حـديث اليــوم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النّاسِ خُلُقاً. وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ. قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ قَالَ: "أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النّغَيْرُ؟". قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ. رواه مسلم.
ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم للصبيان أشهر من أن تذكر، ولقد كان كثيرا ما يلاطف الحسن والحسين، بل ويلاطف غيرهما من الصبيان، كأبي عمير المذكور في الحديث المتقدم، وكان أخا لأنس بن مالك، وكان له طائر صغير يدعى النُّغير، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعبه كلما رآه. ولعل هذا من الأسباب التي كانت تجعل الصبيان يفرحون بمقدمه صلى الله عليه وسلم من السفر فيهرعون لاستقباله كما جاء في الحديث الصحيح :"كان إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته" وكان صلى الله عليه وسلم يضمهم إليه كما قال عبد الله بن جعفر : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بنا، فتلقي بي وبالحسن والحسين ، قال : فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة". فقارن بين هذا وبين حال بعض البيوت الكئيبة لا فيها مزاح بالحق ، ولا ملاطفة ولا رحمة ، بل إن بعض الآباء يظنون أن تقبيل الأولاد يتنافى مع هيبة الأب، فهذا أحد الآباء وهو الأقرع بن حابس التميمي كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال :" من لا يرحم لا يرحم". فملاطفة الأبناء ومداعبتهم من الأشياء التي تشيع جوا من البهجة في البيت كله، ومما يدخل السعادة والسرور على قلوب الأبناء؛ فلذات الأكباد.