى للدراسات المستقبلية: إن مصر والسعودية لن تكونا على خط تواصل مباشر فى المظلة الدفاعية مع "إسرائيل"، مضيفًا أن المنظومة القائم التشاور حولها ستكون مظلة "ردع عسكرى إستراتيجى" وليست مظلة ذات طابع هجومى.
وفي السياق ذاته، قال ليبمان "هناك شىء آخر يحدث الآن، لقد كان "الإسرائيليون" يروجون بين الدول العربية خاصة دول الخليج لفكرة الخوف من امتلاك إيران للسلاح النووى، فى محاولة منهم لتغيير نفور السعوديين تجاه "إسرائيل"، وجعل إيران قضية مشتركة تقلق الجانبين"، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة مجرد أمانى لدى "الإسرائيليين" "لأن السعوديين لا ينظرون للأمر من هذه الزاوية".
وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد أعن، في مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون رفض بلاده المطالب الأمريكية بتحسين العلاقات مع "اسرائيل", مؤكدًا عدم جدية الاحتلال "الإسرائيلي" في السلام.
اتفاقات دفاعية بين دمشق وواشنطن:
وعلى صعيدٍ آخر، قال مصدر سورى مطلع إنه من المتوقع "أن تعقد دمشق وواشنطن اتفاقيات دفاعية عسكرية فى حال توقيع اتفاق سلام مع "إسرائيل"".
وأضاف المصدر نفسه أن التوصل إلى اتفاق سلام سورى - "إسرائيلى" وإلى تسوية شاملة للصراع العربى – "الإسرائيلى" سيؤدى "بصورة أو أخرى إلى اختلاف فى إدارة العلاقات التى تربط دمشق وطهران ولكنه لن يجمدها".
رفض عماني:
وفى المقابل، أفادت مصادر دبلوماسية عربية فى القاهرة بأن سلطنة عمان أعربت عن معارضتها لفكرة مظلة الدفاع الأمريكية العربية.
وقال المصادر إن مسقط أبلغت موقفها هذا للعواصم العربية المعنية وكذلك لواشنطن.
وأضافت أن دبلوماسى عمانى رفيع المستوى أكد لوزيرة الخارجية الأمريكية ضرورة التحرك نحو انجاز تفاهم إيرانى أمريكى يكون هو الضامن لأمن الخليج وللمصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمى.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك مراسلنا فتى التوحيد على نقل الأخبار