<div align="center">في فضل أهل البيت و ما يجب لهم من غير جفاء و لا غلو
أهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه و سلم الذين حرمت عليهم الصدقة والزكاة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل و آل العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب وأزواج النبي صلى الله عليه و سلم وبناته لقوله تعالى :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيرًا {33} ) .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه و سلم داخلات في قوله:
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيرًا {33} ) .
ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية - انتهى من تفسير ابن كثير .
فأهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله حيث قال يوم غدير خم (اسم موضع) ( اذكركم الله في أهل بيتي ) رواه مسلم .
فأهل السنة والجماعة يحبونهم ويكرمونهم لأن ذلك من محبة النبي صلى الله عليه و سلم وإكرامه ، وذلك بشرط أن يكونوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة .
كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وبنيه ، أما من خالف السنة ولم يستقم على الدين فإنه لا تجوز موالاته ولو كان من أهل البيت.
فموقف أهل السنة والجماعة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف ، يتولون أهل الدين والاستقامة منهم . و يتبرءون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين ولو كان من أهل البيت فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول لا تنفعه شيئا حتى يستقيم على دين الله، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أنزل عليه :
( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ {214} ) .
فقال ( يا معشر قريش-أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا) رواه البخاري
ولحديث من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) رواه مسلم .
ويتبرأ أهل السنة والجماعة من الذين يغلون في بعض أهل البيت ويدَعون لهم العصمة ، ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت المستقيمين، ويطعنون فيهم ومن طريقة المبتدعة والخرافيين الذين يتوسلون بأهل البيت ويتخذونهم أربابا من دون الله.
فأهل السنة في هذا البيت وغيره على المنهج المعتدل والصراط المستقيم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا جفاء ولا غلو في أهل البيت وغيرهم، وأهل البيت المستقيمون ينكرون الغلو فيهم و يتبرءون من الغلاة، فقد حرق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه الغلاة الذين غلوا فيه بالنار. وأقره ابن عباس ; رضي الله عنه على قتلهم لكن يرى قتلهم بالسيف بدلا من التحريق، وطلب علي رضي الله عنه عبد الله بن سبأ رأس الغلاة ليقتله لكنه هرب واختفى
و هذا مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت الكرام ..
1- أهل السنة يوجبون محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجعلون ذلك من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم جميعاً ، لا كالرافضة الذين يتولون البعض ويفسقون البعض الآخر .
2- أهل السنة يعرفون ما يجب لهم من الحقوق ، فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء ، وأمر بالصلاة عليهم تبعاً للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
3- أهل السنة يتبرؤون من طريقة النواصب الجافين لأهل البيت ، والروافض الغالين فيهم .
4- أهل السنة يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ويترضون عنهن ، ويعرفون لهن حقوقهن ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة .
5- أهل السنة لا يخرجون في وصف آل البيت عن المشروع ، فلا يغالون في أوصافهم ، ولا يتعقدون عصمتهم ، بل يعتقدون أنهم بشر تقع منهم الذنوب كما تقع من غيرهم .
6- أهل السنة يعتقدون أن أهل البيت ليس فيهم مغفور الذنب ، بل فيهم البر والفاجر ، والصالح والطالح – الفاسد - .
7- أهل السنة يعتقدون أن القول بفضيلة أهل البيت لا يعني تفضيلهم في جيمع الأحوال ، وعلى كل الشخاص ، بل قد يوجد من غيرهم من هو أفضل منهم لاعتبارات أخرى
وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك ..
1- قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( ت13هـ ) .
روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . البخاري برقم ( 4241 ) ومسلم برقم ( 1759 ) .
2- قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ت23هـ ) .
روى ابن سعد في الطبقات ( 4 / 22 ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب – يعني والده – لو أسلم ؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
3- قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري ( ت360هـ ) .
قال في كتابه الشريعة (5/ 2276 ) : واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبنو هاشهم : علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم ، والصبر عليهم ، والدعاء لهم .
4- قول الحافظ ابن كثير ( ت774هـ ) .
قال رحمه الله في تفسيره ( 6 / 199 ) : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجميعن . </div><div align="center">
5- قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني ( ت387هـ ) .
قال رحمه الله في النونية ، انظر : كفاية الإنسان من القصائد الغر الحسان ، جمع محمد أحمد سيد ( ص41 ) :-
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف علياً أيما عرفان
لاتنتقصه ولا تزد في قدره **** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة **** وتنصه الأخرى إلهاً ثاني
هذا وصلى الله وسلم علي سيدنا ونبينا محمد
المصدر عدة كتب
مع تحيات اخوكم الزاد</div>