هــل تــرانـــا نـلـتـقـي أم أنـهــا
كانت اللقيا على أرض السراب
ثــم ولــت وتــلاشى ظــــلــهــا
واستحــالت ذكريـــات للعـــذاب
هــكـذا أســــأل قـلـبـي كـلـــما
طــالت الأيـام من بعـد الغيـــاب
وإذا طـــيــفـــك يرنــــو باســـماً
وكأني في استــمـاع للـجــواب
أولم نمــضـي عـلى الحـق معاً
كي يعود الخير للأرض الـيـبـاب
فـمـضـــينا فـي طـريق شـــائك
نتخــلى فــيه عن كل الرغـــاب
ودفــنا الشــوق في أعــــماقنا
ومضـينا في رضــاء واحتســـاب
قـد تعــاهدنا على الســير معـاً
ثم أعـجــلـت مجــيباً للذهـــاب
أيها الراحل عذراً في شـــكاتي
فــإلى طــيفـك أنـــات عــــتـاب
قد تركت القــــلب يدمي مثقلاً
تائهاً في الليل في عمق الضباب
وإذا أطــــــــوي وحــيداً حــــائراً
أقطـع الدرب طويلاً في اكـتئاب
وإذا الليــل خــضــم مــوحــــش
تتـــلاقى فــيه أمــواج العـــذاب
لم يعد يبرق في ليلي ســـــنا
قــد تــوارت كل أنوار الشـــهاب
غــير أني سوف أمضي مثلــما
كنت تلقاني في وجه الصعاب